كتب: عمرو فاروق
كشفت مصادر قضائية، أن النائب العام المصري، المستشار نبيل أحمد صادق، أحال البلاغ رقم 10491 لسنة 2017، إلى نيابة أمن الدولة العليا، للتحقيق فيما تضمنه من إداراج ما يسمى بـ"جماعة الصادعون بالحق"، وأميرها مصطفى كامل محمد حسين، والمنتمين إليها، على قوائم الجماعات الإرهابية.
وأشارت المصادر القضائية إلى أن نيابة أمن الدولة العليا بالقاهرة، من المنتظر أن تجري تحرياتها حول هذه الجماعة، والعناصر المنتمية لها، ومدى صلتها بالتنظيمات التكفيرية المسلحة، وحقيقة ارتباطها بجماعة الإخوان الإرهابية، أو بالتنظيم الدولي للإخوان، والأسباب التي دفعت لظهورها حالياً في مصر.
وأوضحت المصادر القضائية، أن نيابة أمن الدولة العليا، من شأنها أن تجري تحرياتها الخاصة، عن العناصر والمجموعات التي أعلنت تأييدها لجماعة "الصادعون بالحق"، وزعيمها الجهادي مصطفى كامل، عبر شبكة الإنترنت في شكل رسالة تأييد متعددة، تطالب جميع المسلمين في مختلف الدول باتباع الجماعة وشيخها.
كان الجهادي المصري مصطفى كامل محمد أحد قيادات تنظيم الجهاد، رفيق درب زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، أعلن تأسيس جماعة جديدة، تحت إمرته، تحمل اسم جماعة "الصادعون بالحق" وذلك عبر بيانين تلاهما بحضور عدد من عناصر التنظيم الجديد.
وأكدت مصادر جهادية ، أن مصطفى كامل محمد، هو أحد عناصر أول خلية جهادية في مصر، والتي اشتهرت باسم "خلية المعادي"، وكانت تضم 13 شخصاً أبرزهم أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة الحالي، ومصطفى كامل محمد أمير التنظيم الجديد، وعبد الهادي التونسي، وعصام القمري ومحمد الظواهري، وعصام هنداوي، وخالد مدحت الفقي، وأمير الدميري وخالد عبد السميع ونبيل البرعي، والسيد إمام عبد العزيز المعروف باسم الشيخ فضل، ونبيل البرعي.
والجهادي مصطفى كامل محمد، يتخطَّى عمره السبعين عاماً، وأعلن عن كيانه الجديد كجماعة عالمية مركزها مصر، ولديها أفرع في بعض الدول العربية والأفريقية، وتضُمُّ أفراداً وقيادات من جنسياتٍ مُختلفة بالعالم العربي والإسلامي، كما يبدو أن معظم التسجيلات التي تم بثها على شبكة الانترنت، تمَّ تصويرها في الصومال.
وقد ظهرتْ بعضُ أسماء القيادات في الجماعة في الفيديو المنشور لهم، ومنهم الدكتورعثمان عبد الله روبله، القيادي من حركة "الأهلي" في السبعينيات، وهو أكاديمي معروف، وينتمي الى قبيلة "أبغال" المشهورة في الصومال، وبشير شيخ محمد عبدي من مواليد 1958، وهو رجل أعمال من نشطاء الجماعة القدماء، وعبد الله شيخ دون عبده، وينتمي الثلاثة إلى جماعةٍ صومالية تكفيرية، تعمل في الصومال منذ منتصف السبعينيات.
وخلال شريط فيديو بثَّتْه الجماعة الجديدة عبر شبكة الإنترنت أخيراً، أكَّدت الجماعة أنها تأسَّست عام 1974 أي قبل 40 عاماً، إلا أنها كانت خلال تلك الفترة تعمل في السِّرِّ ودون الإعلان عن نفسها، وأنها منذ نشأتها "بدأت تدعو الناس سِرَّاً إلى هذا الحق؛ فآمَنَ به أناسٌ من بلادٍ مختلفة، وتقوم ببث فيديوهات تعريفية خاصة بها وبأفكارها، يقوم بشرحها شخصيات قيادية بالجماعة".
وأوضحت المصادر، أن جذور جماعة "الصادعون بالحق" تعود إلى منتصف الستينيات من القرن الماضي، عندما شهدت جماعة الإخوان انشقاقاً ضخماً أدي إلى تأثر الكثيرين بأفكار سيد قطب المرتكزة على أدبيات "الجاهلية"، و"الحاكمية"، و"العزلة الشعورية"، و"الطليعة المؤمنة"، وجرت بين المنشقين وقادة الجماعة مناقشات أثناء السجن بعد إصدار رسالة "دعاة لا قضاة".
وأكدت المصادر، أن جماعة "الصادعون بالحق" تعود أفكارها إلى أحمد عبد المجيد وعبد المجيد الشاذلي، وكلاهما من القيادات الإسلامية المعروفة بالفكر القطبي المتوافق مع الفكر التكفيري، فهم يؤمنون بالعزلة ويقومون بالدعوة ولا يجاهدون إلا حين تقوم لهم دولة.
وأفادت المصادر، أن التيار القطبي الذي انشق عن جماعة الإخوان الإرهابية في الستينيات من القرن الماضي هو الذي يؤمن بالمرحلة المكيّة التي يكف الناس فيها أيديهم عن القتال معتمدين على سرية الحركة والصبر، ثم ينتقلون بعدها إلى مرحلة جديدة شبيهة بمرحلة المدينة المنورة يجاهرون فيها بالدعوة، وهو ملخص فكر تلك المجموعة التي تزعم أنه قد آن أوان ظهورها وصدعها بالحق.
وأضافت المصادر، أن المناقشات انتهت بعودة بعضهم إلى التيار الأساسي للإخوان، فيما أصر كثيرون على أفكارهم وخرجوا من الجماعة وكوّنوا ما صار يعرف بالتيار القطبي الذي يعد من أبرز رموزه، أحمد عبدالمجيد عبدالسميع، الذي صدر ضده حكم بالإعدام مع سيد قطب لكنه لم ينفذ، وكذلك عبدالمجيد الشاذلي، صاحب الكتاب الشهير "حد الإيمان وحقيقة الإسلام" الذي يمثل منهج عمل التيار القطبي.