ماهر فهمى يكتب: عندما قال لى أنيس: أنا زعلان لك

وعدل عجلة القيادة.. ووضعنى أمام قدرى تأسيس القسم الرياضى.. وهكذا أراد أنيس منصور.. ولكنه لم يكتف بان أكون كابتن.. ولكنه كلفنى بنزول المونتاج والمطبعة للمراجعة النهائية.. وأطلق على محمود حسن من الأقسام الفنية بأركان الحرب.. وفى أخباراليوم كنت أختصر من على الجالية بكسر الرصاص.. أما هنا فكان التصحيح والإختصار على الأفلام.. وكنا ننام تحت المطبعة الويب الصغير التى لاتسعف.. وكان على رأس جوقة المراجعة الزميل محمد عبدالوارث بعد أن أتى من أخبار اليوم.. ولأن أغلبنا من أخبار اليوم..نقلنا روح المداعبة ورح الأسرة إلى مجلة أكتوبر..

وكان الزميل جميل عارف مديرالتحرير خفيف الظل.. وله ضرباته الصحفية التى أسهمت فى توزيع ضخم لمجلة أكتوبر بمذكرات مجوهرات أسرة محمد على.. وفى يوم قبل عيد أضحى وهو كان من أصدقاء حديقة الحيوان أتى بفخد حمار ملفوف.. وقال لإبراهيم المليجى سكرتير التحرير كل سنة وأنت طيب.. وجاء إبراهيم فى اليوم التالى يقول لجميل تركتها على النار 24 ساعة ولم تستوى.. فقال له: أنت أصلك مش فاهم.. والله أخشى أن أقول حمار..

وأكثر ما عنينا أن عمال دار المعارف مهرة جداً.. ولكنهم متعودين على طبع الكتب.. والكتاب تأنى والعمل الصحفى يحتاج السرعة مع الإتقان.. وإستعنا ببعض عمال أخبار اليوم لتدريبهم على العمل الصحفى.. وتجاوبوا ولكن الويب الحمرا كانت لاتسعف.. وفى زيارة للرئيس السادات لهئية قناة السويس لمح أنيس منصور صناديق فى الممر فسأل ما هذا فقالوا له أحدث مطبعة ويب فى العالم وحش وهنا قال أنيس للرئيس السادات ماذا تفعل هيئة القناة بهذه المطبعة.. وأنت عارف مشكلة المطبعة.. وأريد أن أحصل على هذه المطبعة.. فأمر الرئيس السادات بأن تنقل المطبعة إلى دار المعارف.. ونفذ مشهور أحمد مشهور الأمر الرئاسى.. وانفكت عقدة الخطر التى كنا نعانى منها..

ولا أنسى أننى قمت بجملة من أول عدد.. أكتوبر تحارب التعصب فى كرة القدم.. واستدعانى أنيس وقال: لاطعم لا لون.. لا ريحة.. وقال: إننى أخترتك لأنك إبن النادى الأهلى وأنا أريدها صفحات أحمر قانى.. قلت له لكن حامد دنيا مدير التحرير زملكاوى.. فقال لى: رئيس القسم الرياضى فى كل الصحف معه سلطات رئيس تحرير.. بل بعضهم صدر لهم قرار رئيس تحرير كعبد المجيد نعمان فى النادى الأهلى.. فأنت مفوض منى بسلطات رئيس تحرير.. وقال لحامد دنيا مالكش دعوة بماهر والرياضة حتى لو كانت ترفع لك الضغط.. وضحكت.. وضحك أنيس..

وكنت أكتب عمود بعنوان إبرة وأوقع حقنة.. ثم غيرته إلى مسامير وأوقع الشاكوش.. ساخر جداً.. مسجوع وموجوع.. وفجأة وجدت أنيس على رأسى ويقول لى: هما الناس فى المدرجات بيقولوا إيه.. بيقولوا ما يقوله الشاكوش حتى الوزير والمسئول بيفقد توازنه أمام تشجيعه لناديه.. إعمل الرياضة كلها كدة.. وفى أثناء إحدى الحملات فى إمتحانات النادى الأهلى تعرضت للفريق مرتجى فأشتكانى لأنيس.. وقال إيه السجع ده.. فنادا فى أنيس وقال له: اشتكى ماهر لماهر.. ثم قال لى ماتبطل السجع ده.. ثم غمز لى بعينيه.. وقال لى: أنا زعلان لك وبعد أن انصرف الفريق مرتجى.. قلت لأنيس حبطل السجع.. فقال لى: أنت عبيط ده عامل رد فعل.. صحيح أنه أسلوب عصور متأخرة.. ولكن ماشى مع الملاعب..