الربيع رحيمة* يكتب: سلسلة فلسـفات الحـب «2».. الحــب لدى عباس العـقاد

الربيع رحيمة* يكتب: سلسلة فلسـفات الحـب «2».. الحــب لدى عباس العـقادالربيع رحيمة* يكتب: سلسلة فلسـفات الحـب «2».. الحــب لدى عباس العـقاد

*سلايد رئيسى22-9-2017 | 19:55

مدخـل :

يسألونك عن الحب ؟

قل هو اندفاع جسد إلى جسد، واندفاع روح إلى روح.

ويسألونك عن الروح فماذا تقول؟

قُل هي من أمر ربي .. خالق الأرواح!

تعريف الحـب بالنفي :

لقد عرف العقاد الحب منفياً حين كتب قائلاً : " ما ليس بالحب أسهل في التعريف مما هو الحب، وهكذا الشأن في كل تعريف لمعنى من المعاني أو كائن من الكائنات.

فنحن نستطيع في لمحة عين أن نعرف أن زيدًا ليس بعمرو ، ولكننا لا نستطيع في هذه السهولة أن نذكر تعريف عمرو و زيد ونحيط بأوصاف هذا أو ذاك، ولو كنّا أعرف العارفين بالإثنين.

وعلى هذا القياس نعرّف الحب من طريق النفي قبل تعريفه من طريق الإيجاب . فليس الحب بالغريزة الجنسية؛ لأن الغريزة الجنسية تعم الذكور والإناث، ولا يكون الحب بغير تخصيص وتمييز.

وليس الحب بالشهوة؛ لأن الإنسان قد يشتهي ولا يُحِب، وقد يُحِب وتقضي الشهوة على حبه.

وليس الحب بالصداقة؛ لأن الصداقة أقوى ما تكون بين اثنين من جنس واحد، والحب أقوى ما يكون بين اثنين من جنسين مختلفين.

وليس بالانتقاء والإختيار؛ لأن الإنسان قد يُحِب قبل أن يشعر بأنه أحب، وقبل أن يلتفت إلى الانتقاء والإختيار .

**.... و عن جذئوية الحب يكتب :

" الحب كذلك يعرَّف جزءًا جزءًا قبل أن يُعرَّف كاملًا شاملًا مستجمعًا لكل ما ينطوي عليه.

و صـفاتُ كالغـرور و الخـداع و الإنانية فهي جـزءً لا يتجـزء من الحـب ، كما الغرور الذي يجتاح المحب حين يشعر أن أحدهم قد اختاره لوحده و أهمل الألوف من أمثاله ليخصّه وحده بتفضيله وإيثاره.

**... و الحــب حـزمة عـواطف :

إن الحب عواطف كثيرة وليس بعاطفة واحدة، ومن هنا كان أقوى وأعنف من العواطف التي تواجه النفس على انفراد .. ففيه من حنان الأبوة، ومن مودة الصديق، ومن يقظة الساهر، ومن ضلال الحالِم، ومن الصدق والوهم، ومن الأثرة والإيثار، ومن المشيئة والاضطرار، ومن الغرور والهوان، ومن الرجاء والقنوط ومن اللذّة والعذاب، ومن البراءة والإثم، ومن الفرد الواحد والزوجين المتقابلين، والمجتمع المتعدّد، والنوع الإنساني الخالد على مدى الأجيال .

فقد يخلو الحب من كل شيء إلا من شيء واحد، وهو الاهتمام!

فصدِّق إن قيل لك أن حبيبًا يُبغِض حبيبه ويؤذيه، وصدِّق إن قيل لك أن الحب والازدراء يجتمعان، وصدِّق إن قيل لك أن الحب يخون أو يقبل الخيانة من المحبوب، فأما إن قيل لك أن حبًا يبقى في النفس بغير اهتمام، فذلك هو المُحال الذي لا يقبل التصديق!

* كاتب المقال: سودانى الجنسية – يدرس بكلية الهندسة قسم الاتصالات – بجامعة جواهر لال نهرو التكنولولجية – بالهند … مهتم بقضــايا الفكر والثقافة. ويسعى لإيقاد شعلة النهضـة فى أمته بسلاح القلم ونور المعـرفة كما يقول فى تعريفه لنفسه.
أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2