متلازمة اسبرجر.. الأعراض والعلاج

متلازمة اسبرجر.. الأعراض والعلاجمتلازمة اسبرجر

أحوال الناس10-5-2021 | 09:48

متلازمة اسبرجر من الأمراض النفسية التي تحتاج إلى علاج سريع،وهي إحدى الاضطرابات النمائية الشاملة، وتصنف ضمن اضطرابات طيف التوحد عالي الأداء، وقد يتأخر اكتشافها أحيانا حتى البلوغ.

وتبدأ متلازمة اسبرجر في مراحل مبكرة من العمر تتراوح بين فترة الرضاعة وفترة الطفولة المبكرة، وقد سمي هذا المرض باسم طبيب الأطفال النمساوي هانز أسبرجر الذي قام عام 1944م بعمل توصيف الأطفال الذين يفتقرون لمهارات التواصل غير اللفظي، والذين يظهرون تعاطفًا محدودًا مع أقرانهم، ويتحركون جسديا بشكل أخرق أو مرتبك.

أعراض متلازمة أسبرجر:

1- صعوبة تكوين الصداقات:

ربما يكون نقص تعاطف المصاب مع الآخرين هو الجانب الأكثر اختلالًا عند مريض الأسبرجر، ويعاني الأفراد المصابون به من صعوبات في القيام بعناصر التفاعل الاجتماعي الأساسية، مما قد يؤدي إلى فشل في تكوين صداقات جديدة، كذلك يعاني المصاب من نقص في تقديم المعاملة بالمثل اجتماعيًّا وعاطفيًّا، ويعاني من ضعف في السلوكيات اللالفظية مثل التواصل بالعين، التعبير عن طريق الوجه، أوضاع الجلوس، والإيماءات. كما يجد المصابون بمتلازمة أسبرجر صعوبات جمة في تكوين الصداقات، وقد لا يستطيعون التواصل مع أقرانهم بسبب افتقادهم للمهارات الاجتماعية اللازمة للتعامل معهم، ومهارات التكيف الضرورية للاشتراك في العمل الجماعي أو للانخراط في المجموعات. علمًا أنّ المصاب بأسبرجر يريد حقيقة التواصل والانخراط في المجموعة إلا أنه لا يستطيع ذلك.

2 - الصمت الانتقائي:

الصمت الانتقائي يظهر لدى المصابين بأسبرجر فيقصرون حديثهم مع من يرتاحون له، وقد يتجنبون الحديث مع الغرباء، أو قد يتنحون جانبًا في المجموعات ويكتفون بالابتسامة أو يشغلون أنفسهم بعمل أشياء أخرى. في المقابل يمكن أن يتمتع الأطفال المصابون بالأسبرجر بثروة لغوية معقدة على نحو غير عادي وفي سن مبكرة، وغالبًا ما يطلق عليهم "الأساتذة صغيرو السن"، إلا أنهم يجدون صعوبة في فهم اللغة التصويرية، ويميلون إلى استخدام اللغة الحرفية. وكذلك فإنّ لديهم نقاط ضعف في مجالات اللغة غير اللفظية، تشمل هذه النقاط: الدعابة، السخرية، وإثارة ضيق الغير.

3- التركيز الشديد على اهتمامات محددة:

تكون لدى المصابين بمتلازمة أسبرجر اهتمامات محددة وواضحة يركزون عليها لأنها تدفع عقولهم للتركيز وتخلصهم من حالة التشتت والقلق الاجتماعي، فتبث فيهم شعورًا بالراحة، وهذه الاهتمامات تتركز عادة في نشاطات فردية كالرسم أو الكتابة أو النحت أو التكنولوجيا، وتكون مصدر راحة كبير إذا لاقت نجاحًا إلا أنها تسبب ردة فعل عكسية إن تعطلت أو إن أجبروا على تركها.

4- البحث عن الأنماط والتماثل:

يتميز المصابون ب متلازمة اسبرجر بالقدرة على فهم الأنماط وملاحظتها، فتحاول عقولهم دائمًا إيجاد نمط أو حالة من التماثل يستكينون لها في محاولة للبحث عن الراحة، فيقومون بترتيب أغراضهم في خطوط مستقيمة أو بحسب الألوان أو أي نمط آخر يرتاحون له بصريًّا ونفسيًّا، ويعتبر ذلك تحديًّا وموهبة في الوقت ذاته؛ فالمصاب بأسبرجر يتميز في الرياضيات والفيزياء والقدرة على التحليل ورصد الظواهر والسمات المشتركة فهي موهبة جديرة بالتنمية؛ لأنّ ذلك يدفعه للتميز. وتعتبر التصرفات النمطية والتكرارات الحركية جزأين أساسيين في تشخيص الأسبرجر والأنواع المختلفة من اضطراب طيف التوحد. تتضمن تلك الحركات بعض الحركات باليد مثل لوي اليدين أو خفقهما، إلى جانب حركات معقدة تشمل الجسم كله. وعادة ما تتكرر هذه الحركات في اندفاعات سريعة وتبدو أكثر عفوية منها كتشنجات، التي عادة ما تكون أسرع، وبإيقاع أقل، وبتناظر أقل.

5 - الالتزام بالروتين:

يضع المصاب بأسبرجر لنفسه روتينًا معينًا يجد فيه نظامًا للدعم ومصدرًا للراحة فاتباع جدول صارم نوعًا ما يعالج مشكلة القلق والإرباك التي يعاني منها المصاب الذي يشعر بضغط كبير إذا حصل أي تغيير على الروتين أو بفزع في حال تم تعريضه لموقف جديد.

6- يعجز الأفراد المصابون بالأسبرجر عن أداء بعض المهام والتي تطلب إدراكًا بصريًّا ومكانيًّا وسمعيًّا، أو ذاكرة بصرية، كما قد يكونون حساسين أو غير حساسين للصوت، الضوء، اللمس، الملمس، الطعم، الرائحة، الألم، درجة الحرارة، وغيرها من المحفزات.

علاج متلازمة أسبرجر:

بمساعدة الأبوين، ودعمهما لابنهما المصاب بمتلازمة أسبرجر وباتباع بعض الإرشادات الطبية يستطيعان التغلب عليه وإخراج ابنهما من دائرته المغلقة:

1- التدريب على المهارات الاجتماعية:

تتمثل هذه الطريقة بعقد جلسات جماعية أو فردية يقوم خلالها المعالج بتعليم المصابين الطرق المناسبة للتعبير عن أفكارهم وحاجاتهم، ويتم الاستعانة عادة بمتطوعين لتأدية بعض المواقف التي تحاكي الواقع من أجل تطبيق تلك الطرق بشكل نموذجي.

2- التدريب على استخدام اللغة:

يلتزم المصاب بأسبرجر دائمًا خلال حديثه بنغمة صوت واحدة وثابتة لا ترتفع ولا تنخفض بحسب سياق الحديث، لذلك يقوم المعالج بشرح متى يحتاج المرء لخفض ورفع صوته خلال الحديث.

3- معالجة السلوك الإدراكي:

وتتم من خلال عملية تكرار الأقوال والأفعال التي يقدم عليها المصاب، كما يسعد الطفل على ضبط مشاعره وردود أفعاله خلال التعامل مع الآخرين.

4- تدريب الآباء على التعامل مع أطفالهم:

يجب الاهتمام بتدريب الآباء أكثر من الأطفال المصابين؛ حيث يتم تعليمهم كافة التقنيات والأساليب التي تهدف إلى استمرار عملية العلاج داخل البيت.

الفرق بين التوحد ومتلازمة أسبرجر :

رغم أنّ متلازمة أسبرجر هو أحد أطياف التوحد إلا أنه يختلف عنه في بعض النقاط، والتي لخصها الدكتور محمد الحموي في النقاط التالية:

1- يظهر التوحد في السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، بينما لا يكتشف الأسبرجر إلا بعد السنة السادسة وما فوق من عمر الطفل، أي أنّ أعراضه تظهر متأخرة.

2- يتميز التوحد بقصور واضح في اللغة وفي تكوين حصيلة لغوية، بينما يتمتع الأسبرجر بحصيلة لغوية لا بأس بها مع أنه يعاني من صعوبات في التخاطب والتعبير.

3 - الطفل التوحدي منغلق على نفسه تمامًا بينما طفل الأسبرجر يحس بمن حوله ويتعرف عليهم ولكنه يعجز عن تكوين علاقات، أي أنّ تواصله الاجتماعي أقل خطورة من التوحد العادي.

4- الاضطرابات العصبية فيه أقل حدوثًا.

5 - عدد المواضيع التي يهتم بها متنوعة بينما التوحد يركز على موضوع واحد معين.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2