حسنا ما فعله وزير الداخلية محمود توفيق حينما قرر لثانى مرة أن تفتح أبواب السجون لزيارة المراسلين الأجانب ليتفقدوا ما يحدث فى السجون المصرية ومشاهدتهم لهذا بأعينهم، وذلك خلال أسبوع واحد لثانى مرة وهى سابقة لم تحدث فى أى دولة فى العالم، حيث استقبل اللواء طارق مرزوق مساعد الوزير رئيس قطاع السجون وفد المراسلين الأجانب ومندوبى وكالات الأنباء العالمية والمنظمات الحقوقية العاملة فى مصر وعددهم 27 مراسلًا لإطلاعهم على التطور الذى حدث فى سجون مصر والمعاملة التى يتلقاها المسجونين من جانب إدارة السجون والقائمين عليها، وذلك بهدف القضاء على شائعات الإخوان الإرهابيين، وما يقومون ببثها وإذاعتها ونشرها عبر صفحاتهم فى مختلف دول العالم، حيث كانت الزيارة خلال الأسبوع الماضى لسجن المرج العمومى، وقد كتبت المقال السابق حول هذه الزيارة.. أما الزيارة التى أكتب مقالى عنها اليوم فهى قد تمت على الفور منذ ساعات مضت فى سجن 440 بوادى النطرون، وهى منطقة سجون وادى النطرون التى كان الإخوان قد اقتحموها عام 2011 فى أحداث يناير وأخرجوا قيادات الإخوان الإرهابيين منها وكان عددهم 35 بما فيهم مرسى العياط والمسجونين معه، وخليتى حماس وحزب الله وقاموا بإخراج أكثر من 23 ألف مسجون عليهم أحكام لنشر الفوضى فى 28 يناير 2011 قبل أن يقوموا بحرق أقسام الشرطة، وغير ذلك من جرائمهم التى تقشعر لها الأبدان.
وقد أشاد المراسلون الأجانب بعد زيارتهم لسجن 440 بوادى النطرون على ما شاهدوه فى جولتهم لليمان بوادى النطرون وعلى المعاملة التى يتلقاها المسجونين، وذلك تأكيدًا على إيمان الدولة المصرية بأهمية تطبيق وتنفيذ معايير حقوق الإنسان، وأكد المراسلون الأجانب أن هذه الجولة هى الثالثة منذ أسابيع بعد زيارة سجن برج العرب والمرج ووادى النطرون، وأن الجميع فى هذه السجون يطبقون الإجراءات الاحترازية لمواجهة وباء كورونا، بما فيهم النزلاء والمسجونون والزوار وجميع العاملين فى قطاع مصلحة السجون ومسئولى السجون أنفسهم، حيث يرتدى الجميع الكمامات الطبية وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعى، وأيضًا حرص مصلحة السجون على إعادة تأهيل السجناء لإعادتهم إلى المجتمع كأفراد منتجين من خلال صقل مهاراتهم اليدوية والحرفية وتعليمهم وتدريبهم ليكونوا عناصر صالحة ومنتجة فى المجتمع بعد خروجهم من السجون.
أما ما لفت انتباه جمعية أعضاء المراسلين الأجانب والزوار هو وجود عنابر خاصة لذوى الاحتياجات الخاصة بمستشفى السجن، بالإضافة إلى تجهيز مستشفى السجن بأحدث الأجهزة الطبية وتزويدها بكمية كبيرة من الأدوية اللازمة.
وقد أكد اللواء طارق مرزوق مساعد الوزير رئيس قطاع السجون أن غدًا - الإثنين - سينتهى القطاع من إعداد قوائم العفو الرئاسى لعدد من السجناء بمناسبة قرب حلول عيد الفطر المبارك، وأن اللجان تعقد جلساتها لتحديد هذه الأعداد، فضلًا عن موافقة اللواء محمود توفيق وزير الداخلية على منح زيارات استثنائية للسجناء احتفالًا بعيد الفطر المبارك على أى تحتسب ضمن الزيارات المقررة لهم.
والأهم أن رئيس قطاع السجون اللواء مرزوق رد على أكاذيب الإخوان بأنه لا يوجد معتقل واحد داخل السجون المصرية، مؤكدًا أن جميع النزلاء بالسجون متواجدون لتنفيذ أحكام قضائية أو بموجب أوامر حبس قضائية من النيابة العامة، وأنه لا توجد أية حالات إصابة بفيروس كورونا داخل السجون حتى الآن.