رغم ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا خلال الموجة الثالثة إلا أن معدل الوفيات مرتفع بشكل مريب ولا يتناسب مع معدل الإصابة، وهو ما أثار علامات استفهام حول السبب فى ذلك؟!
الخبراء والمتخصصون كشفوا أن السر فى ذلك يكمن فى العلاج العشوائى لمرضى كورونا من خلال أطباء خارج مستشفيات العزل أو المنظومة الصحية التى تشرف عليها وزارة الصحة والاعتماد على «بروتوكولات السوشيال ميديا».
قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، إن معظم بروتوكولات العلاج خلال العزل المنزلي غير دقيقة وليست تابعة للوزارة، مشددا على عدم تداول تلك البروتوكولات الخاطئة، إذ قد تشكل خطورة كبيرة على حياة المرضى أو تسبب ارتباكًا للفرق الطبية العاملة فى مستشفيات الفرز والعزل.
وأوضح أن البروتوكولات العلاجية المتبعة لعلاج مرضى فيروس كورونا المستجد والوحيدة، التي يتم تطبيقها تم وضعها من قبل اللجنة العلمية المشكلة بقرار وزيرة الصحة والسكان ،مضيفا أن اللجنة أعدت ذلك البروتوكول العلاجي بناء على ما توفر من معلومات من جميع دول العالم منذ ظهور الفيروس، وذلك فى ظل استمرار مرحلة الأبحاث على العقاقير التي تعالج الفيروس.
وأشار إلى أن اللجنة العلمية تحرص دائمًا على متابعة ما يتم توافره من معلومات علمية يمكن الاعتماد عليها، لإصدار تعديلات للبروتوكول أو إضافة بروتوكولات لعلاج الحالات الخاصة، مطالبا الجميع بتوخي الحذر فيما يتم نشره من بروتوكولات علاج لفيروس كورونا، قد تثير الشك والبلبلة خلال تلك الأزمة
أخطاء شائعة
من جانبه أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية والوقائية على تجنب الأخطاء الشائعة فى استخدام أدوية علاج مرضى فيروس كورونا، مضيفا أن البروتوكول العلاجي أو الخطة الاسترشادية للتعامل مع الحالات تختلف من حالة لأخرى حسب الأعراض والظروف الطبية لكل حالة.
وأوضح أن البروتوكولات العلاجية يتم تطويرها من خلال التواصل مع المؤسسات العلمية والدول صاحبة التجربة السابقة فى التعامل مع الجائحة، مؤكدا مواجهة الفرق الطبية مشكلات عديدة من الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية ومضادات التجلط والمسكنات، إذ أن التغيير فى بروتوكول العلاج الخاص ب كورونا ليس جوهريا ولكنه يضمن توفير أفضل علاج للحالات البسيطة والمتوسطة والشديدة..
وشدد تاج الدين على أنه من الضروري الالتزام بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامة واتباع إجراءات التباعد الاجتماعي كي لا تحدث زيادة كبيرة فى أعداد الإصابة بفيروس كورونا، مشيرا إلى أهمية اللقاحات المضادة فى تقليص الفيروسات الموجودة فى المجتمع مما يقلل من معدلات انتقال العدوى فى المجتمع كما أن اللقاح يقوي الأجسام المناعية.
وأضاف أن المصابين بالفيروس تتكون لديهم أجسام مناعية توفر لهم الحماية لمدة تتراوح من 5 إلى 6 أشهر، وهو ما يوضحه تحليل يعرف فى الأوساط الطبية بـتحليل IGI.
أزمة متوقعة
وحذر الدكتور حسام حسني رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا من لجوء بعض المواطنين إلى بروتوكولات الـ»سوشيال ميديا» لعلاج فيروس كورونا والتي أدت إلى وفيات عديدة، مؤكدا أن العالم أجمع سيواجه أزمة شديدة الخطورة بعد انتهاء جائحة كورونا تتمثل فى علاج الالتهابات المقاومة للمضادات الحيوية التي سببها الاستخدام المفرط والعشوائي للمضادات الحيوية ومضادات الفيروسات والجلطات.
وأضاف أنه لا يوجد حاليا أدوية مضادة للفيروسات تتميز بفاعلية أكثر حتى يتم إضافتها للبروتوكول العلمي المتبع لعلاج الحالات، موضحا أن هناك بعض مضادات الالتهاب الجديدة التي يجري دراسة تأثيرها لبحث إمكانية إضافتها.
أدوية مغشوشة
وحذر الدكتور على عوف رئيس غرفة الأدوية بغرفة القاهرة التجارية من أدوية بروتوكول علاج كورونا المباعة على السوشيال ميديا، مؤكدا أن معظمها مغشوشة وغير آمنة ويتم إبلاغ الجهات الرقابية حيال تلك الوقائع.
وقال إن هناك 70% ارتفاعًا بالطلب على أدوية فيروس كورونا الخاصة بالبروتوكول الطبي، مضيفا أنه منذ نهاية الموجة الأولى ل كورونا فى شهر يوليو الماضي بدأ قطاع الدواء مع هيئة الدواء و وزارة الصحة والشراء الموحد من أجل وضع خطة لزيادة مخزون الدواء من 6 إلى 12 شهرًا.
وأشار عوف إلى أن أي حالة مصابة بالبرد أو الرشح يتم التعامل معها على أساس أنها اشتباه كورونا، ويتم منح المريض بروتوكول العلاج، مؤكدا أن المخزون يتم مراجعته بشكل أسبوعي وسط تعاون من جميع الجهات لتوفير أدوية كورونا.
وأكد رئيس غرفة الأدوية بغرفة القاهرة التجارية أنه لن يتم اتخاذ إجراء لتحريك أسعار الأدوية وخاصة علاج برتوكولات فيروس كورونا، مستطردا: أما عن المطهرات والماسكات الطبية فقد تم دعم توفيرها فى الأسواق بشكل جيد، بزيادة خطوط إنتاجها إلى 40 خطا مقابل 7 خطوط فى بداية ظهور الجائحة.