هل اندثرت هوية الثياب لدى المصريين؟

هل اندثرت هوية الثياب لدى المصريين؟ثياب

منوعات21-5-2021 | 18:59

عرفت كل منطقة في مصر بنمط ثياب محدد شكل روح هويتها الثقافية في اللباس ونجد في هذا الصدد أن ثياب المرأة في الصعيد غير ثيابها في الوجه البحرى ومختلفة عن ثيابها في المحافظات الساحلية بينما من الغريب أن ترى مصريا يسير مرتديا ثياب أجداده الفراعنة .

نرى أن لكل شعب زي وطني يعرف به ويتباهى إلا نحن إذ نرى في شوارعنا مزيجا متنافرا من الأذواق سواء للرجال أو النساء أو الأطفال فمنهم من يرتدي الثياب الإفرنجية وآخر تأثر بعمله في دول الخليج وصار- من الرجال والنساء- يرتدي الثياب الخليجية ( على اختلاف هوياتها الست) كما بات يختلف شكل الجلباب المصري في الريف من قرية إلى أخرى وحتى حجاب النساء غدا بأشكال عديدة: الباكستانى، الأفغانى.

وكذا العباءات وأنه لا يمكن الجزم بضياع هوية الثقافة المصرية في الملابس،وإنما نستطيع القول بأنها تتلاشى لأن مكونات الروح المصرية ومكنوناتها التي تشكلت،عبر آلاف السنين ولا تزال تتقبل كل جديد وستظل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

ونرى أن الأزياء الشعبية تنقل لنا معاني رمزية مختبئة وراء الزخارف والتطريز لحياة الإنسان وبيئته،وهي تعتبر مرآة لوجوده الإنساني في مكان ما. ويعد ملبس الأمة مفتاحا من مفاتيح شخصيتها ودليلاً على حضارتها ولعل الملبس هو أول مفتاح لهذه الشخصية، وأسبق دليل عليها؛ لأن العين تقع عليه قبل أن تصغي الأذن إلى لغة الأمة، وقبل أن يتفهم العقل ثقافتها وحضارتها».

وعلينا بحفظ المأثورات الشعبية المصرية بعفويتها وتلقائيتها في هذه الآونة من العصر،والتي تشهد محاولات مستميتة لطمس هويات الشعوب وانتزاع خصوصيتها وتعميم ملامحها، محذرا من أن تلاشي هوية الملابس لدى أي مجتمع، ليست بشيء قليل، وإنما هي عملية تشكل بداية طريق ضياع الموروث الشعبي لهذا المجتمع، وهو الموروث الذي يشمل عادات الشعوب وتقاليدهم وطقوسهم وأساطيرهم والفنون الخاصة بهم، وأغانيهم وملابسهم.

ولو رجعنا إلى الوراء قليلاً لرأينا أن تنوع الأزياء الشعبية في ربوع مصر كان صاحب أكبر رسالة لتأصيل هوية الملابس لدى المصريين حيث كان لكل بيئة طابع خاص وزي مختلف إلى درجة أنه كانت السيدات يتنافسن في كل منطقة، على الابتكار والتحديث للملابس الشعبية، لكي تتواكب مع العصر.

ففي النوبة جنوب مصر، كانت المرأة ترتدي ملابس مطرزة بالخرز، بينما يلبس الرجال دائما (الطاقية)، وفي الشرقية ترتدي المرأة عباءة مشغولة تسمى (بروان)، في الوقت الذي تشتهر فيه سيدات الوجه القبلي (الصعيد عموما)، بارتداء العباءات الواسعة ويطلق عليها (الملس)، وفي الغالب يتم ارتداؤها فوق الثياب العادية، بالإضافة إلى ارتداء الطرحة على الرأس.

وفي واحة سيوة، يلبس الرجال جلبابا قصيرا، وتحته سروال، وعليه (صدرية) وطاقية على الرأس، بينما تختلف ملابس المرأة المتزوجة عن الفتاة العذراء وغير ذلك، وفي القاهرة والإسكندرية اشتهرت الملاية اللف السوداء.. وكانت دليلاً على بنت البلد الشهمة».

وهذا ما يميز الشعوب عن بعضها لهذا نجد أن ضياع هويتنا القومية والثقافية أدى إلى الوقوع في خطر ضياع هويتنا في الملابس وفي اللغة وفي الفن وفي كل الأشياء وإذا أردنا أن تعود هويتنا في الملابس لابد أن نبدأ مع الجيل الصغير لتعريفه بالهوية المصرية، وبثقافة الملابس التي هي سفير لصاحبها ولبلده.

أضف تعليق