تحتفل الأمم المتحدة كل عام في يوم 21 مايو باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار و التنمية للتأكيد على أهمية الثقافة و تأثيرها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة و التعرف على تنوع الثقافات حول العالم و يساعد الاحتفال بهذا اليوم في تعزيز مفهومنا لقيم التنوع الثقافي التي تدعم الأهداف الأربعة لأتفاقية حماية و تعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي و هي دعم نظم مستدامة لحوكمة ثقافية و تحقيق تبادل متوازن من السلع و الخدمات الثقافية و دمج الثقافة في برامج و سياسات التنمية المستدامة و كذلك تعزيز مفاهيم حقوق الإنسان و الحريات الأساسية .
يعتبر التنوع الثقافي قوة محركة للتنمية و يعد ميزة مهمة للحد من الفقر و تحقيق التنمية المستدامة لأن القبول بفكرة التنوع الثقافي يؤدي إلى خلق حوار بين الحضارات و الثقافات و تبادل المعرفة و الخبرات و تنمية روح العمل المشترك من أجل تحقيق أهداف التنمية لذا فإن بناء جسر يعالج الهوة بين الثقافات يعد أمرا ضروريا لتحقيق السلام و الإستقرار و التنمية .
و يشجع الأحتفال باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار و التنمية إتاحة الفرص الجديدة الإبداعية و الإبتكارية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الصناعات الإبداعية و المشروعات متناهية الصغر المرتبطة بالتعبير عن الجوانب الثقافية للشعوب و يزيد مفهوم التنوع الثقافي لدينا من المعرفة بحقوق الإنسان ليكون لدينا ثقافة تقبل الآخر و تقدير ثقافته مما يخلق حاله من الأستقرار الذي يؤدي إلى السلام الإجتماعي و تحقيق أهداف التنمية بعيدا عن العزلة و الصراعات .
إن المشاركة في هذا اليوم العالمي في غاية الأهمية لكي نتعرف على المزيد من الثقافات التي تجاورنا مما يخلق حالة من الفهم المشترك بيننا و ينعكس على التفكير المشترك في تبادل الخبرات و المعلومات مما يعزز روح الإبتكار و الإبداع في حل المشكلات التي تواجهنا خلال رحلتنا في تحقيق أهداف التنمية.
كما أن زيادة الوعي بمفهوم الحوار بين الشعوب يعد آلية هامة في التصدي لخطاب الكراهية و العنف و لا يعطي الفرصة لمن يريدون إعاقة التنمية و تفكيك المجتمعات في تحقيق أهدافهم و هو أمر في غاية الأهمية و خاصة مع الأجيال الجديدة القادمة التي يجب أن تعتمد على الحوار كآلية أساسية في معالجة كافة المشكلات المستقبلية لأن هذا الحوار هو ما يخلق أرضية مشتركة بين الأطراف المختلفة لأمكانية الوصول إلى الحلول المقترحة التي تساعد على تحقيق أهداف التنمية و تحقيق السلام الإجتماعي و الإستقرار بعيدا عن العنف و الكراهية .
إن ما يعيشه العالم الآن من تغيرات سريعة و تطورات تكنولوجيه هائلة جعل العالم أشبه بالقرية الصغيرة و أصبح الإتصال بين الشعوب أكثر سهولة مما يساعدنا على تبادل الثقافات و قبول التنوع الثقافي و تعزيز لغة الحوار من أجل حل المشكلات ليكون هدفنا واحد و هو تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تحقق الحياة الكريمة لكل شعوب العالم و نخلق جيلا جديدا لديه وعي بقيمة الحوار من أجل تحقيق الإستقرار و السلام و التنمية في وقت واحد .
و هذا ما عهدناه دائما في الأيام العالمية التي تطلقها الأمم المتحدة التي تنبع من إحتياجات إنسانية إجتماعية تهم شعوب العالم جميعها من أجل خلق مستقبل أفضل لنا جميعا .