عصام السباعى يكتب: حذاء عمرو موسى*

عصام السباعى يكتب: حذاء عمرو موسى*عصام السباعى يكتب: حذاء عمرو موسى*

*سلايد رئيسى26-9-2017 | 15:34

لا أحب عمرو موسى ولا أكرهه، ولكنى لا أنفى إعجابى الكبير بذوقه الراقى فى الأحذية التى يرتديها، وهو أكثر ما لفت نظرى فى مرات قليلة التقيته فيها كان أولها عام ١٩٩٠ مع أعضاء غرفة التجارة الأمريكية عندما كان مندوب مصر الدائم فى الأمم المتحدة وعرفت وقتها أنه الرجل الذى سيجلس على مقعد وزارة الخارجية، وكانت الفرصة الثانية التى التقيته فيها عن قرب بفندق "ذا بلازا" فى مانهاتن بنيويورك عام ١٩٩٧، كما أننى أحب الزعيم عبد الناصر ولا أعبده ومازال صوته يرن فى أذنى  منذ كنت طفلا صغيرا ومازالت أحلامه ومشروعه هى أحلامى ومشروعى الذى يمكن أن أضحى بروحى من أجله، وشاء عمرو موسى أن نستقبل العام الـ ٤٧ على رحيل "الزعيم ناصر"  بعد غد الخميس ٢٨ سبتمبر بما ذكره عنه فى مذكراته وأثار جدلا كبيرا، وللأسف فقد تركز معظمه على استنكار وشجب وتنديد لكل ما قاله بأن عبد الناصر كان يستورد طعاما خاصا له من الخارج، وتحديدا من سويسرا، لاهتمامه بنظام غذائى يؤدى لخفض الوزن، وزعمه بأن الزعيم كان يرسل من وقت إلى آخر من يأتى له بأصناف معينة من الطعام الخاص بالريجيم من سويسرا، مشيرا إلى أنه خلال عمله بسفارة مصر فى فى سويسرا كان يأتى رجل ضخم الجثة لاستلام الطعام، وبقدر دهشتى من تركيز الانتقادات على تلك الجزئية، فقد كان اندهاشى الأكبر أنها طغت على ماقاله عن نسكة ١٩٦٧، وكذلك دلالات ماقاله بأنه كان الدبلوماسى المخصص فى السفارة المسئول عن تسليم الطعام، وما ذكره سامى شريف مدير مكتب عبد الناصر، وأن "موسى" هو الذى كان يستقبل سامى شرف عندما كان يزور سويسرا، وأترك لكم فهم ما قد تفهمونه!

ويبقى شىء مما دونته وقت الأزمة فى مفكرتى الصغيرة، وهو رد الفعل العنيف من جانب عادل عبد الناصر شقيق الزعيم الراحل فقد وصف كلام عمرو موسى بأنه  "كلام حشيش"، وعبد الحكيم ابن الزعيم الذى قال  "إللى مبيحبش جمال عبدالناصر يشوف بلد غير البلد دى يعيش فيها".

  كما تذكرت كلاما قاله الأديب الكبير الدكتور يوسف زيدان قبل خمسة شهور فى ندوة لاتحاد الكتاب تناول فيها عبد الناصر وصحبه من رجال الثورة وخلال فترة حكمه، حيث قال بعد أن ذكر ما وصفه بالتردى الحالى فى التعليم والبيئة والاقتصاد: "احنا صحينا الصبح لقينا نفسنا كده؟.. لأ.. شوية عيال حطوا دبابير وقالوا إحنا أحرار جدا، وقعدوا يلاحقوا الممثلات والعاهرات ويحششوا"، إلى آخر ما قاله ولا يشرفنى تكراره، ولا أدرى لماذا لم يرد عليه واحد ممن قتحوا النار على عمرو موسى الذى سيظل ومهما قالوا عنه، صاحب أرقى وأشيك حذاء فى مصر وأفضل مشتر له منذ كان سكرتيرا صغيرا فى الخارجية وحتى تلك اللحظة !

*المصدر: صحيفة "الأخبار" العدد 20427 بتاريخ 26 سبتمبر 2017

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2