اهتم الباحث الدكتور أحمد عزيز ب ثقافة الطفل واميوله للصحافة. صدر حديثًا كتاب صحافة الطفل بعنوان "النشر والذكاء الاصطناعي" للدكتور أحمد عزيز الباحث في النقد والصحافة الثقافية عن دار زرقاء اليمامة بالفيوم في 150 صفحة من القطع المتوسطة.
يؤكد الكتاب أهمية مجلات الأطفال باعتبارها وسيلة ثقافية تسهم في تقديم المعلومات والمعارف والآداب بما تتضمنه من العناصر المعرفية والتفكير العلمي والمهارات والاتجاهات والقيم والتذوق واطلاعهم على كل ما هو جديد ينمي خيالهم ويربطهم بعالم الإبداع وتحقيق الإمتاع والتسلية لديهم، خاصة أن وسائل الاتصال الجماهيري تلعب دوراً حيويًا في حياة الطفل.
وأوضح الباحث أنه نظرًا لطول الفترة الزمنية التي يتعرض فيها الطفل لما تقدمه هذه الوسائل سواء ما هو مخصص أصلا للأطفال من صحف أو برامج إذاعية أو تليفزيونية، أو أفلام أو ما هو موجه للكبار ويتعرض له الطفل أيضا.
يؤكد الباحث أحمد عزيز أن هذه الوسائل تتمتع بدرجة أو بأخرى بتأثيرها المباشر أو غير المباشر في الأطفال، الذين يتعرضون لها سواء أكان هذا التعرض انتقائيًا أم غير انتقائي، إذ يهيئ الاتصال عبر الوسائل المختلفة الأطفال للمشاركة ويمكنهم من إشراك أنفسهم إلى درجة ما فيه مواقف وخبرات قد لا يمرون بها في حياتهم العادية، ويمنحهم الفرصة للتحليق في آفاق عوالم أخرى غير عالمهم الخاص المحدود بطبيعته وتقمص أدوار ذاتية وأخرى اجتماعية في العديد من الجامعات قد لا يتاح لهم في واقع الحياة أداؤها؛ ولهذا يمكننا القول أن للاتصال الجماهيري دورًا ما في التأثير ضمن مدارك واتجاهات ومستويات فهم اهتمامات وأذواق ووجهات نظر وقيم وأنماط سلوك الأطفال بصرف النظر عن مدى هذا التأثير؛ ولأن الطفولة هي المستقبل ونحن بحاجة قصوى للعناية والاهتمام بكل ما يعني بناء هذا المستقبل بناءً حضاريًا سليمًا من جميع الوجوه على أسس علمية صحيحة مدروسة، فقد عنيت جميع العلوم بالدراسة الدقيقة للارتقاء بتكوين هذا الجانب الإنساني الحيوي لخلق هذا المستقبل القريب والبعيد، ووضعت لهذه العلوم الأصول والقواعد والفلسفات الراسخة، للتوفر كل الجوانب لضمان نقاء هذا المستقبل وسلامته من جميع الشوائب والتخبطات و الالتباسات وسوء الفهم والانحدار.
ويشير الباحث أحمد عزيز إلى أن الحديث اليوم كثر عن تجارب مختلفة في استخدام تقنيات صحافة الذكاء الاصطناعي في صحافة الطفل سواء في إنتاج المحتوى الإعلامي، أو تحليل هذا المحتوى، أو نشره وتوزيعه، أو حتى تزييف البعض لهذا المحتوى، والكشف أيضًا عن طرق التزييف تلك عن طريق تقنيات الذكاء الاصطناعي، السؤال المطروح بقوة الآن، هو: كيف يمكن أن تساهم تقنيات صحافة الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة المحتوى الإعلامي؟ وكيف يمكن استخدام أدوات صحافة الذكاء في إنتاج المحتوى الإعلامي المميز؟ إن دور الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام صار يتزايد منذ عام 2012، إذ بدأ استخدام صحافة الروبوت التي تعتمد على استخدام الروبوت في صناعة المحتوى عبر المنصات الرقمية فيسبوك، تويتر وإنستغرام،وغيرها.
لقد زادت أهمية الذكاء الاصطناعي في تحرير الصحفيين من بذل الجهود لأداء مهام روتينية رتيبة، وافساح المزيد من الوقت أمامهم للعمل على جوانب تتطلب إبداعًا بشريًا. يؤكد البحث أن المؤسسات الصحفية والإخبارية ستستفيد من تأثيرات الذكاءالاصطناعي عبر أتمتة العمليات المهنية وإنتاج الأخبار الروتينية، وستسهم في إنضاج المعالجات المهنية للقصص الخبرية، من جانب تقدير وتحليل الاتجاهات المُعقدة للأحداث بصورة سريعة تنبئية، كما يوفّر الذكاء الاصطناعي أدوات لمساعدة العاملين في مجال الصحافة على تحديد الأخبار الزائفة، مما يمنح المحررين الفرصة لبناء التقارير بشكل متوازن وموضوعي غير متحيز، مستندين إلى تحليل المعلومات الدقيق وليس العاطفة الشخصية أو المسيسة، وسيكون لذلك تأثيرات إيجابية على تلك المؤسسات منها على سبيل المثال لا الحصر تخفيف العبء المالي عنها، وتطوير مخرجاتها الإخبارية للصمود في وجه التنافس الإعلامي الشرس، وأهم من ذلك تطوير الأداء المهني للصحفيين وقدراتهم بما يوائم متطلبات المستقبل الجديد.
وقد تم تقسيم البحث إلى خمسة فصول الفصل الأول عن الصحافة المتخصصة وأنواعها ومراحل تطورها في المجتمعات الغربية والعربية، الفصل الثاني عن صحافة الأطفال النشأة والتطور(المفهوم والدور) والفصل الثالث عن أساليب وفنون الكتابة الصحفية في صحافة الأطفال (الواقع والمتغيرات سواء من حيث فنون التحرير الصحفي، أو اللغة المستخدمة، أو القوالب الصحفية في صياغة الموضوعات في صحافة الأطفال، الفصل الرابع عن الإخراج الصحفي في صحافة الأطفال من حيث الوظائف التي يؤديها، وتنوع تلك الأساليب الإخراجية في ظل تكنولوجيا النشر الإلكتروني، الفصل الخامس عن مستقبل صحافة الطفل في ظل الذكاء الاصطناعي من حيث واقعها الراهن ومظاهر التبعية الإعلامية فيها، والشروط الواجب مراعاتها للقضاء على المعوقات التي تواجهها.