توقيتات الكلمة

توقيتات الكلمة توقيتات الكلمة

الرأى28-5-2021 | 22:04

كثيراً ما تخرج كلمات كطلقات الرصاص فى توقيتات لا تحتمل اللعب على المشاعر واستخدام العبارات الرنانة التى تحمل قدراً كبيراً من العنترية التى تشبه الطبل الأجوف ، فليس هذا هو التوقيت المناسب فلا نحن قادمون على ترشيحات ولا إنتخابات لدغدغة المشاعر لكسب ود هذا أو ذاك ولا أولئك ولا هؤلاء ، فقد قرأ أبناء الوطن المخلصين تلك التغريدة التى لا تخلوا من محاولة العودة الى المشهد على حساب موقف تُديره القيادة السياسية وتتحمل مشاقه وتبعاته بحكمة وحنكة وذكاء بالتحرك على جميع المستويات الإقليمية والدولية بصبر وعزيمة لا يعرفها أولئك الذين يحاولون الصيد فى الماء العكر ، فقد نسى أو تناسى صاحب وأصحاب تلك التغريدات أنهم يغيرون مواقفهم ومبادئهم كما يغيرون ملابسهم ، ولكن صفحات التاريخ لا تنسى المواقف فقد قام المغرد عقب 25 يناير2011، وبالتحديد فى أبريل من نفس العام ومعه وفداً مكوناً من 48 ممن يُسمون نُشطاء وثوريون !!!

وتم تسمية ذلك الوفد بوفد الدبلوماسية الشعبية، لزيارة إثيوبيا وأوغندا والسودان لبحث أزمة مياه النيل، وعلى الأخص بناء السد الاثيوبى ، و قدم نفسه للقيادات الرسمية فى الدول الثلاث ، على أنه رئيس مصر القادم بكل ثقة، وأنه سيخوض الانتخابات الرئاسية 2012، وأنه جاء على رأس الوفد ، لإصلاح ما أفسده النظام القديم!! فقد وجد النظام الأثيوبى ضالته التى طالما افتقدها طيلة حكم الرئيس مبارك ، لذا فقد أشادوا بدورهم الثورى لأن فى ذلك مصلحتة أثيوبيا ، لتنفذ ما عجزت عن تنفيذه من إقامة سد أو سدود على نهر النيل والتى كان يرفض إقامتها النظام المصرى مرتكناً الى جيشنا البطل الذى يقف دائماً كصخرة مانعة تتحطم عليها أحلام من يفكر بالمساس بمصر وأمنها وخصوصاً أمنها المائى.

لقد نصب هؤلاء أنفسهم أوصياء على شعب مصر ، فقد أساء ذلك الوفد إساءة بالغة الى تاريخ مصر فى ريادة الأمة ، فما كان لمصر يوماً عبر تاريخها أن تقدم أى تنازلات فيما يتعلق بأمنها القومى ومقدراتها ، فالدول لا يديرها الهواة فإدارة الدول أمر شاق لا يستطيعه الا الرجال الذين يعلمون قدر الوطن ومكانته .!!

لذا فليس هناك مجالاً للعب بالمشاعر واستخدام الكلمات العنترية الرنانة فشعب مصر يعلم من معه ومن عليه .

إن مصر وهى تعيش لحظات نجاح دبلوماسى شهد به العالم كله شرقه وغربه بل شهد به من ليس على وفاق معنا ، فإن الواجب يقتضينا أن نسجل ثقتنا المطلقة فى قيادتنا السياسية وتأييدها فى سعيها الدائم لحل المشكلات والتحديات التى تواجهنا بالعقل والحكمة ، ثقتنا فى قواتنا المسلحة القادرة بإذن الله على حماية أرض مصر وسمائها ومقدراتها وأمنها ، واجب على كل مصرى أصيل الآن الإنحياز لمصرنا الغالية فى ضوء ما نشهده من تطوير فى كل مناحى الحياة ليحيا الإنسان المصرى حياة كريمة تليق به وبتاريخه ومكانته .

وعلى أولائك الذين لا هم لهم الا تعكير الصفو والتشكيك فى النويا أن يعلموا أن شعبنا الأبى لديه من الثقة واليقظة ما نستطيع به الالتفاف حول الدولة والاصطفاف حول القيادة .

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2