تحولت الاستفتاءات الصحفية والتليفزيونية حول أهم النجوم والأعمال الفنية التى تعرض خلال رمضان فى السنوات الماضية، إلى «سبوبة» مربحة جدًا لبعض المواقع الإلكترونية والمجلات الفنية التى تعيش على الإعلانات وابتزاز نجوم الفن، وظلت تلك المواقع والمجلات وشركات استطلاعات الرأى الوهمية تقوم بـ «فبركة» هذه الاستفتاءات لصالح البعض، مستغلة عدم وجود أى نوع من الرقابة الرسمية أو الشعبية عليها، حتى ظهرت «سبوبة» أخرى أكثر ربحًا وأكثر تأثيرًا بفضل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، وهى ظاهرة «التريند» التى أصبحت هوسًا لدى الكثير من النجمات والنجوم المستعدين لفعل أى شيء وكل شيء من أجل عيون ذلك «التريند»، حتى ولو كان ذلك على حساب سمعتهم أو كرامتهم أو حتى صورتهم أمام أهليهم وجمهورهم.
ولم يتوقف الكثيرون عند التصريح الذى أدلى به النجم الوسيم أحمد عز وألمح فيه إلى هذا السباق المحموم على صدارة «التريند» بين بعض زملائه، ولجوئهم إلى بعض الحيل الإلكترونية وشراء المتابعين بالمال، لتتحقق لهم تلك الصدارة الوهمية، مؤكدًا أنه يربأ بنفسه عن ممارسة تلك الأساليب ولا يعنيه كثيرًا تصدر مسلسله «هجمة مرتدة» لذلك «التريند» الوهمي، خاصة فى ظل ادعاء معظم نجوم رمضان تصدر مسلسلاتهم لقائمة الأعلى مشاهدة، دون أن يتوقف أحد ويسألهم على أى شيء يستندون وما أدلتهم على تفوق أعمالهم الفنية على المنافسين؟
وكما كانت استفتاءات رمضان الفنية، انتقائية ويغلب عليها طابع المجاملة وتفتقد إلى المنهج العلمى والدقة والشفافية، ويشوبها قدر كبير من التحيز لنجم أو نجمة بعينها أو عمل درامى محدد، فإن نتائج استطلاعات الرأى فى مواقع «السوشيال ميديا» لا تختلف كثيرًا عنها، وتنحاز هى الأخرى لأسماء بعينها بسبب تاريخها أو حجم شهرتها أو نفوذها وسطوتها أو لجوئها إلى «أدمنز» متخصصين يجيدون تلك اللعبة، رغم وجود أسماء أخرى قد تكون تألقت وقدمت أعمالاً وأداءً أفضل، لكنها لا تسعى ولا تدفع لتتصدر «التريند».
والأدهى والأخطر أن بعض نجوم الفن يسعون وراء الحصول على تلك الألقاب الوهمية وتمويل بعض تلك الاستفتاءات المزيفة، ليس فقط فى رمضان، لكن أيضا فى استفتاءات نهاية العام وبعض جوائز التفوق التى يتم منحها من قبل جهات ومهرجانات غير معترف بها ، مثلما تكشف منذ سنوات فى فضيحة جوائز «الميوزيك أورد» التى يتم منحها لمن يدفع أكثر.
وقد وصلت هذه الصراعات إلى ساحات المحاكم وتبادل الاتهامات والشتائم بين نجوم ونجمات الطرب حول كيفية الفوز بلقب الأفضل والأجمل، واعترف البعض بأنه تمت مساومتهم لمنحهم تلك الجوائز مقابل مبالغ مالية محددة.
والحل الوحيد لوقف فوضى الاستفتاءات وأكذوبة «التريند» هو إشراف جهة محايدة عليها، ووضع شروط محددة للاعتراف بنتيجتها حتى لا ينطبق عليها المثل «من لا يملك أعطى لمن لا يستحق»!