اجتماع للفصائل الفلسطينة بعاصمة صنع القرار الإقليمي " القاهرة " الأسبوع المقبل استكمالاً للجهود المصرية التي لا تقدم مسكنات بل تبحث عن علاج يطيب به الجسد الفلسطيني ،ومن المؤكد ان وحدة الجبهة الداخلية المرتكز الأساسي الداعم للقضية الفلسطينية ،لهذا أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأيام الماضية أكثر من مرة علي أهمية وحدة الصف الفلسطيني وهو ايضا ما دفع رئيس جهاز المخابرات العامة السيد اللواء عباس كامل للاجتماع مع مختلف الفصائل الفلسطينية وحثهم والعمل معهم نحو تعزيز الجبهة الداخلية للفلسطينين ما يمكنهم من مخاطبة العالم بصوت واحد في حين يشتت الانقسام الجهود وتضيع الراية الفلسطينة وسط رايات الفصائل
الرؤية المصرية المتعلقة بأهمية المصالحة الفلسطينة ورأب الصدع الداخلي ليست وليدة اليوم بل هي ممتدة منذ ان تولي الرئيس السيسي لمسؤلية فقد دفعت الإدارة المصرية نحو احداث حوار مع كافة الفصائل الفلسطينية واحتضنت القاهرة اجتماعات المصالحة وايضا مؤخرا وقبل التصعيد الاخير كان هناك إجتماع الحوار الوطني الفلسطيني والذي نتج عنه تفاهمات مهمة رسخت لاهمية المرور الي الانتخابات واستكمال مؤسسات الدولة ،فالمنطق يشير ان الفلسطينين أنفسهم ووحدهم هم يمتلكون القدرة علي بناء مؤسسات الدولة وحينها تكتمل المقومات الاعتراف الدولي ما يجبر المجتمع الدولي للحديث مع فلسطين كونها دولة ،ولكن مادامت هناك أصوات متعددة تتحدث عن فلسطين فهذا يعني ضياع الدولة والقضية ، ومن هنا تأتي أهمية إجتماع القاهرة القادم فهو طوق النجاة الذي يجب ان تلتف حوله الفصائل الفلسطينية حتي يعبروا بدولتهم الي النجاه
الفرصة الان سانحة لتوحيد الصف الفلسطيني خاصة مع توافر دعم مصري قوي علي كافة المسارات سواء السياسية او الإنسانية او حتي تلك المتعلقة بإعادة الإعمار هذا بجانب الجهود المصرية المتواصلة لدعم الجبهة الداخلية الفلسطينية ،كما ساهمت الأقدار بمزيد من الوقت لترتيب الصفوف بسبب انشغال الجانب الإسرائيلي بترتيبات الحكومة المتعثرة والتي قد تؤدي لإنتخابات خامسة خاصة خاصة وأن مكوناتها المتناقضة التي تضم أقصي اليمين وأقصي اليسار قد تؤدي تعثر مع أول اختبار ،الظروف الان تخدم القضية الفلسطينية بعد ان أصبحت مصر هي الاعب إقليمي الأهم في الشرق الأوسط ،فهل يساعد الفلسطينين أنفسهم هذه المرة ؟ سؤال لا يحتمل الإجابة بلا ،فليس هناك رفاهية الوقت او المزيد من الاختيارات ، فهو اختيار واحد يتضمن الدولة الوطنية بعيدا عن الايديولوجيات المتطرفة والتجاذبات الخارجية لتبقي فلسطين هي أصل القضية .