ونحن نعيش أيام فارقة فى تاريخ مصرنا الحبيبة و فى ظل ما نعانيه من تحديات للعبور ب مصر الى بر الأمان نرى نشاطاً سياسياً غير مسبوق على المستوى الإقليمى والدولى ، مدعوماً بتأييد دولى للدور المصرى فى إيجاد حلول دبلوماسية لكثير من القضايا الشائكة فى المنطقة بتحركات واعية للقيادة السياسية ، مع إشادات واسعة نحو الإصلاحات الإقتصادية التى أشاد بها خبراء صندوق النقد الدولى بتحقيق الاقتصاد المصرى لأداء فاق التوقعات بالرغم من جائحة كورونا ، فقد شهدت مصر عدداً كبيراً من المشروعات القومية التنموية خلال الفترة الأخيرة، فى مجالات مختلفة ، مثل مشروعات البنية التحتية كشبكات الطرق الجديدة والكبارى والمدن الجديدة ، والمشروع العملاق فى العاصمة الإدارية الجديدة ، و الذى يُعتبر بمثابة تدشين للجمهورية الجديدة ، وهذا التطور الإنشائى للبنية التحتية يُمكن مصر من جذب المزيد من الإستثمارات المحلية والأجنبية وتؤدى إلى تحقيق معدلات نمو تعبر ب مصر إن شاء الله الى بر الأمان ، كما أن انطلاق مشروع تطوير القرى المصرية الأكثر فقراً سيؤدى حتماً لتوفير المزيد من فرص العمل والحد من ارتفاع معدلات البطالة.
إن هذه المرحلة الفارقة فى تاريخنا الحديث تحتاج الى الدعوة الدائمة و السعى بقوة نحو تعميق الانتماء للوطن الغالى مصر فى قلوب أبنائنا و تأصيل المعرفة بدور مصر فى الحاضر و فى تاريخها المجيد وتبصير شبابنا بفضل ونعمة الوطن ، حيث أن الانسان بلا وطن لا قيمة له و الوطن هو المكان الذى ينشأ و يتربى فيه الإنسان ، ويعيش من خيراته ، وهو مأوى وحصن كل من يعيش على أرضه، فمهما ابتعد الانسان عن وطنه ، يظل حبه داخل قلبه ، فالوطن بيت الحنين فعندما يشعر الانسان بالوحدة يتذكر وطنه وما فيه من جمال واهل وسكن ، شوارعه وحواريه وميادينه ، رجاله ونسائه، فتيانه وفتياته .
وهذا يدعونا لبذل كل ما هو غالى ونفيس من جهد وعلم من أجل الحفاظ على الوطن ومقدراته ، وحمايته من الأعداء الذين يتربصون بنا من الداخل والخارج .
لذا فإن للوطن علينا الكثير والكثير من الحقوق التى يجب أن نؤديها ما حيينا ، وأقل هذه الحقوق هو الانتماء إليه و الحفاظ عليه ، والعمل على رفعته و تقدمه بين الدول ولا يجب أن نترك الوطن مهملًا ، متأخرا ، ويحاول كل منا الفرار والهروب منه ،وأيضا يجب علينا أن نحافظ على نظافته ونظامه وأن نبذل قصارى جهدنا و القضاء على أية سلبيات تصيبه أو أية أعطاب تلحق به .
و إذا ما تعرض الوطن لمحنة من المحن فيجب أن نفتديه بالغالى والنفيس ، وعند تعرضه للإشاعات المغرضة التى تنم عن طمع الطامعين الذين لا يتمنون استقرارنا وتقدمنا ، فعلينا أن نقوم بالذود والدفاع عنه ، وتوضيح الأمور لأبنائنا ، وأن نقدم أنفسنا وأموالنا من أجل رفعته ، والحفاظ على كرامته بين الدول ، لأن كرامة الوطن من كرامة مواطنيه ، فحب الوطن والإنتماء إليه يجعلنا أكثر قوة لصد أعداء الداخل والخارج و يجعلنا أكثر ثباتاً فى مواجهة التحديات التى تتعرض لها مصرنا الحبيبة .
الواجب أن نحرص على تنمية قدراتنا ومهاراتنا من أجل أن نكون فخراً لوطننا ، فالجندى الذى يقف مرابطاً على الحدود حفاظاً على أمن واستقرار الوطن ، يسهر ويتكبد المشقة من اجل ان ننعم نحن بالنوم الهادئ ، و ها هى الأم التى تربى الأجيال ليكونوا حماة لوطنهم ، وهذا هو العامل الماهر الذى يحافظ على عمله وادواته ومصنعه وهذا هو الطبيب الذى يسعى جاهداً للبحث عن كل ما هو جديد فى عالمه ليخدم الوطن ، وهؤلاء طلابنا يحملون مشاعل التقدم فى مدارسهم و معاهدهم وجامعاتهم ، متمسكين بتحصيل العلم رافعين راية التفوق لينتفع بهم الوطن ، فكلنا على هذه الأرض نعمل من أجل وطننا ورفع رايته خفاقة ترفرف عالياً بشموخ كالنسر على قمم الجبال، فلنحرص جميعاً على أن نكون دُعاة بناء وتعمير لا دُعاة هدم وتدمير ، دُعاة انتماء لوطن غالى عزيز ، دُعاة إلتفاف حول وطننا الغالى وإصطفاف خلف قيادتنا التى لا تدخر جهداً ليلاً و نهاراً لرفعة مكانة مصر وشعبها .