بعد لقاء حميمي في ساعة متأخرة من الليل، سمع المتهم تأنيب الزوجة له ومطالبتها له بالتوجه إلى طبيب لمعالجة الضعف الجنسي، ظلت النيران تغلي في صدره، وقابل حديث الزوجة بثورة غضب انتهت إلى قتلها داخل منزل الزوجية في منشأة القناطر بالجيزة، وفي أجواء محفوفة بالهدوء والصمت أسرع الزوج إلى دفن زوجته داخل مقبرة أسمنتية داخل المنزل، مستغلًا تواجد أطفالهما الثلاثة في منزل والدته القريب من منزله.
بدآ حياتهما مثل غالبية الأزواج، فكان الرابط بينهما أحد المعارف بحكم علاقات الجيرة ، فارتبط الشاب الأربعينى برفيقة دربة "منى" بعد قصة حب سابقة وانتقلوا إلى عش الزوجية قرابة 15 عاما ومع أول خلاف نشب بين الزوجين ، انتهى الأمر إلى كارثة حيث فارقت الزوجة الحياة، خنقًا على يد زوجها، بعدما رفض طلبها المتكرر بضرورة الذهاب بصحبتها، إلى طبيب مختص في أمراض الذكورة والعقم، لكي يتلقى العلاج.
مرت الأيام على تلك الجريمة، وبقي الزوج محاصرًا بتأنيب الضمير، مما اقترفت يداه من إزهاق روح رفيقة دربه، وكان يستيقظ أغلب ساعات الليل يهرب من النوم حتى لا تطارده الكوابيس في منامه، قدم لأسرة زوجته وأسرته تبريرًا بأنها محتجزة في المستشفى، لكنه لم يستطيع مواصلة الخداع وطمس معالم الجريمة طويلًا وبعدها أسرع إلى قسم شرطة منشأة القناطرة وقابل رئيس المباحث المقدم إكرام البطران، واعترف أمامه بأنه قتل زوجته ودفن جثمانها في المنزل.
«كانت رافضة تديني حقوقي الشرعية»، هكذا برر المتهم جريمته أمام فريق البحث الجنائي الذي أشرف عليه اللواء محمد عبد التواب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، لكنه عاد وشرح ملابسات الواقعة، وأقر أنه يعاني من ضعف جنسي، وأن مطالبات زوجته له بالعلاج كانت بمثابة طعنات في صدره، فقتلها زاعمًا أنه كان ينتقم لرجولته.
اقتادت قوة أمنية أشرف عليها اللواء مدحت فارس، نائب مدير الإدارة العامة، للمباحث المتهم إلى النيابة العامة التي نسبت إليه تهمة القتل، وكلفت النيابة العامة قوات الحماية المدنية باستخراج جثمان المجني عليها من مقبرة بمنزل الزوجية تمهيدًا لتشريحه لبيان أسباب الوفاة.