فشل ذريع بشهادة الجميع.. عملية «حراس الجدران».. تدفع نتنياهو إلى الهاوية

فشل ذريع بشهادة الجميع.. عملية «حراس الجدران».. تدفع نتنياهو إلى الهاويةنتنياهو

عرب وعالم3-6-2021 | 19:02

انتشرت ب الصحف الإسرائيلية الأيام الماضية أقاويل عديدة تتحدث عن مصير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد فشل عمليته «حراس الجدران» في قطاع غزة، بإجباره على وقف إطلاق النار هناك، وهى عملية كانت تنذر باندلاع حرب أهلية بين عرب ويهود إسرائيل، إلا أن نتنياهو لا يهمه إلا مصلحته الشخصية.

وحقق نتنياهو الهدف الأكبر من وراء العملية وهو تعطيل مسيرة تشكيل حكومة التغيير بزعامة يائير لابيد رئيس حزب «هناك مستقبل» بالتعاون مع نفتالى بينيت رئيس حزب «يميننا» والمقترح توليه رئاسة الوزراء الفترة القادمة فى حال تشكيل تلك الحكومة، التى من المفترض أن الميعاد الأخير لتشكيلها ٢ يونيو القادم، وفى حال فشلها يمكن أن تلجأ إسرائيل إلى انتخابات خامسة أو يضطر الكنيست إلى إسناد الحكومة إلى رئيس وزراء منتخب.

ووفق ما أوردت صحيفة «هآرتس»، فإن نتنياهو خارج التشكيل فى كل الحالات، فهناك مقترح بالكنيست من أجل إساند زمام الأمور بالحكومة إلى كل من جدعون ساعر المنشق عن «الليكود»، ووزير الدفاع بينى جانتس لتولى هذه المهمة عقب فشل لابيد المنتظر.

لهذا مازال نتنياهو مصرًا، رغم فشله الذريع بشهادة الجميع، على تصدير المزيد من التهديدات بقصف أكثر خطورة على الفلسطينيين فى قطاع غزة حال تفكير حماس بإرسال صواريخها على الحدود ثانية، فالصراع الأخير عزز فرص نتنياهو فى البقاء فى السلطة بعد أربعة انتخابات غير حاسمة شهدتها إسرائيل، فى الوقت الذى هاجم فيه ساسة من المعسكر اليمينى فى إسرائيل وقف إطلاق النار، وهدد البعض بسحب دعمهم لنتنياهو.

يأتى هذا فى الوقت، الذى كان يخطط فيه نتنياهو ورئيس حزب «الصهيونية الجديدة» سموتريتش لجلب اثنين من المنشقين عن حزب «أمل جديد» لزعيمها جدعون ساعر من أجل إنجاح حكومة اليمين فى حالة فشل حكومة التغيير، ولكن محاولتهما باءت بالفشل. افتعال معركة وهكذا حاول نتنياهو الهروب من فشله فى تشكيل الحكومة بافتعال معركة غزة إلا أن فشله فى المعركة راكم أزماته فى الساحة السياسية الإسرائيلية وبات عليه مواجهة مصير مستقبله السياسى وربما دخول السجن بتهم الفساد.

وكما جاء فى الموقع الإلكترونى لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، فإن ما قام به نتنياهو سواء كان فى قطاع غزة أو بالقدس الشرقية، لم يكن إلا بمثابة السحر، الذى انقلب على الساحر، فالجميع الآن يرى نتيناهو رئيساً فاشلاً خلق حالة من الحرب الأهلية لدولته، ولم يحقق من ضربه لغزة أية أهداف واضحة لشعبة مثل استرجاع بعض جنود الاحتلال الأسرى على سبيل المثال، أو نزع السلاح من غزة لمدة عشر سنوات، أو تدمير فعلى للأنفاق التى زعم جيش الاحتلال القضاء عليها، حسبما تقول الصحيفة.

ويرى المحللون السياسيون بإسرائيل، أن ما يقوم به نتنياهو حالياً هو الترويج لنفسه لضمان البقاء، من خلال تصريحات لخص فيها نتائج الأيام الأحد عشر للمواجهات، مؤكدًا أن إسرائيل وجهت ضربة كبيرة لمنظمات المقاومة فى غزة، وأن «حماس دفعت ثمنا باهظا خلال هذه العملية».

ووصفت صحيفة «هآرتس» ما حدث بأنه فشل ذريع، قائلة: «نشهد فشلا عسكريا وسياسيا وإخفاقات فى الجيش الإسرائيلى». كما وصف مقال نشرته الصحيفة العملية الأخيرة، التى أطلق عليها «حراس الجدران»، بأنها أكثر «العمليات الفاشلة وغير الضرورية بالنسبة لإسرائيل».

كما هاجمت بعض الأصوات فى حزب نتنياهو نفسه «الليكود» رئيس الحكومة ورأت أنه أطال أمد العملية العسكرية فى غزة بسبب تفويض منافسه يائير لابيد، زعيم حزب «هناك مستقبل» بتشكيل الحكومة. وذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن أصواتا داخل الليكود تشكك فى الوجهة، التى يقود إليها نتنياهو إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن مستشار سياسى بارز فى الليكود قوله: « نتنياهو يهرول إلى انتخابات خامسة ويأخذ الدولة رهينة فى يده». وبدوره وصف رئيس حزب «يسرائيل بيتنو»، أفيجدور ليبرمان، وقف إطلاق النار بأنه «فشل آخر لنتنياهو»، وقال إن «حماس فى وضع يمكنها من تهديد إسرائيل بسبب تساهل الحكومة السابق تجاه الحركة وأن وقف إطلاق النار يمكن أن يعززها.

وأضاف: «الشخص الذى رعى حماس ومكنها من الوصول إلى ما هى عليه اليوم هو نتنياهو».

كما يعتبر زعيم «الأمل الجديد» جدعون ساعر أن «وقف النشاط العسكرى الإسرائيلى دون فرض أى قيود تمنع تسليح حماس وتقويتها ودون عودة الجنود والمدنيين المحتجزين فى غزة، سيكون إخفاقًا سياسيًا يدفع نتنياهو ثمنه فى المستقبل. مشهد مرتبك وفى ضوء الانتقادات، التى يواجهها نتنياهو وبعيدا عن محاولاته الخروج بصورة المنتصر بعد المعارك الأخيرة، يظل المشهد الإسرائيلى مرتبكا وهو يعانى من حالة من الجمود التى تعجز معها محاولات تشكيل الحكومة. ويرى الجميع أن نتنياهو لم يعد مرغوبًا به فى تولى مقاليد الدولة بعد الآن لأن كل ما يقوم به هو إلقاء دولته إلى الهاوية.

هذا إلى جانب الجرائم المسنده إلى نتنياهو، التى تسحب البساط من تحت أقدامه بشكل أقوى من قبل، فبعد أن كانت آمال نتنياهو تعتمد على حصوله على العفو من رئيس الدولة رؤوفين ريفلين فإن الحظ لم يعد حليفه بعد الآن بعد انتهاء فترة توليه، وأصبح الرجاء شبه معدوم مع ترشيح كلاً من يتسحاق هيرتسوج، رئيس حزب العمل السابق ورئيس الوكالة اليهودية، وميريام بيرتس التى حازت على تأييد كبير من قبل أعضاء حزب الليكود مؤخرًا.

من جانبه، يميل نتنياهو إلى ترشيح هريتسوج فالجميع يعتبره مرشحا شعبيا توافقيا يأتى من اليسار، وإذا قرر العفو عن نتنياهو فى يوم من الأيام ، فلن يثير ذلك الكثير من المعارضات، ويأتى هذا فى حين أن هيرتسوج لن يكون قادرًا على التعامل مع الأزمات الدولية، إذا لزم الأمر، حيث إنها تعتمد على تهدئة الروح، وهذا ما ينطبق على المرشحة بيريتس بصفتها معلمة وأكاديمة بإسرائيل تحاضر حول العالم بتاريخ الصهيونية.

أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2