مصر تستكمل ملف المصالحة الفلسطينية

مصر تستكمل ملف المصالحة الفلسطينيةسوسن أبو حسين

الرأى4-6-2021 | 16:04

تحركت مصر على كافة الجبهات والمحاور لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد الجبهة الداخلية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني خاصة بعد يقين الجميع بأن الانقسامات الداخلية نتائجها صفرية على ملف القضية إقليميا ودوليا وداخليا، وفى هذا الصدد تشهد القاهرة، خلال الأيام المقبلة، سلسلة من الحوارات بين السلطة الفلسطينية وكل الفصائل تمهيدا لإعادة ملف التفاوض للحل السياسى وبهذا أوفد الرئيس عبد الفتاح السيسي الوزير عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، إلى رام الله وقطاع غزة وتل أبيب وهى رسائل عملية حيث أكد فيها دعمه ومساندته للشعب الفلسطيني بالفعل قبل القول، وأن القضية ستبقى على رأس اهتمامات الدولة المصرية، وحرصها على مقدرات الشعب الفلسطيني ودعم قضيته وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وتعد زيارة اللواء عباس كامل، وزير المخابرات العامة المصرية، ممثلاً للرئيس المصري
عبد الفتاح السيسي، زيارة سياسية بامتياز وتأتي تتويجًا لانتصار المقاومة الفلسطينية فى معركة سيف القدس، وتأكيدًا على أن القضية ستبقى على رأس اهتمامات مصر، وتأكيدًا للمؤكد وللثابت والمتواصل من حرصها العالي والكبير على مقدرات الشعب الفلسطيني، بتقديم الدعم السياسي والمادي والمعنوي

وخلال زيارته لغزة، تم استعراض آخر المستجدات المتعلقة بالتهدئة الشاملة، بما يشمل القدس والضفة وغزة، وإعادة إعمار قطاع غزة، وملف الحوار الوطني الفلسطيني، والأفق السياسي الذي يعتبر مدخلاً للاستقرار والأمن والسلام فى المنطقة.

وبالتزامن مع هذه الزيارة المهمة، التقى وزير الخارجية سامح شكري مع وزير خارجية إسرائيل "جابي أشكنازي"، وجاء هذا اللقاء فى إطار تواصل مصر مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة، والبناء عليها عبر التوقف عن كافة الممارسات التي تؤدي إلى توتير الأوضاع وتصعيد المواجهات خاصة بالأراضي الفلسطينية، وضرورة مراعاة الحساسية الخاصة المرتبطة بالقدس الشرقية والمسجد الأقصى وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية. وأهمية التحرك خلال الفترة المقبلة لاتخاذ مزيد من التدابير التي تهدف إلى تعزيز التهدئة وتوفير الظروف اللازمة لخلق مناخ مواتٍ لإحياء المسار السياسي المنشود وإطلاق مفاوضات جادة وبنّاءة بين الجانبين بشكل عاجل، مع الامتناع عن أي إجراءات تُعرقل الجهود المبذولة فى هذا الصدد.

وتعتبر الفصائل الفلسطينية أن أبواب منظمة التحرير مفتوحة للجميع لاستكمال مسيرة النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي، لإنجاز تقرير المصير والعودة وتجسيد الدولة المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وترى جميع القوى الفلسطينية أن الحاجة لتفعيل وتطوير منظمة التحرير باتت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، من خلال تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي ذات الصلة، والإسراع باتخاذ ما يلزم من إجراءات عملية لجهة تعزيز دور مؤسساتها، كونها العنوان الوحيد للشعب أينما وجد. والعمل على انخراط الجميع فى وحدة وطنية تساهم فى تعزيز المفاوض الفلسطيني وإنهاء حالة الجمود والتراجع بسبب الظروف الإقليمية والدولية.

وقد لفت نظري النتائج المهمة لزيارة الوزير عباس كامل إلى قطاع غزة خاصة على المستوى الإنسانى والاهتمام بتفاصيل إعادة الإعمار وبناء مدينة مصرية سكنية فى وسط غزة وإدخال المساعدات المهمة التى يحتاجها المواطن الفلسطينى وهى رسالة أن كل شيء أصبح متاحا مهما حاصرت إسرائيل القطاع وأغلقت المعابر التى يتم من خلالها إدخال ما يحتاجه القطاع فى كل المجالات.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2