لماذا لا نخاطب شباب اليهود ؟

لماذا لا نخاطب شباب اليهود ؟عاطف عبد الغني

الرأى5-6-2021 | 09:25

(1)

لاشك بذلت مصر جهودًا كبيرة فى الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل، ومازالت المساعى المصرية بقيادة الرئيس السيسي تعمل على تثبيت الهدنة، كخطوة مهمة لتنشيط عملية سلام يمكن الوصول من خلالها لحل عادل للقضية الفلسطينية.

(2)

وما حدث خلال الأيام القليلة الماضية، من اعتداء غاشم لإسرائيل على غزة، لم تستطع أن تنكره أو تتجاهله وسائل الإعلام العالمية، والغربية حتى المعادى منها للعرب، خلق (الحدث) على مستوى الشعوب، وبدرجة ما على مستوى الحكومات الرسمى، حالة كبيرة من التعاطف العالمى مع الفلسطينيين، وقضيتهم، وعكس الإعلام فى جزء منه صورة إسرائيل كدولة عنصرية، تمارس التمييز العرقى، وتشن حرب إبادة ضد الفلسطينيين، وهذه حقيقة لم يركز عليها الإعلام العربى، ولم يسع إلى استغلالها ومخاطبة ضمير العالم الحر من خلالها، ليكسب الحقوق الفلسطينية التعاطف الذى تستحقه، فى مقابل الكذب الصهيونى الدائم وإتقان دعاية ابتزاز المشاعر الذى يجيده الصهاينة بامتياز.

(3)

يجزم خبراء فى القضية الفلسطينية أن القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، مازالت إلى جانب الحقوق الفلسطينية، إلا أن هذا القانون، وتلك القرارات تريد من يحركها، ويجزم الخبراء أيضا أن هناك شبه إجماع عالمي على شعار "حل الدولتين"، لكن دون تحديد مفهوم الدولتين وهذا مربط الفرس.. تفاصيل حل الدولتين هو المهرب الشيطانى الذى تسعى إسرائيل من خلاله إلى تصفية القضية الفلسطينية فانتبهوا.

(4)

يقول خبراء فى القضية أيضا إنه من الأمور الجيدة للفلسطينيين، والعرب وجود ناشطين صهاينة على قلتهم يؤمنون بحل الدولتين، وهم موجودون فى "إسرائيل"، وفى الخارج، وخاصة فى أوروبا. ويلفت الخبراء إلى متغير مهم جدا لصالحنا إذا أحسنا استغلاله وهو أن الجيل الجديد من الشباب اليهودى بين عمر 15 و20 سنة، الذين يدرسون فى المدارس والجامعات الأمريكية والأوروبية، خائفون من أن تصبح "إسرائيل" دولة عنصرية "أبارتايد"، لأن هؤلاء الشبان تربوا منذ صغرهم على أنهم اضطهدوا عالميا على أيدي المسيحيين من أيام الحروب الوسطى وعبر التاريخ كله، وخاصة فى أوروبا، ولذلك نشأت الحركة الصهيونية فى أوروبا لإنقاذ اليهود من الاضطهاد المسيحي. فالفكرة الصهيونية تتمثل فى أنك تريد وطنا آمنا لهؤلاء المضطهدين، وإذا بهؤلاء المطالبين بوطن للمضطهدين يضطهدون شعبا آخر هو الشعب الفلسطيني.. هذا ما يتردد حاليا فى العقل الشبابي المثقف بين اليهود، لدرجة أن "إسرائيل" عينت فى سفاراتها بأمريكا وأوروبا شخصا وظيفته فقط متابعة هؤلاء الشباب فى الجامعات حتى يثنوهم عن ذلك التوجه، فلماذا لا نتحدث نحن أيضا لهذا الجيل من الشباب اليهودى ونوصل له الحقيقة؟!! لا أعتقد أن أحدًا سيفعل أو يهتم، بل تخيلوا أن يحدث هذا بين أوساط الشباب اليهودى بينما تحاول دعايات التطبيع الجديدة أن تقنع شبابنا بسلامة موقف الدولة الإسرائيلية، وأنها دولة تستحق السلام والقبول والاندماج فى المنطقة، وإذا ما نجحت إسرائيل فى زرع هذه الكذبة الكبيرة فى ذهنية الشعوب العربية، فقل على الدنيا السلام. وإذا جاز لنا أن نستوعب درس حروب الجيلين الرابع والخامس التى مورست ضدنا، ومازالت، فلماذا لا نرد بالمثل، وموقفنا أقوى من حيث امتلاك الحق، وإذا كان الغرب الموالى لإسرائيل يملك ويوجه وسائل الاتصال فنحن نستطيع أن نتحايل على هذا من خلال الرسالة الإعلامية ونبذل مزيدا من الجهد فى تصميمها لتحقق الغرض منها.. وهو حشد العالم إلى جانب الحق الفلسطينى، لإقامة دولة فلسطينية حرة، كاملة الإرادة والمؤسسات، عاصمتها القدس الشرقية، وإذا ما تحقق هذا سوف تنعم شعوب دول الشرق الأوسط بالسلام الذى تنشده.

أضف تعليق