مصر تسعى لإنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني

مصر تسعى لإنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطينيرئيس المخابرات العامة مع الرئيس الفلسطينى

مصر5-6-2021 | 16:23

دعت مصر الفصائل الفلسطينية لاجتماع الأسبوع الجاري بالقاهرة برعاية الرئيس الفلسطيني أبو مازن للاتفاق على رؤية موحدة للتحرك الوطني الفلسطيني، وعلى الخطوات اللازمة لإنهاء الانقسام ووضع خارطة طريق للمرحلة القادمة.

وفي إطار جهود مصر الداعمة لتوحيد الموقف الفلسطيني، التقى رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل، قيادات القوى والفصائل الفلسطينية بحضور وزراء من السلطة الفلسطينية.

استقبل الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل وتم الاتفاق على عقد اجتماعات مع أمناء الفصائل الفلسطينية بالقاهرة.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، أوفد رئيس المخابرات لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو لتثبيت وقف إطلاق النار والتطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية. كما أوفد السيسي وفدا أمنيا رفيع المستوى إلى إسرائيل والأراضى الفلسطينية لبحث تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار، ومناقشة سبل التوصل لتهدئة شاملة بالضفة الغربية وقطاع غزة.

واستقبل وزير الخارجية سامح شكري، وزير خارجية إسرائيل «جابى أشكنازي»، بقصر التحرير.

استمرار الجهود

وصرح السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن الزيارة تأتى فى إطار تواصل مصر مع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى لتثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة، مشيرًا إلى أن الوزير شكرى أكد خلال اللقاء على ضرورة البناء على إعلان وقف إطلاق النار عبر التوقف عن كافة الممارسات التى تؤدى إلى توتير الأوضاع وتصعيد المواجهات خاصة بالأراضى الفلسطينية، وضرورة مراعاة الحساسية الخاصة المرتبطة بالقدس الشرقية والمسجد الأقصى وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية.

كما أعرب شكرى عن أهمية التحرك خلال الفترة المقبلة لاتخاذ مزيد من التدابير التى تهدف إلى تعزيز التهدئة وتوفير الظروف اللازمة لخلق مناخ مواتٍ لإحياء المسار السياسى المنشود وإطلاق مفاوضات جادة وبنّاءة بين الجانبين بشكل عاجل، مع الامتناع عن أى إجراءات تُعرقل الجهود المبذولة فى هذا الصدد.

وأعاد وزير الخارجية التأكيد على موقف مصر الثابت من أن التوصل إلى حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم والأمن والاستقرار المنشوديّن فى المنطقة، مؤكدًا حق الشعب الفلسطينى الشقيق فى تقرير مصيره عبر إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 استنادًا إلى المرجعيات الدولية ذات الصلة، مشيرًا إلى أن القاهرة ستواصل مساعيها واتصالاتها مع كافة الأطراف المعنية سعيًا نحو تحقيق تلك الغاية.

واختتم حافظ تصريحاته بالإشارة إلى أن الوزيرين بحثا كذلك سبل العمل على تسهيل عملية إعادة إعمار قطاع غزة بشكل عاجل خلال المرحلة المُقبلة. كما اتفقا على مواصلة التشاور بين البلدين والسلطة الوطنية الفلسطينية من أجل بحث كيفية الخروج من الجمود الحالى فى مسار السلام.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد ثبات الموقف المصرى إزاء ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يفضى إلى إقامة دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية الصادرة بذات الشأن. وأعلن الرئيس السيسي تقديم مصر مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة تخصص لصالح عملية إعادة الإعمار فى قطاع غزة نتيجة الأحداث الأخيرة. كما أعلن قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك فى تنفيذ عملية إعادة الإعمار.

وتتوالى الإشادات الدولية بدور مصر فى وقف الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على الفلسطينيين إذ أكدت جيرالدين جريفيث المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأمريكية، تقدير الولايات المتحدثة الأمريكية للجهود الدبلوماسية المصرية والمبادرة المصرية لتحقيق وقف إطلاق النار فى الأراضى الفلسطينية.

وقالت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأمريكية: نتطلع لمزيد من التعاون مع مصر لتثبيت إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية والاقتصادية والتنموية للشعب الفلسطينى بقطاع غزة.

يذكر أن وقف إطلاق النار تم تنفيذه بعد 11 يوماً من تصعيد عسكرى إسرائيلى هو الأعنف منذ 2014، وأوقع عدداً كبيراً من الشهداء الفلسطينيين، ودمّر البنية التحتية لقطاع غزة والتى ستحتاج لمئات الملايين من الدولارات لإعادة الإعمار.

وكان الرئيس الأمريكى جو بايدن وصف اتفاق وقف إطلاق النار بأنه ثمرة جهود دبلوماسية حثيثة قامت بها مصر على وجه الخصوص.

وقف التهويد

من جهته، قال السياسى الفلسطيني، المستشار فى العلاقات الدولية أسامة شعث، إن التحركات المصرية الأخيرة فيما يتصل بالقضية الفلسطينية هى تحركات مهمة ومحمودة وبناءة، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطينى بكل فئاته يشعر بالاطمئنان والثقة فى مصر وفى دورها القومى العروبى لحماية أشقائها أبناء الشعب الفلسطينى من العدوان والقصف ولوقف الإجراءات التهويدية لمدينة القدس من اعتداءات واقتحامات للمسجد الأقصى ومحاولات هدم فى الشيخ جراح وبطن الهوى وسلوان وغيرهم.

وأضاف القيادى بحركة فتح وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، جهاد الحرازين مازالت مصر تبذل جهودا كبيرة فى هذا الاتجاه المتعلق بالقضية الفلسطينية، وذلك على المستويات كافة، سواء السياسية والإغاثية وملف إعادة الإعمار، وكذلك على صعيد العلاقة مع إسرائيل من أجل تهيئة الأجواء لإيجاد مسار سياسى، وهو الأمر الذى دأبت عليه القيادة المصرية، ومازالت تعمل عليه من خلال الزيارات والاتصالات المختلفة، بدءا بزيارة وزير الخارجية إلى رام الله ثم تلى ذلك الوفود الأمنية المصرية التى تنقلت بين رام الله و غزة وتل أبيب، وحتى زيارة وزير الخارجية الإسرائيلى للقاهرة وزيارة رئيس المخابرات المصرية لتل أبيب وقطاع غزة.

تحركات مصرية

أشاد السفير دياب اللوح، سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، بتنظيم مصر لملتقى القاهرة الدولى الأول لشركاء «العمران» الذى ينطلق فى القاهرة يونيو الجارى تحت رعاية د. مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وبحضور ومشاركة نخبة وعدد من الوزراء والسفراء وأصحاب الشركات الكبرى فى مصر، موجها الشكر للمسؤولين عن الملتقى على الدعوة الكريمة.

وأضاف السفير الفلسطينــــى بالقاهرة، أنه بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن الشعب الفلسطينى الشقيق يوجهون جميعا الشكر والامتنان للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذى أطلق هذه المبادرة النوعية لإعادة إعمار قطاع غزة وتفضل بتخصيص ٥٠٠ مليون دولار لاستكمال وتنفيذ إعادة الإعمار لتخفيف معاناة الشعب الفلسطينى الذى تعرض للعدوان الإسرائيلى الغاشم على القطاع والذى خلف أضرار كبيرة فى شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحى والطرق، بالإضافة أيضا إلى تدمير المنازل وتشريد حوالي
٧٠ ألف مواطن فلسطينى.

وأوضح أن الفلسطينيين يرون أن هذه المبادرة ذات أهمية كبرى لأنها الأولى التى أطلقتها مصر الشقيقة الكبرى لإعادة إعمار قطاع غزة. وأضاف: أيضا طالبنا الدول العربية الشقيقة والإسلامية والمجتمع الدولى بالبناء على هذه المبادرة والمساهمة مع مصر فى إعادة إعمار غزة، وبالفعل فى وقت لاحق أعلنت قطر تخصيص ٥٠٠ مليون دولار أيضا لإعادة إعمار قطاع غزة، والكويت فتحت صندوق بمائة مليون دولار لإعادة إعمار القطاع .

ووجه اللوح، الشكر باسم دولة فلسطين إلى المسئولين عن ملتقى القاهرة الدولى الأول لشركاء «العمران»، والذى تم الإعلان عنه سريعا وبشكل عاجل لترجمة الأقوال إلى أفعال، من أجل وضع التصور والاستعداد المبدئى لتنفيذ مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإعادة إعمار قطاع غزة، حيث سيضع التصور الشامل والآليات اللازمة من خلال الشركات المتخصصة لإعادة إعمار القطاع.

وأكد السفير الفلسطيني، أهمية مشاركة الشركات المصرية فى إعادة إعمار قطاع غزة، باعتبارها شركات عريقة ذات خبرة كبيرة فى مجالات البناء، خاصة فى مشروعات البنية التحتية وقطاع الطرق وأيضا فى مجالات إنشاء الكباري، وما شهدته مصر من نهضة عملاقة فى السنوات الأخيرة أكبر دليل على قدرة هذه الشركات فى القيام بدور ناجح وفاعل وسريع فى إعادة قطاع غزة.

وأشاد اللوح، بدور القطاع المصرفى المصرى القوى بقيادة طارق عامر محافظ البنك المركزي، الذى حقق نجاحا باهرا خلال مراحل إصلاح الاقتصاد المصري، وبرنامج الحكومة المصرية لإصلاح الاقتصاد، حيث استطاع «عامر» ورجاله العبور بالاقتصاد المصرى إلى بر الأمان فى أحلك الظروف التى مرت بالعالم تحت قيادة سياسية حكيمة، بالإضافة إلى دعم القطاع المصرفى لقطاعات الدولة المصرية المختلفة، وخاصة القطاع العقاري، وهو ما ظهر جليا فى إنشاء المدن الجديدة، وهذا فى الحقيقة مصدر فخر ليس للمصريين فقط وإنما هو فخر لنا نحن فى فلسطين وكافة الدول العربية، وهذا ملمح من الملامح التى تدل على أن الدولة المصرية دولة عميقة وقادرة على مواجهة التحديات.

وأشار إلى أن الشركات المصرية استفادت من الدعم الذى وفرته الحكومة المصرية والبنك المركزى المصري، وأيضا الأسواق التى افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمام هذه الشركات خاصة فى إفريقيا مما مكن تلك الشركات من اكتساب المزيد من الخبرات وأصبح لها باع كبير فى مجال العمران والإنشاءات والبنية التحتية، لذلك يمكن القول بأن مصر فى ظل القيادة الرشيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي قامت بتحقيق نهضة عمرانية كبيرة ليس فى مصر بل فى الدول الإفريقية أيضا.

ونوه إلى مدى حب الفلسطينيين للرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيراً إلى أن العالم أجمع قد شاهد صور الرئيس التى تملأ جميع الطرق فى قطاع غزة، وهذا يدل على أن الشعب الفلسطينى يرحب بمبادرة الرئيس السيسي، ويرحب أيضا بدور الشركات المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة.

وكشف دياب اللوح، أن حكومة دولة فلسطين تعكف الآن بتوجيه من الرئيس والقيادة الفلسطينية على وضع تصور وتسمية جهة مسئولة باسم السلطة الوطنية الفلسطينية تمثل الشعب الفلسطينى للتواصل مع كافة الجهات العربية والدولية التى أبدت استعدادها المشاركة فى إعادة إعمار قطاع غزة، وهنا لابد أن نؤكد على أن بداية التنسيق والتواصل والتشاور سوف تكون من خلال مصر صاحبة مبادرة إعادة إعمار قطاع غزة وأيضا التى قامت بعقد هذا الملتقى الهام.

أضف تعليق