نوقشت منذ أيام بكلية الآداب جامعة الوادى الجديد بالواحات الخارجة رسالة الماجستير بعنوان (تصاوير مخطوط الراجامالا بالمدارس المحلية الهندية فى أقليم راجستان دراسة أثرية فنية) والمقدمة من الطالب محمد عبد اللطيف راغب إبراهيم
وصرح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان بأن لجنة الحكم والمناقشة تكونت من الأستاذ الدكتور عبد الله كامل أستاذ الآثار الإسلامية وعميد معهد حضارات الشرق الأدنى القديم ب جامعة الزقازيق مناقشًا ورئيسًا، الأستاذ الدكتور عاطف سعد وكيل كلية الآثار لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة جنوب الوادى بقنا مشرفًا رئيسًا، الأستاذ الدكتور سامح فكرى البنا أستاذ الآثار و الفنون الإسلامية كلية الآداب جامعة أسيوط مناقشًا، الدكتورة حنان مصطفى حجازى أستاذ مساعد الآثار الإسلامية ورئيسة قسم الآثار بكلية الآداب جامعة الوادى الجديد مشرفًا مشاركًا
وحضر المناقشة الأستاذ الدكتور أحمد سرى عميد كلية الآداب جامعة الوادى والأستاذ الدكتور أحمد غريب عميد كلية الآداب جامعة الوادى السابق كما شارك بالحضور مدير منطقة آثار الخارجة
وأضاف الدكتور ريحان أن أهمية اختيار دراسة مخطوط الراجامالا لأول مرة باللغة العربية لانتشار تصوير المخطوط في معظم مدارس شبه القارة الهندية المحلية، مما يجعل من دراستها دراسة معبرة عن أسلوب كل بلد، كما أنه يعالج نوع خاص من التصاوير التي دُمج فيها ثلاثة أنماط من الفنون المختلفة وترجمها على ورقة واحدة وهي الموسيقى، والشعر، والرسم، في حالة فريدة من نوعها تحت مسمى الراجامالا.
وقد قدم الباحث دراسة تحليلية تتناول الأوضاع الموسيقية وتطبيقها علي التصاوير، والملابس التي ارتبطت بها، والآلات الموسيقية التي استخدمها الموسيقيون لإظهار اللحن المراد التعبير عنه، فضلًا عن ذلك رسوم العمائر التي ظهرت بكثرة في هذه التصاوير وارتباطها من حيث الشكل والتصميم بموضوع التصويرة، ودلالات الألوان التي أستخدمها الفنان للتعبير عن الحالة المزاجية السائدة، وأهم التأثيرات الفنية علي مخطوط الراجامالا.
وأوضح الباحث محمد عبد اللطيف راغب إبراهيم أن التصوير الهندي قديم قدم الحضارة الهندية نفسها، وكان مرتبطًا أرتباطًا وثيقًا بالعقائد الهندية القديمة، ولا يمكن فهمه إلا في ضوء خلفية قوية عن المعتقدات الدينية الهندية، وأخذ فن التصوير في الهند أسيرًا لأساليب فنية مرتبطة بهذه العقائد، وبالغزو المغولي الهندي للهند بدأ فن التصوير في مرحلة جديدة أكثر تطورًا.
وقبل دخول المغول للهند كانت هناك عدة مدارس ازدهرت في الأقاليم الهندية؛ والذي عُرفت بالمدارس المحلية، حيث ان موضوعتها تميزت بالطابع المحلي، كما أن هذه المدارس استمرت في انتاجها الفني حتي عاصرت المدرسة المغولية وتأثرت بها، ومن ضمن هذه المدارس المدرسة الراجستانية والتي ظهرت شيئًا فشيئًا في القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي، وكانت بيكانير، وميوار، وجايبور، وبوندي، وكوتا من أهم مراكزها الفنية
ونوه الباحث محمد عبد اللطيف راغب إبراهيم إلى أن الموضوعات التي تناولتها هذه المدارس كان أغلبها متعلق بالأدب الديني، والأغاني، والموسيقي، والموضوعات التي تتناول المواسم والفصول وما لها من أثر فني في نفوس العشاق، والموضوعات الغرامية المفعمة بالرومانسية وما لها من أمزجة وعواطف، وعلي النقيض نري الموضوعات التي تتسم بالحزن والألم بسبب الخيانة والفراق، ، والراجامالا عبارة عن لوحات مستوحاة من الموسيقى والألحان الهندية الأصيلة، التي ازدهرت ما بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر الميلاديين، ونفذت تلك اللوحات تحت الرعاية الملكية السامية لأكبر ملوك وشاهات ولايات الهند في تلك الفترة
وأشاد الدكتور سامح فكرى البنا أستاذ الآثار و الفنون الإسلامية كلية الآداب جامعة أسيوط بموضوع الرسالة حيث ألقى الضوء على أنواع الآلات الموسيقية المستخدمة في تصاوير الراجامالا، ومنها الوترية، والرنانة، وآلات النفخ، والمهزوزات، وآلات الطرق، حتى أن المؤرخين العرب أشادوا للفنانين الهنود والموسيقيين في صنع الآلات الموسيقية والغناء والرقص كما رصدت العديد من التأثيرات الفنية علي تصاوير الراجامالا، والتي كان لها دور كبير في تطورها وإخراجها الفني، ومنها التأثيرات الوافدة، كالتأثير الإيراني والأوروبي والتركي والأيغوري والصيني بجانب التأثير المحلي الذي استمر حتي القرن التاسع عشر كما أوضحت مدي أهمية اللون وارتباطه بالنواحي العقائدية والنفسية لدي الفكر الهندوسي، وتأثيره علي تصاوير الراجامالا.
وبعد مناقشة الطالب مناقشة علنية أوصت اللجنة بمنح الباحث درجة الماجستير بتقدير ممتاز مع التوصية بطبع إلرسالة وتداولها مع الجامعات الأخرى