يعد قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بعودة حملة 100 مليون صحة مرة أخرى أملا جديدا للمصابين بالأمراض المزمنة ومنها المرض الذى تم اكتشاف أن حوالى 35% من سيدات مصر مصابات به وهو سرطان الثدى ،وهى نسبة مرتفعة جدا لابد من التعامل معها للسيطرة على نسبة الإصابة بالمرض خاصة أن الكشف المبكر والتعامل فى مرحلة مبكرة مع المرض يرفع نسبة الشفاء بدرجة كبيرة جدا ،وفى المرحلة الاولى للمبادرة تم فحص حوالى 4 ملايين سيدة وكان الأطباء لديهم شك فى إصابة نحو 240 ألف سيدة ومن ثم تم ارسالهم إلى المستشفيات المتخصصة لفحصهن من قبل الاستشاريين المتخصصين وإجراء أشعة الماموجرام لهن .
وتؤكد د. ياسمين علوانى مدرس علاج الأورام بمعهد البحوث الطبية بجامعة الإسكندرية سرطان الثدى أعلى مرض فى نسبة الإصابة به فى الأمراض التى تصيب سيدات مصر هى الأعلى بالفعل وتصل نسبة السيدات المصريات المصابات به حوالة 35 % وتصل فى الإسكندرية إلى 38%،لهذا كانت اضافة مرض سرطان الثدى إلى الأمراض التى تشملها مبادرة الرئيس السيسى 100 مليون صحة نظرا لأن الكشف المبكر والتعامل المبكر مع المرض هو الأفضل بالفعل مع هذا المرض لذلك يجب على كل سيدة أن تتوجه لإجرء الفحص فى الحملة نظرا لأهمية الكشف المبكر وارتفاع نسبة الإصابة بشكل كبيرا بين السيدات المصريات.
وأضافت قائلة:" إن سرطان الثدى مرض موجود منذ زمن طويل وزيادة نسبة الإصابة به نظرا للكشف المبكر ونظرا لزيادة نسبة التلوث والسمنة وتأخر سن الزواج، والمرض يشمل نوع وراثى ونوع غير وراثى ،وهناك عدة عوامل تزيد من احتمالات الاصابة به ومنها عدم الزواج وامتناع السيدة عن ارضاع اطفالها رضاعة طبيعية ،والتاريخ الوراثى للمرض فى العائلة وتعرض السيدة للعلاج الهرمونى مثل أقراص منع الحمل وادوية تنشيط الحمل، والتدخين والسمنة تزيد من احتمالات الإصابة وكذلك تناول الاغذية المضاف اليها المواد الحافظة ،لذلك نجد أن نسبة الاصابة بالريف اقل من المدن نظرا لكثرة الانجاب والرضاعة الطبيعية وتناول الطعام الطبيعى والاطعمة المضادة للاكسدة وكل ذلك يقلل من نسبة الاصابة ،والورم يحدث حينما تحدث طفرات فى الجينات.
وتقول د. ياسمين علوانى أن المرض له أربعة مراحل ،إذا تم الكتشافه فى المراحل الثلاثة الأولى ويتم التعامل معه تصل نسبة الشفاء الكامل منه إلى 95% بين الحالات لكن إذا ترك المرض ولم يتم الكشف عنه إلا فى المرحلة الرابعة فالورم ينتشر فى باقى أجزاء الجسم وتكون نسبة الشفاء من 15 الى 20 % منه ويكون من الصعب السيطرة عليه حتى لو تم استئصاله فيمكن أن تكون هناك خلية منه قد هربت إلى مكان أخر وانتشرت ، لذلك فالكشف المبكر خطوة فى غاية الأهمية فى فى لاشفاء من المرض لأنه يكون مازال فى مرحلة أولية زحجمه صغير وغير منتشر وعلاجه سهل ، لذلك فكل سيدة لابد لها أن تقوم بنفسها بمحاولة الكشف المبكر بالتحسس بباطن اليد وليس أطراف الأصابع وكذلك منطقة تحت الإبط وإذا لاحظتأى كتلة لابد من استشارة طبيب خاصة فى العائلات التى لها تاريخ مرضى لسرطان الثدى أو سبق وأن تعرضت لعلاج إشعاعى أو كيماوى، ولأن المرض هناك أنواع منه تصيب الأم لذلك لابد من الكشف الذاتى.
وتضيف د. ياسمين علوانى قائلة: إن أعلى نسبة اصابة تكون بين 25 الى 45 عام وكلما حدثت الإصابة فى سن أصغر يكون المرض أكثر شراسة لكن فرص الإصابة بالمرض تزيد مع زيادة السن ،والحالات الوراثة من الأم تكون أكثر بكثير من الوراثة من عائلة الأب ويمكن أن تكون وراثة المرض من الجدة للحفيدة ، وتشير إلى أن المرض يصيب الرجال أيضا ويكون أكثر شراسة وعنيف جدا ونسبة الإصابة به بين الرجال المصابين بالأورام 10% ويتكون طبيعة المرض لدى الرجال شرسة جدا لأنه ورم غير دارج بينهم ،ونسبة وراثة المرض بين الرجال مرتفعة جدا أيضا.
وعن علاج المرض تقول د. ياسمين علوانى بداية العلاج لابد أن تكون الكشف المبكر وعمل فحص كامل وتحديد المرحلة التى وصل اليها الورم ويجب عمل اشعة تليفزيونية واشعة ماموجرام وأشعة على الرئة والبطن للتاكد من عدم انتشاره، وإجراء تحليل دلالات أورام وسحب عينة بالسرنجة لتحليلها ومعرفة مااذا كان الورم حميد أو خبيث ،وإذا كان هناك الأم بالعظام فيجب عمل مسح ذى ، وبعد عمل الفحصوات وتحديد مرحلة وحجم الورم يتم استئصاله إذا كان فى الثدى فقط وانتشاره بسيط، وأحيانا نحتاج إلى علاج كيماوى وعلاج اشعاعى قبل اجراء جراحة الاستئصال اذا كان حجم الورم كبير ولا يصلح للجراحة فنقوم بتصغير حجمه ثم نجرى الجراحة ،ومعظم حالات الإصابة تحتاج إلى الجراحة ،وبعد إجراء الجراحة يتم تلقى المريضة علاج كيماوى وفى حالات أخرى علاج كيماوى ثم علاج إشعاعى ، وما يحدد نوع العلاج هو أن الأورام تنقسم على مستوى الخلايا إلى أربعة أنواع معتمدين على مستقبلات الهرمونات وعلى انقسام الخلية .
وهناك أيضا العالج الموجه والذى يتم توجيهه ناحية مستقبل معين فى الخلية ويتم اعطائه لمريض مع العلاج الكيماوى حيث يقوم بتقوية اثر العلاج الكيماوى على الورم واثاره الجانبية على القلب اقل كثيرا من العلاج الكيماوى ،وهذا العلاج كان يتم اعطاء المريضة 17 جرعة استطعنا ان نقلل عدد الجرعات الى 14 جرعة وقد ثبت لى خلال رسالة الدكتوراة التى قمت بمناقشتها ان الجرعات الـ14 لها نفس تاثير الـ17 جرعة ،وهذا الدواء ثمن الجرعة الواحدة حوالى 14 الف جنيه ويتم اعطاؤه للمريضات على نفقة الدولة لأي سيدة مصابة من عمر 18 عانا إلى عمر 60 عاما ،وقد بدا استخدامه فى مصر منذ عام 2013.
وعن كيفية الوقاية من الاصابة بالمرض قدر الإمكان تقول د.ياسمين لابد من الامتناع عن التدخين ،وعدم تلقى علاج هرمونى إلا بأمر الطبيب وتحت اشرافه،والكشف المبكر والابتعاد عن تناول الأطعمة المضاف لها مواد حافظة وتناول الاطعمة المضادة للأكسدة والتى تقوى المناعة وتقى بالتالى من الإصابة بالمرض مثل البروكلى والليمون والخيار والبرتقال والليمون والجوافة والكيوى ،وممارسة الرياضة لأنها تساعد على تقليل الوزن وتقلل الضغط النفسى وتحسن من الحالة النفسية خاصة رياضة المشى هامة جدا، والكشف الذاتى هام جدا وضرورة عمل أشعة ماموجرام بعد سن 35 سنة لكن لايكرر إلا بعد مرور عام لأن الأشعة الموجودة به إذا تعرضت لها السيدة أكثر من مرة فى العام قد تزيد من احتمالات الإصابة أو تنشط الورم الموجود بالفعل.
وعن احتمالات ارتداد المرض بعد العلاج منه تقول د.ياسمين إن نسبة الارتداد تعتمد على مرحلى اكتشاف المرض ، فلو تم الاكتشاف والعلاج والمرض مازال فى المرحلة الأولى لا تزيد نسبة الارتداد عن 10% وهو مايزيد من اهمية الكشف المبكر.