خلف أقدم جامع في أفريقيا، تستقر عزبة أبوقرن، واحدة من أكثر المناطق التي عانت من العشوائية في حى مصر القديمة، تعيش على وقائع تنافى ظاهر مكان اتسع تاريخه لثلاث أديان سماوية. لآلاف السنين تجاور المعبد اليهودى والكنيسة المعلقة ومسجد عمرو بن العاص على مسافة قريبة من مجرى النيل.
عاش السكان لسنوات بين ورش تجميع خردة مبنية بالصفيح، ورجال بعربات كارو يأتون بكل قديم من خارج الحى.
بيوت بالطوب الأحمر تملؤها الشقوق، الذباب يتجمع على الملابس المنشورة على أحبال البلكونات الصغير المبنية من الطوب الأحمر، حياة غير ادمية ، عدة أسر تعيش في غرفة واحدة.
في الممرات تتراص البيوت الصغيرة على ناحية، يقابلها ورش من الصفيح لصناعة الخردة من ناحية أخرى، تروي احدى المواطنات ان الاسرة تعيش على طبق بلاستيك مملوء بالفول السودانى واللب، يبيعونه في قراطيس من الورق لأطفال العزبة، بيتهم من غرفة واحدة للنوم، لا يفصل بين البوتجاز وسرير النوم سوى حصيرة صغيرة على الأرض ، والحمام خارجى يشتركون فيه مع جيران الدور الثانى، رائحة عطن تملأ الغرفة وبخار الماء المتطاير من الأوانى يعوق التنفس داخل المكان.
تقف أمام منزلها تتابع أطفالها الذي يبحثون عن لعب بين تلال الخردة التي تجاور المنزل، وكأن طفولتهم قد دفنت وسط الخردة.
أبت الدولة المصرية أن يعيش أبناؤها تلك الحياة المظلمة غير الآدمية فصدرت توجيهات مشددة من القيادة السياسية بنقل أكثر من 4000 اسرة الى مدينة معا لتطوير العشوائيات في مساكن كاملة التجهيز والتأثيث لتنتهي إلى الأبد صفحة عزبة أبو قرن وتبدأ صفحة جديدة يسطرها أبناء العزبة معا في مدينة معا
يوما تلو الآخر يتحقق ما وعد به الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن تصبح العاصمة بلا عشوائيات.