القاهرة ليست كمثيلاتها من محافظات جمهورية مصر العربية ، فهي العاصمة وهي التي تحظى بنصيب الأسد من حيث عدد السكان وهي المقدر لها ان تكون قبلة للهجرة الداخلية وقاصدي فرص العمل من المحافظات الأخرى
كل هذه العوامل جعلت من القاهرة بيئة خصبة لانتعاش التجارة ونشأة العديد من الأسواق ، ولكن لم يكن البعض منها يليق بتاريخ ومكانة العاصمة ، وهنا كانت رؤية القيادة السياسية .
وانطلقت حملة كبرى للقضاء نهائيا على الاسواق العشوائية التي تشكل بحق بؤر عشوائية تهدد مخطط إنماء وتطوير العاصمة ، أحد أشهر هذه الأسواق هو سوق التونسي بعزبة النصر بحي البساتين والذي شهد اعمال تطوير كبرى تتناسب مع تاريخه الطويل حيث يتردد عليه الالاف من سكان العاصمة والمحافظات المجاورة .
و سوق التونسي مقام على مساحة أكثر من 50 ألف م2 بالمنطقة الصناعية وتم إنشاء 5 مبانى كمرحلة أولى و سيتم نقل 5 أسواق عشوائية شمال المجزر الآلى بين مقابر التونسى ومقابر الإمام الشافعى إليها بتكلفة 205 ملايين جنيه تقريبا.
اما المرحلة الثانية تقام على كامل مساحة محطة المناولة المجاورة للسوق بعد نقل المحطة القديمة لمنطقة أخرى للاستفادة من هذه المساحة ويتم خلال المرحلة الثانية نقل 4 أسواق هى الأثاث المستعمل، سوق أسفل كوبرى التونسى، سوق التونسى، وسوق الموبيليا، وتم خلال عملية التطوير مراعاة توافر كافة اشتراطات الأمن والسلامة وتوافر كافيتريات للباعة والمترددين على السوق ، ويضم السوق 324 محلا تتراوح مساحتها ما بين 35 م2 إلى 50 م2 مخصصة لنقل أنشطة السيراميك والموبيليا والأدوات الصحية، بالإضافة إلى 124 محلاً سيضمهم سوق الخردة ، ويراقب السوق كاملا بالكاميرات ومحاط بسور خارجي لتأمينه،كما يوجد بالسوق 7 بوابات لدخول الأفراد والسيارات.
يضم السوق الجديد نقطة شرطة ونقطة إطفاء وغرف كهرباء وجراجات ومحولات كهربائية.
ويد التطوير طالت ايضا سوقا شعبيا ارتبط به مواطني حي الزاوية الحمراء لسنوات وسنوات ، سوق داير الناحية ، ويمكن القول بحق انه احد اهم المشروعات الكبرى التي تتم على ارض العاصمة والذي يستهدف القضاء نهائيا على أحد الأسواق العشوائية وتحويله الى سويقات حضارية بها وسائل الحماية المدنية والاشتراطات الأمنية كما يتوافر بها الوسائل الوقائية والاحترازية تماشيا مع ما تمر به البلاد من جائحة كورونا و يتم تطوير سوق داير الناحية من خلال منحة الاتحاد الأوروبى الموكلة للوكالة الفرنسية على احدث طراز ، ويتكون السوق من ١٣٦ باكية مقسمة على النحو التالي ، ٢٢ باكية مساحة ( 3م × 2م ) ، ١١٤ باكية مساحة ( 2.5 × 2 ) ، ويشمل السوق عدة أنشطة تجارية متنوعة ( اسماك - طيور - خضروات - فاكهة - ادوات منزلية).
وكأنه مقدر لحي الزاوية الحمراء ان يشهد طفرة حضارية جديدة .. سوق الزاوية الحمراء الجديد ، ففي اطار توجه الدولة لتوفير فرص عمل للشباب للقضاء على البطالة وفى إطار خطة المحافظة لايجاد أماكن بديلة للأسواق العشوائية وتوفير بيئة حضارية للباعة والمترددين على الأسواق تم انشاء سوق الزاوية الحمراء الجديد على مساحة ٢٢٧٥ م ٢ وبلغت تكلفة انشائه ٧مليون جنيه وهو مكون من طابقين ، و مزود بعوامل الأمن والسلامة اللازمة لحماية الباعة و مرتادى السوق وبه شبكة إطفاء حريق مطورة وروعيت فيه كافة وسائل الأمن الصناعى ويشرف عليه شركة أمن لتنظيم العمل بالسوق .
ويذكر أن مساحة السوق مقسمة على طابقين بعدد ٢٠٩ باكية ومتوسط مساحة الباكية ٤.٥ م٢ وبه ٥ مكاتب إدارية و٥ دورات مياه مجمعة وغرفة محولات كهربائية لخدمة المشروع ويحتوى الطابق الأرضى على عدد ٩٩ باكية تضم أنشطة بيع الخضار والفاكهة واللحوم والأسماك والدواجن ويضم الطابق الثانى ١١٠ محل للأنشطة المختلفة كبيع الملابس والأكسسورات والبقالة .
وفي اطار الجهود المبذولة لإعادة المظهر الحضاري لحي السيدة زينب العريق ، عكفت أجهزة محافظة القاهرة على تطوير سوق المواردي بتكلفة 10 مليون جنيه ، وشملت اعمال التطوير نقل مسار شبكة المرافق(مياه - صرف-كهرباء ) خارج ارض المشروع وكذلك رفع كفاءة 109 محل و رفع كفاءة دورات المياه والسلالم والممرات وكذلك رفع كفاءة ساحة الانتظار المرتبطة بالسوق وتحويلها الى ساحة إلكترونية لخدمة المترددين على السوق حيث أنه لن يسمح بانتظار السيارات داخل السوق .
والانجاز الأكبر فقد كان بحي المطرية ..حيث وضعت أجهزة محافظة القاهرة بالتنسيق مع وزارتي التنمية المحلية والأوقاف نهاية لكابوس أليم لطالما عانى منه مواطني حي المطرية وسبب لعقود طويلة تكدسات مرورية واشغالات شوهت المظهر الحضاري للحي ، كان سوق الخميس بالمطرية يشكل وصمة في جبين الحي الذي يذخر بالتاريخ العريق ، وها قد تحولت الوصمة إلى درة في جبين الحي العريق وتم إزالة سوق الخميس نهائيا دون رجعة ويتم حاليا نقل الباعة الجائلين إلى سوق المطرية الجديد ، حيث تم حتى الان تسليم 600 باكية وسط فرحة عارمة من الباعة ومواطني الحي .