فزع حجي.. وخوف حمزة

فزع حجي.. وخوف حمزة عمرو سهل

الرأى14-6-2021 | 13:53

لم أفهم لماذا لم يدب الفزع في قلبي من سحابة الرعب المغلف برعود العلم وسلطانه فمن منا يستطيع أن يعلي صوته فوق صوت العلم..الحقيقة حاولت جاهدا أن أصاب بالفزع على ما صدر من ثنائي الخبرة الأشهر على مواقع التواصل حجي وشقيقه ممدوح حمزة ففي تناسق روحي عجيب خرج الاثنان يطلقان النفير العام لإيقاظنا من غفلتنا في التعامل مع آثار سد النهضة.

بالطبع لا يخفي على أحد مدى ترسخ حب الوطن والتجرد من الهوى و الغرض السياسي داخل العالمين الشهادة لله ولو عايز تعرف ا،ا بسخر ولا بتكلم جد راجع مواقف العالمين الفيسبوكية والتويترية وأنا في حل هنا من تكرارها.. المهم هنا هي حالة الفجأة والصدمة والدهشة التي أصابت العالمين ويريدان نقلها إلينا هي ناقصكم.. فأحدهما يلوح لنا بين الحين والحين بمجموعة رسوم مفزعة عن السد بمنطق "أنا جبت التايهة" وكيف أن الحلول سهلة لكنه مشغول أكثر بمحاولة إظهار أن القائمين على مصر لا يكترثون لها ولا مانع زيادة في التحبيش الإعلامي من استدعاء دعايات تيران وصنافير وهمهمات التخوين والتفريط وأن ما جرى في السابق سيتكرر مع سد النهضة.

أما الآخر فقرر أن يكون أكثر حنكة في العرض حيث شاركنا بورقة بحيثة لجامعة أمريكية - من منطق "يعني الكلام مش كلامي صدقوني" - تبين لنا أخطار سد النهضة على مصر وتداعياته الكارثية على الحياة في مصر بعيدا في تجرد ظاهري يخفي غليله وصدره المخنوق بالعجز عن محاولة بث التشكيك في مسار مصر منذ ثورة الثلاثين من يونيو مش عارف والله هو حد قالك يا حجي أو يا حمزة إن الدولة مثلا بتروج لفوائد السد حياتنا؟!.

وهنا تساءلت قليلا لماذا لا أصدق العالمين ببواطن الأمور المكشوف عنهما الحجاب حجي و حمزة ..التوبة جائزة وممكنة ثم أخذت شهيقا عميقا أتبعته بزفير يمتلئ برذاذ الاستندال والحنق .. وقلت بصوت عال هل أصاب العمي حجي و حمزة هل يعانون فروق التوقيت في التعامل مع الأزمة التي يتجاوز عمرها 10 سنوات.. بالطبع لا ولكنها العيون العوراء التي لا ترى إلا كل مطعن ممكن أن يتسلح به عدو للطعن في قيادة مصر ومسار الدولة المصرية عقب ضياع وهم تفكيك الدولة المصرية إبان 25 يناير ..إنه فزع حركه ضياع الفرصة الأخيرة لاستعادة أمجاد الفوضي ووقف رتق الفالق الزلزالي بين المصريين وقيادتهم الذي أفرز أول نشاط له في الخامس والعشرين من يناير لكن لم تكن توابعه على مستوى تطلع البعض.

لم يعد أمام رغبات العالمين في المعارضة السياسية إلا سد النهضة فهو في نظرهم الملف الأكثر تعقيدا سواء في شرح أبعاده أو تعرجات المناورة فيه وهي بيئة الشك التي تنشط فيها التركيبة السياسية التي تربي عليها أعضاء مخطط يناير فالقصة ليست قصة السد أو الخوف من تعطيش مصر أو.. أو.. لكن الدافع الحقيقي هو نشر الإحباط المغلف بالخوف على مصر الذي يمارسه العالمان لإعادة حالة الركود المعنوي وبيئة الترويج المضلل في معالجة الأزمة التي تنشط فيها القاذورات الفكرية.

لكن بعيدا عن هذا كله هل حقا أهملت مصر ملف سد النهضة ولم تدرك مخاطره حتي يخرج علينا حجي و حمزة في ثوب الفزع ..ومن أين أتت تلك الفجوة المعلوماتية لدى العالمين لماذا لم يستطع حرصهما وخوفهما على البلد من إدراك أن مصر وهي تدير الملف سياسيا اتخذت خطوات لمواجهة أسوأ الاحتمالات وعلى مرأي ومسمع من الجميع.. ألم يعثر العالمان في طريق بحثهما عن ما اتخذته مصر من خطوات تجاه التعامل مع الشح المائي القائم والمتوقع على المشروع القومى لتأهيل الترع والذى يستهدف تأهيل حوالى 7000 كيلومتر من الترع بتكلفة إجمالية 18 مليار جنيه بحلول منتصف عام 2022

ألم تلفت نظريهما الخطة الاستراتيجية الشاملة لمشروعات تحلية مياه البحر (2020 - 2050) وتنفيذ 14 محطة تحلية بطاقة إجمالية 476 ألف م3 يومياً

ألم يدركا مدى التوسع في تنفيذ محطات التحلية بالمناطق الساحلية من خلال 76 محطة تحلية قائمة، بطاقة إجمالية 831.69 ألف م3/يوم بمحافظات (شمال سيناء – جنوب سيناء – البحر الأحمر – مطروح – الإسماعيلية – السويس)، وجارٍ تنفيذ 14 محطة تحلية أخرى بطاقة إجمالية 476 ألف م3/يوم، بتكلفة 9.71 مليار جنيه

ألم يسمعا عن الانتهاء من تنفيذ 54 مشروع معالجة صرف صحي ثنائية وثلاثية بالصعيد (17 محطة ثلاثية و37 محطة ثنائية) بالمناطق القريبة من نهر النيل بالصعيد ورفع كفاءة 5 محطات ثنائية وتحويلها إلي معالجة ثلاثية، ورفع كفاءة 3 محطات أخري بطاقة إجمالية 320.5 ألف م3/يوم، للـ8 محطات، بتكلفة 1.8 مليار جنيه.

أيها العالمان المفزوعان رويدا رويدا إن لدى مصر استراتيجية للموارد المائية حتى عام ٢٠٥٠ بتكلفة تصل إلى ٩٠٠ مليار جنيه ووضعت خطة قومية للموارد المائية حتى عام ٢٠٣٧ تعتمد على أربعة محاور تتضمن ترشيد استخدام المياه وتحسين نوعية المياه وتوفير مصادر مائية إضافية وتهيئة المناخ للإدارة المثلى للمياه

وأحب أن أذكركما في محاولة لتهدئة روعكما أننا في أكتوبر المقبل ينطلق مؤتمر أسبوع القاهرة وهو المؤتمر الرابع في سلسلة المؤتمرات التي بدأت عام ٢٠١٨ بهدف تعزيز التواصل بين منظمات المياه والصناعات المرتبطة بقطاع المياه والجهات الإقليمية والدولية والمجتمعات ذات الصلة.

..من أجل هذا لم أصدق صراخكما ومحاولة إظهار مصر وكأنها لا تدرك واقعها ولا تستشرف مستقبلها وذلك لأنكم تجتزئون الأحداث وتمنتجون الروايات في قالب درامي سياسي قديم متهالك فاقد للبريق .. لا يا سادة إن كنتم تشعرون أننا عاجزون فتلك مشكلتكم وإن كنتم متشككين فتلك أيضا مشكلتكم ..أما ظهوركم المسرحي في ثوب الفزع على مصر ومصلحتها فهو "ماسخ" ما يلدش على القلب بلغة أهل الصعيد.

أضف تعليق