عندما يصبح الكلام فى الدين تجارة وأكل عيش

عندما يصبح الكلام فى الدين تجارة وأكل عيشحسن زعفان

الرأى20-6-2021 | 16:17

الحقيقة التى لا تقبل أى نقاش أن الكلام فى الدين عبر الفضائيات أو وسائل التواصل الاجتماعى أصبح مجالاً للتربح والتكسب.. يعنى بالبلدى كده سبوبة وأكل عيش..

وبدون أى مؤهلات للفتوى والوعظ.. تخيل مدرس ابتدائى يصبح نجمًا تليفزيونيًا للكلام فى الدين و الإفتاء فى القضايا الشرعية! والأكثر غرابة أن تجد أحدهم يتحدى دار الإفتاء أن تنقض فتاويه أو تفسيراته للقضايا الفقهية! هكذا قال بالحرف الواحد! وليس هذا فحسب بل إن أحدهم رفض المثول أمام المحكمة عدة مرات رغم استدعائه للشهادة فى إحدى القضايا المتهم فيها إرهابيون وتكفيريون قالوا فى التحقيقات إنهم استرشدوا بفتوى هذا النجم الفضائى والذى اتخذ لنفسه لقب شيخ يفتى ويحرم ويكفر كيف يشاء! هكذا وصل الأمر وطفح الكيل.. وعندما تحول طلب المحكمة لهذا الشيخ الفضائى إلى ضبط وإحضار.. انتابه الرعب وارتعدت فرائصه.. وذهب إلى المحكمة ومعه عشرة محامين.. وعندما سأله رئيس المحكمة عن مؤهلاته للفتوى والوعظ.. كاد يسقط من الرعب أجاب بأنه مجرد مجتهد وأن كل ما يقوله فى الفضائيات هو رأى شخصي!.. هكذا بكل بساطة.. رأى شخصي يحرم ويكفر ويحرض ويشكك! وقد أجاب الشيخ الفضائى عن باقى الأسئلة والتى كانت إجابات أقرب إلى التبرؤ من كل الفتاوى التى ظل يرددها على الفضائيات طوال عقدين من الزمن سمم بها أفكار الآلاف من مريديه وأتباعه والذين وصلوا به إلى مرحلة التقديس والعياذ بالله.

إلى هذا الحد وصلت الأمور كل من هب ودب يتكلم فى الدين وأمور الشريعة والتشريع وإثارة قضايا التشكيك وبلبلة الأفكار؟! ويبقى السؤال الأزلى أليس هناك قانون ينظم الفتوى والوعظ ؟! وأين الأزهر الشريف من هؤلاء وأين دار الإفتاء؟!.. إن مجرد إصدار بيانات أو تصحيحات لتلك الأفكار من الأزهر الشريف ودار الإفتاء لا تكفى لوقف هذا الجموح الطاغى لشيوخ الفضائيات غير المؤهلين وليس لديهم أى سند شرعى أو قانونى للفتوى أو الوعظ.

أضف تعليق