تحل اليوم الإثنين، ذكرى رحيل النجمة الكبيرة سعاد حسنى "سندريلا" الشاشة العربية، التى رحلت عن الدنيا يوم 21 يونيو عام 2001 ، فى ظروف غامضة ، تاركة ورائها تاريخًا طويلاً لا يمكن نسيانه، و بصمات حتى الآن فى قلوب محبيها، كما استطاعت أن تحجز لنفسها مكانا خاصا في وجدان الجمهور العربي بمختلف أعماره وفئاته، و أثارت وفاتها كثيرا من التساؤلات والجدل.
استطاعت سعاد حسنى أن تدخل قلوب محبيها ومعجبيها من أوسع الأبواب، ونجحت فى أن تعبر عن مشاكل وهموم وأفكار وأحلام كل طبقات الشعب المصرى، الأرستقراطية والفلاحة والعاملة والشابة الجامعية والمرأة المتزوجة وغيرها فى العشرات من أفلامها، ونذكر أهم ما نعرفه عنها فى ذكرى رحيلها.
النجمة سعاد حسنى اسمها بالكامل "سعاد حسنى البابا" ولدت فى حى بولاق بالقاهرة لعائلة فنية، فوالدها محمد حسنى البابا كان من أكبر الخطاطين وهى شقيقة المطربة نجاة الصغيرة.
بدأت سعاد حسنى مشوارها الفني منذ طفولتها من خلال برنامج الأطفال الإذاعي "بابا شارو"، ثم دخلت عالم السينما والتمثيل من خلال صديق العائلة الشاعر والكاتب الراحل عبدالرحمن الخميسي الذي قدمها إلى عالم ال فن من خلال إشراكها في مسرحية "هاملت" لشكسبير التي مثلت نقطة الانطلاق إلى عالم السينما، فرشحها المخرج هنري بركات لأول أفلامها "حسن ونعيمة"، الذي لعبت فيه دور البطولة وهي في الـ16 من عمرها، إلى جانب المطرب محرم فؤاد.
قدمت سعاد حسنى أعمالًا أثرت المكتبة الفنية المصرية، وشكلت وجدان المشاهد المصرى والعربى، تمثلت فى 20 أغنية، وحوالى 82 فيلمًا، و8 مسلسلات إذاعية.
ونافست سعاد حسنى سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة فى أن تكون نجمة القرن العشرين، واستطاعت بخفة دمها أن تقدم مسيرة من الغناء والتمثيل والاستعراض جعلتها ملكة فى قلوب الجماهير.
ومن المواقف التى أحدثت الفارق مع السندريلا، لحظة إصابتها بآلام فى الظهر والعمود الفقرى واحتمالية إصابتها بالشلل فى هذا الوقت، حيث كانت تعانى من تآكل فى فقرتين من العمود الفقرى، وظهر ذلك أثناء تصويرها مسلسل هو وهى وفيلم الدرجة الثالثة وعلى الرغم من مرضها لكنها واصلت عملها.
انتهى بها الحال لتسافر إلى فرنسا وتتلقى العلاج وبالفعل قام دكتور فرنسى متخصص بتثبيت الفقرتين بواسطة صفيحة معدنية، لكن استمر الألم معها حتى تفاقم الأمر ووصل بها الحال لتصاب بشلل فى الوجه، ما أدى إلى استخدامها الكورتيزون الذى نتج عنه زيادة فى الوزن بشكل غير طبيعى.
وكانت سعاد تعالج من هذا المرض اللعين وهى فى مصر ولفترات طويلة على يد بعض من أساتذة طب الأمراض النفسية أمثال الدكاترة "أحمد فايق"، و"صالح حزين"، و"مصطفى زيور"، الذى كانت تعتبره أبا لها، وعُرف عنها أيضا أنها كانت لا تحب النوم الكثير وكانت شديدة الأرق لأنه كانت تأتيها أحلام مزعجة وكوابيس.