إخواني منشق: 15 % من «إخوان السجون» مقتنعون بـالمراجعات لكنهم يخشون بطش قيادات التنظيم
إخواني منشق: 15 % من «إخوان السجون» مقتنعون بـالمراجعات لكنهم يخشون بطش قيادات التنظيم
كتب: عمرو فاروق
كشف أحد شباب تنظيم الإخوان الإرهابي، المعنيين بطرح المراجعات الفكرية داخل السجون، عماد على، والذي تم الافراج عنه أخيرا عقب تبراءته من التهم المنسوب اليه، أن 15% من شباب التنظيم المسجونين مقتنعون تماما بكل ما ورد فى المراجعات الفكرية الاخيرة، وأن هناك الكثيرون يخفون تأييدهم خوفا من بطش وإرهاب قيادات التنظيم الارهابي.
وأشار عماد في تصريحات صحفية اليوم الأحد، أن قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي داخل السجون، استقبلوا هذه المراجعات برد فعل عنيف وصادم، لأنهم يعلمون جيدا أن المراجعات ستفتت جبهتهم بشكل كبير، وأنه تمت محاربتهم بمختلف الوسائل من قبل أنصار التنظين الارهابي، بدءا من التشويه ثم الاغتيال المعنوي حتى التعدي بالأيدي.
وأوضح عماد، أن المراجعات الفكرية التي قاموا بصياغتها داخل السجون، تضمنت محورين، الأول دراسة وتحليل جميع المواقف والإجراءات السياسية التى اتخذها تنظيم الإخوان الإرهابي، منذ ثورة 25 يناير(كانون الثاني)2011، والثاني تفنيد الأفكار التنظيمية والقناعات التي رسخ لها مؤسس تنظيم الإخوان الإرهابي، حسن البنا، وتبين من ذلك أن الإخوان تنظيم شمولي يخلط نفسه بالدين خلطا خطيرا وكارثيا.
وأكد عماد، أن أبرز النتائج التي توصلوا اليها داخل السجن اثناء صياغة المراجعات الفكرية، تمثلت في إعادة النظر في مفهوم الدولة عند الإخوان، الذي يترتب عليه مشروع الجماعة الأكبر، المتمثل في إقامة الخلافة الإسلامية، وما يستتبعه من نظرية للتغيير، والعلاقة مع الآخر من تيارات سياسية وأقباط، وكذلك العلاقة مع الدولة والمجتمع، ورفض التنظيم الشمولي الذي يخلط بين نفسه والدين خلطا يؤدي إلى نتائج خطيرة.
وأضاف عماد، أن السجن كان فرصة جيدة جدا للتفكير في الوقائع التي خاضتها الجماعة، وفرصة أيضا للقراءة والاطلاع على وجهات نظر وأفكار مخالفة لما نؤمن به، واكتشاف الأخطاء التي ارتكبها تنظيم الإخوان الإرهابي، على مختلف المستويات السياسية والفكرية والاجماعية.
كانت مصادر خاصة كشفت أن مجموعة من شباب الجماعة داخل سجن الفيوم العمومي، دشنوا حملة لتصحيح المفاهيم، وطرح مراجعات لأفكارهم التكفيرية والتنظيمية، في بيان صدر يوم 10 يوليو(تموز) الماضي، ودعوا مختلف عناصرالتنظيم بسجون مصر، لدخول في مبادرتهم وتطبيق بنودها على الأرض الواقع، وتقديم حسن النوايا مع النظام الحالي، وأنهم انتهوا خلال الأيام الماضية، من سلسة من النقاشات والتقييمات الخاصة بأداء الجماعة، تمحورت في شكل ورش للنقد الذاتي، تم فيها مراجعة مواقف الجماعة السياسية منذ أحداث 25 يناير(كانون الثاني) 2011 وحتى اللحظة الراهنة.
وأن قطاع الأمن الوطني، قام باستدعاء عدد من هذه العناصر لمناقشتهم، ومعرفة مدى جدوى هذه الورش والنقاشات، وهل ستخرج منتجاً فكرياً، يرقى أن يكون على غرار المراجعات الفكرية التي قدمتها الجماعة الإسلامية وتنظيمات الجهاد في نهاية التسعينيات من القرن الماضي.
وأوضحت المصادر، أن شباب الإخوان بسجن الفيوم العمومي، قسموا ورش المراجعات التي سمحت لهم الأجهزة الأمنية بإقامتها إلى محورين رئيسين، الأول محور المواقف السياسية للجماعة، والثاني محور المنطلقات الفكرية التي يتبناها التنظيم منذ تأسيسه عام 1928 .
وأن شباب الإخوان في سجن الفيوم العمومي، اتجهوا في خطين متوازيين: الأول تدوين نتائج هذه المناقشات والتي تعد بداية للمراجعات، في كتابين تم إنجاز أحدهما بعنوان "الصدمة .. بقلم متساقط على طريق الدعوة"، وقام بتدوينه الشاب حمزة محسن، والثاني في طريقهم للانتهاء من تدوينه، تحت عنوان: "المواقف السياسية لجماعة الإخوان"، من إعداد عمرو عبد الحافظ .
وأن الاتجاه الثاني، هو نشر هذه الأفكار بين السجناء السياسيين بسجن الفيوم العمومي، حتى تشكل بمرور الوقت رأياً عاماً بين السجناء يؤيد نتائج هذه المناقشات والمطارحات الفكرية، وبهدف تصحيح الأفكار التي تتسبب في نشوب الصراع بين الجماعة والنظام الحالي، وتقديم نموذج يقتدي به شباب الإخوان في مختلف السجون المصرية .