ماهر فهمى يكتب: عندما رحل ابن جهينة

وجلب على السجع وجع الدماغ.. ونزلت على جنح السب والقذف كالمطر.. لدرجة أننى أردت أن أوقع ماهر جنح.. حتى كانت قضية المهندس حسن عابدون عضو مجلس الشورى ورئيس اتحاد الكرة فرفع بصفته البرلمانية علىَّ جناية.. عندما عدنا من المغرب فى البطولة الأفريقية بمستوى يصل لحد الفضيحة.. فرفع علىَّ جناية.. أى أمام محكمة الجنايات..لأننى أطلقت عليه هيتشكوك وهو مخرج أفلام الرعب الشهير.. وانتهت بالصلح.. وكان نتيجت الحملة التى أثرتها أن حل الدكتور عبد الأحد جمال الدين رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة اتحاد الكرة وكتبت فى الضربة القاضية أن عبدون يلف حول اتحاد الكرة ويهتف أحد.. أحد وذهبت ليلا إلى حفل لاتحاد الشرطة الرياضى وكان بالصدفة أن جلس الثلاثى الوزير ذكى بدر وعبدالأحد وعبدون جالسون إلى جوار بعضهم وكنت صديقا للوزير ذكى بدر فلما رأنى نظر إلى حسن عبدون وقال: أحد..أحد.. فضحكت وضحك الثلاث. ومن كثرة الجنح كان أنيس عندما لا يتلقى إعلانات بجنح.. يأتى إلى مكتبى ويسألنى: أنت عيان ألف سلامة.. وأقول: أنا كويس ياريس.. طب فين الإعلانات والقضايا.. وهو متأكد أننى أحصل فى كل القضايا على البراءة من أول جلسة.. ما عدا قضية واحدة: وهى قضية طلعت عبد الحميد.. فطلعت كان أمين صندوق الأهلى ويكتب فى آخر ساعة ويهاجم صالح سليم بشراسة وبخروج من المألوف..  وصالح تلميذ مختار التتش والمحافظ على تقاليد النادى الأهلى.. وكان رمزى وأنا كابتن السباحة.. ورغم قربى من صالح إلا أننى لم أتمسح فيه.. وكذا هو عودنا.. فلما كنت أدافع عن صالح بشراسة.. هاجمنى طلعت فى شخصى.. فرددت عليه بأقسى المقالات وكان عنوانها لغة حارة القرود ووضعت صورته.. وفى الدرجة الأولى للقضية حكم على ستة أشهر حبس.. وقابلنى صالح.. وقال لى: يامجنون.. ثم نظر لسعيد سيدهم محامى النادى وأنا كنت لجأت لهانى جرانة المحامى الدولى الكبير.. وقال صالح لسعيد: لو ماهر اتحبس يوم ما تعرفنيش.. وترافع مكتب هانى جرانة.. ثم ترافع سعيد قائلا: المادة 3 والمادة 10 إجراءات كفصل على أن تنازل عن أحد المتهمين فى السب والقذف والزنا.. تنازل عن باقى المتهمين وهم قد تنازلوا عن أنيس منصور ولم يرفعوا حصانة مجلس الشورى عنه.. وكان واجبا على قاضى أول درجة أن يبطل القضية.. وبعد المداولة حكمت بغرامة 200 جنيه وكان الله يحب المحسنين وترتب على هجوم طلعت علىّ.. وردى عليه أننى أخذت وش أحمد علام رئيس القسم الرياضى بآخر ساعة.. وكتبت مقال بعنوان: علام مركة مسجلة.. وكنا فى الطائرة فى طريقنا إلى تونس لتغطية مباراة للمنتخب.. ووجدنى طارق سليم كابتن الطائرة جالسين إلى جوار بعض فهدأ النفوس.. وقال:فين الدم.. فقلت: الإختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية.. فقال: ود..ود.. ووصلنا إلى تونس العاصمة.. وطلب نعمان وعباس لبيب إن يقيما فى فندق أفريقيا مع الفريق.. واستجيب لطلبهما.. فهاج أحمد علام لأننا حجز لنا فى فندق أوربا وهو أعلى درجة من أفريقيا ولكن أحمد يأكل فى نفسه لتميز إتحاد الكرة لنعمان وعباس لبيب.. ونحن مجتمعين فى غرفتى كل النقاد.. مندهشين من زعل أحمد.. إذا بأحمد عبد الفتاح رئيس إذاعة الشباب والرياضة يأتينا منزعجنا ويقول: أحمد مات..أحمد مات.. واستدعينا الطبيب فأكد أن أحمد الشهير بابن جهينة لقى ربه.. وجرينا ننهى الإجراءات لشحن جثمان زميلنا أحمد.. وذهبنا إلى القاضى فى منزله لأنه كان فى يوم إجازة.. وصرح بسفر الجثمان بعد موافقة الطبيب الشرعى.. وفعلا نجحنا.. وسافر ابن جهينة ليدفن فى أرض الوطن.. وفى نفس الرحلة كان يوجد كامل البيطار أشهر مذيعى صوت العرب بعد أحمد سعيد.. وكنا بعد تونس نحن فى طريقنا للسفر للمغرب لتغطية بطولة ألعاب البحر المتوسط.. وكان كامل يقيم فى فندق آخر وسرق بدل سفره.. ولكننا حوطناه حتى وصله مبلغ من مصر وسافرنا إلى المغرب لنقضى أياما جميلة فى الدار البيضاء.