رحيل «إطفائى الحرائق» .. ينذر بحرب أهلية بين أكراد العراق قبل إعلان دولتهم

رحيل «إطفائى الحرائق» .. ينذر بحرب أهلية بين أكراد العراق قبل إعلان دولتهمرحيل «إطفائى الحرائق» .. ينذر بحرب أهلية بين أكراد العراق قبل إعلان دولتهم

* عاجل4-10-2017 | 20:25

كتب: أحمد محمود

فى توقيت غاية فى الحرج بالنسبة لأقليم "كردستان" تم أمس الثلاثاء إعلان وفاة جلال طالبانى الزعيم الكردى المناوىء لمسعود بارزاني، والرئيس السابق للعراق، أول رئيس  تم تعيينه بعد إسقاط نظام صدام حسين.

رحل طالبانى عن عمر ناهز 84 سنة، تاركاً خلفه انقساماً كردياً يزداد اتساعاً حول موقف محافظات الأقليم الكردى الأربعة (أربيل ودهوك والسليمانية وحلبجة) من الاستفتاء على انفصال الأقليم، وبدأت السليمانية، معقل الراحل طالبانى الذي يوصف بأنه «إطفائي الحرائق» تتراجع عن التمسك بنتائج الاستفتاء، في مقابل دعوة أطلقها رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى «إدارة مشتركة لكركوك والمناطق المتنازع عليها على أن تكون لبغداد» السلطة المطلقة في إطار هذه الترتيبات».

منذ أيام قليلة

توفى طالبانى بعد أيام قليلة جدا (بحساب الزمن) من إعلان نتائج استفتاء انفصال الأقليم عن العراق، والانتفاضة العالمية والأقليمية والعربية ضد هذا الإجراء أحادى الجانب، ومع غياب الرجل قد تختل موازنات ومعادلات عديدة أو كما تقول صحيفة "الحياة" الأليكترونية فى تقرير لها اليوم إن طالباني الذي يعرف عراقياً بأنه «صمام أمان» و «إطفائي الأزمات» تردد اسمه كثيراً خلال الأيام الماضية، خصوصاً وسط انصاره المنقسمين على أنفسهم منذ مرضه قبل سنوات، وحول ما بات يوصف بـ « تفرد زعيم الإقليم مسعود بارزاني بالقرار الكردي».

وأضافت "الحياة أنه قبل ساعات من إعلان وفاة طالباني، أصدرت زوجته هيرو إبراهيم التي تعد من أبرز قادة «حزب الاتحاد الوطني»، بياناً شديد اللهجة وجهته إلى خصمه اللدود بارزاني ودعته إلى التراجع عن «خطأ الاستفتاء»، واعتبرت المجلس الذي شكله بديلاً لـ «مجلس الاستفتاء» على الانفصال، «مجلس قيادة ثورة»، في إشارة الى حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وأخذت زوجة الراحل طالبانى علي بارازانى عدم الاستماع الى تحذيرات دولية، وقالت إن «الشعب الكردي يدفع ضريبة التحدي الذي أقدم عليه» بارزاني.

ليس الانقسام الوحيد

لم يكن ما سبق الانقسام الوحيد فى الجبهة السياسية الكردية، وموقفها من الاستفتاء ، فقد حدثت انفسامات فى حزب بارازنى، وانتقدت حركة «التغيير الكردية المعارضة» مسعود بارازنى، وكانت قد أعلنت من قبل أنه إذا لم يطبق الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة بارزاني شروطها المتمثلة بتأجيل الاستفتاء وتحسين الظروف، كما انتقدت انفراده  بالقرار واتهمته بأنه وراء «الأزمة المالية والفراغ القانوني وعدم وجود العدالة الاجتماعية ووضع حياة المواطنين والسلم الاجتماعي على محك خطر كبير، بسياساته السابقة.

هذه المواقف الكردية، خصوصاً في السليمانية، أخذت تبتعد شيئاً فشيئاً عن مواقف بارزاني المتمسك بالاستفتاء، والمراهن على تفكك الإجماع الإقليمي والدولي على رفضه.

وقرر نواب السليمانية من حزبَي «الاتحاد الوطني» و «التغيير» كسر المقاطعة الكردية للبرلمان الاتحادي، على رغم تعرضهم أمس للإهانة، عندما رفض نواب «التحالف» الشيعي، دخولهم إلى قاعة المجلس وطالبوا بتعليق عضويتهم بحجة تصويتهم في «استفتاء غير دستوري».

ردود فعل

وأثارت زيارة بارزاني التى تمت أول من امس الاثنين إلى محافظة كركوك، ردود فعل قوية من نواب من المكون التركماني في المحافظة المتنازع عليها بين حكومتي أربيل وبغداد.

و وصف عضو البرلمان العراقي جاسم جعفر في مؤتمر صحفي الاستفتاء التي أصر عليه بارزاني بأنه "جاء للقضاء على التركمان في العراق"، واعتبر رئيس الجبهة التركمانية في البرلمان العراقي أرشد الصالحي تأكيد بارزاني على "كردستانية كركوك، ولقائه قادة المحاور القتالية والقادة السياسيين الأكراد بمثابة إعلان رسمي لحرب قومية".

غنية بالنفط

كركوك الغنية بالنفط شاركت في الاستفتاء الذي ترفضه حكومة بغداد ويلقى رفضا من المجتمع الدولي، وشهد تصويتا بالموافقة على الاستقلال من 92 بالمئة من الناخبين.

وكان البرلمان العراقي أصدر بالتزامن مع الاستفتاء الذي أجري في 25 أيلول/ سبتمبر مجموعة من القرارات أبرزها "الزام القائد العام للقوات المسلحة (حيدر العبادي) بالحفاظ على وحدة العراق، ونشر القوات في كل المناطق التي سيطر عليها الإقليم بعد 2003".

أما خبر وفاة طالباني الذي يحظى باحترام شعبي ورسمي فخلق أجواء من التعاطف مع حزبه ومع معقله في السليمانية، ويتوقع مراقبون أن يتحوّل مجلس عزائه، الذي سيحضره كبار المسؤولين ورجال الدين، إلى ورشة عمل سياسية لإيجاد حل للأزمة التي خلّفها الاستفتاء.

ويبقى أن التوترات والتخوفات موجودة في كل مناطق العراق، لا توجد محافظة أو منطقة ليس بها تخوف من القادم ، وليس فقط منطقة الشمال التى تقع فيها محافظات الإقليم الكردستانى.

أضف تعليق