يعتقد البعض أن مصر بلد صحراوي لا تحتوي إلا على الآثار فقط ويجهلون أن البيئة الطبيعية المصرية غنية بما لا يوجد في بلدان العالم، وهذا الغنى لا يقتصر على النباتات والحيوانات فقط، حيث أن الجيولوجيا المصرية أيضا يوجد بها أماكن فريدة، لا توجد في مناطق أخرى من العالم، ومن تلك المناطق الفريدة هي محمية قبة الحسنة التي تتميز بتركيب جيولوجي فريد وهذا ما ستتحدث عنه السطور القادمة.
وتعتبر محمية قبة الحسنة من المحميات المنسية والتي تقع بمنطقة أبو رواش في نهاية وادي الحسنة، على طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي، على بعد 8 كيلومترات شمال غرب أهرامات الجيزة، وتبلغ مساحتها حوالي كيلو متر مربع، وتتميز هذه المحمية بتركيب جيولوجي وهو جزء من تركيب أكبر معروف باسم تركيب أبو رواش.
ومع وجود تحدب حديث في أواخر العصر الكريناوي، ما أدى إلى تكوين سلسلة معقدة من القباب والمقعرات، حولت المنطقة إلى جزيرة من الكريناوي الأعلى حيث ظلت مرتفعة، ويقع على الخط الذي يربط الطيات المحدبة بمناطق المغارة بسيناء مارا بأبي رواش إلى الواحات البحرية، ولذلك هي تمثل ظاهرة جيولوجية فريدة
وأُعلن عن ضم محمية «قبة الحسنة» بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 946 لسنة 1989 بمساحة 1 كم 2، ويصل عمرها إلى 100 مليون عام من العصر «الكريتاوى»، وتتميز المنطقة بالحفريات الدالة على البيئات القديمة، ويصل أقصى ارتفاع للقبة إلى 149 مترا، عن سطح البحر في الجزء الغربى منها، أما أقصى ارتفاع في الجزء الشرقى، فيصل إلى 109 أمتار
لها أهمية عالمية خاصة لدارسي علم الجيولوجيا، كما تتميز بوجود بعض النباتات النادرة والتي لا توجد في شمال مصر إلا في هذه المنطقة، مثل نبات سلسو باكو، وهو من النباتات الشحرية القزمية ذات الجذع الخشبي، وله أهمية رعوية لكافة أنواع الحيوانات.
المحمية تحتوي على صخور وتكوينات طبيعية فريدة، وتتميز بمناخ جاف معتدل، متحفا طبيعيا مفتوحا للحياة القديمة على الأرض وبيئتها خلال العصر الطباشيري العلوي، أي منذ نحو 100 مليون سنة مضت، وتنتشر فيها حفريات لنباتات سرخسية، وحيوانات أولية تتبع الجوفمعويات والاسفنجيات البحرية، بالإضافة إلى حفريات مرشدة للحيوانات المرجانية ساعدت على تحديد عمر طبقات الصخور القديمة.