ثماني سنوات مرت علي زئير الشعب في وجه التطرف والإرهاب ليعلو بعدها صوت الوطن ويُطمس نعيق الغرابيب السود ،ويتبدل حال الفوضي الي وضعية الاستقرار بعد ان رفض الشعب المصري التنازل عن هويته ومعالم دولته الوطنية أمام تهديدات خوارج العصر من جماعة الإخوان الإرهابية التي أردت خطف مصر الي المجهول لتلحق بدول أصبحت ركاماً بجنبات الإقليم.
شهر يونيو لم يحمل للوطن فقط ثورة حررت مصر من أغلال إفشال الدولة، بل أيضا شهد نفس الشهر تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كسر تلك الأغلال وانطلق بمصر نحو الجمهورية الجديدة، وكأنها الأقدار تتحدث أن مصر باقية منتصرة بمعركة الوجود، فهي تكون أو لا يكون الإقليم فمصر حجر الزاوية الذي يرتكز عليها المنطقة العربية و القارة الأفريقة و العالم الإسلامي و منطقة شرق المتوسط وأيضا وادي النيل، فالشعب المصري بتماسكه والتفافه حول قائده استطاع أن يضمن عبر استقراره الداخلي استقرار مختلف الدوائر الإقليمية المرتبطة بالدولة المصرية ليبقي السؤال الأسوأ ماذا وأن لم تكن ثورة 30 يونيو ؟!، الإجابة لم تكن لتقتصر علي الفوضي وضياع الدولة المصرية بل كانت ستشمل الإجابة فوضي إقليمية هي الأسوأ علي مدار تاريخ البشرية.
ليس من باب المبالغة ان نرهن إستقرار مصر باستقرار عدد من المناطق والإقاليم المتشابكة معها ،وللاستدلال علي هذا يمكن رصد الأوضاع الان في العديد من الدول المجاورة وكيف انها تتجه للاستقرار بعد أن استقرت مصر وحققت قوتها الشاملة التي مكنتها من أحداث دور إقليمي إيجابي مستخدمة في ذلك الدبلوماسية والردع معاً ،ما حقق المكاسب المتعلقة بالسلم والأمن الإقليمي ولفت أنظار المجتمع الدولي ان القاهرة أصبحت عاصمة القرار الأقليمي.
ثورة يونيو والتي مهدت الطريق الي الجمهورية الجديدة استطاعت أن تدشن قوة مصر الشاملة بعد أن تحصن الوطن بشعبه وجيشه وأصبح العمل والتضحية نهجا ودستورا مكّن المصريون من انجاز ما يصل للاعجاز في سبع سنوات فقط ، فما تحقق علي صعيد تثبيت مؤسسات الدولة وتحديثها أو ما يتعلق بمحاربة الإرهاب والإصلاح الاقتصادي وخوض معركة التعمير والبناء أو تلك الجهود الغير مسبوقة في إطار بناء الإنسان هذا فصلا عن العمل الإقليمي والدولي الغير مسبوق والذي وضع مصر في مكانة دولية فريدة ، بالتأكيد السطور لن تتسع لرصد تفاصيل المعجزة المصرية التي تحققت خلال تلك السنوات الماضية ولكن الواقع شاهد عيان علي ما تحقق من إعجاز.
30 يونيو ثورة أذنت بميلاد جمهورية جديدة طالما حلم بها الشعب المصري وناضل من أجلها علي مر العقود ،ليأذن المولي الآن ان يكافىء تلك الدولة المناضلة وتنتطلق جمهوريتها الجديدة المستندة علي قوة الجبهة الداخلية والمؤثرة إيجابيا بجبهتها الخارجية ،جمهورية تليق بمكان ومكانة مصر التي أسست لها الجغرافية ورسخ لها التاريخ ، جمهورية في حاجة لمزيد من العطاء والعمل المستمر مننا جميعاً حفاظاً علي ما تحقق ولحصد المزيد من المكتسبات لتحيا مصر وتستطع شمس الجمهورية الجديدة في سماء الدنيا.