في سلسلة من 7 أوراق بحثية نُشرت الجمعة في دورية "الكيمياء الحيوية" الأميركية (Biochemical Journal)، حدد العلماء 15 جزيئاً تمنع تكاثر كورونا داخل الجسم البشري، وذلك عن طريق منع إنزيمات الفيروس من الاتحاد بالخلايا البشرية أو اختراقها.
وكان الباحثون قد أجروا اختباراً لنحو 5 آلاف جزيء على مدار العام الماضي، بهدف معرفة الجزيئات الدوائية الأكثر فعالية في إعاقة ال إنزيمات السبعة التي يستخدمها فيروس كورونا للتكاثر داخل الجسم.
وبعد اختبار تلك الجزيئات، وجد الفريق العلمي 15 جزيئاً يثبط عملية تكاثر الفيروس بنجاح، 3 منها موجودة بالفعل في علاجات حصلت على موافقة سابقة من إدارة الدواء والغذاء الأميركية FDA.
الدواء الأول يُدعى "سورامين"، وهو مسحوق مُعد للحقن حصل من قبل على موافقات لعلاج مرض النوم الإفريقي والعمي النهري. ويقول الباحثون إن هذا الدواء المضاد للطفيليات يُقلل من حمل الحمض النووي (الريبي) الفيروسي داخل الخلايا وخارجها، عن طريق تثبيط ال إنزيمات المسؤولة عن نسخ الفيروس داخل الخلايا البشرية.
أما العقار الثاني فهو دواء مخصص لعلاج الورم "الميلانيني"، ويسمى "لوميغوتراب"، ويقول الفريق الذي أشرف على الدراسة إن له خصائص مضادة للفيروس.
ويشير الباحثون إلى أن دواء "ترافيليوبرادول" المستخدم لعلاج حالات الفصام والهوس، يقوم هو الآخر بمنع الفيروس من التكاثر، ما يسمح للجهاز المناعي بالقضاء عليه بسهولة.
ولا يزال هناك عدد قليل من خيارات الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج المرضى المصابين بالفيروس سواء لتقليل الأعراض أو تسريع وقت الشفاء. وقد وُجد الدواء مهماً بشكل خاص للمجموعات التي تكون فيها اللقاحات أقل فعالية، مثل بعض المرضى المصابين بسرطان الدم.
ويقول مدير الأبحاث في معهد "كريك" للفيروسات، جون ديفلي، وهو المؤلف الرئيسي للأوراق البحثية، إن فريقه طوّر مجموعة من الأدوات الكيميائية لفحص آلاف الجزيئات الموجودة في الأدوية المتاحة بالفعل في الأسواق والحاصلة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية، بهدف البحث عن مواد يُمكنها منع الفيروس من التكاثر أو القضاء عليه بشكل كامل.
ويُشير ديفلي إلى أن الجزيئات التي تم التأكد من فعاليتها تستهدف إنزيماً يُسمى NSP14، ويُعد المسؤول عن تكاثر فيروس كورونا داخل الخلايا البشرية.
وتم دمج الجزيئات بدواء "ريميديسفير" في التجارب المعملية لمنع تكاثر الفيروس داخل الخلايا البشرية.