افتتاحات تلو افتتاحات وإنجازات بعدها إنجازات وكل افتتاح له رسائل ودلالات ولكل إنجاز قصة وكفاح و فى الثالث من يوليو ذلك التاريخ الذى يُعد إعادة كتابة لتاريخ مصر ، و اليوم مع افتتاح الرئيس للقاعدة البحرية العملاقة نجد أن اختيار هذا التاريخ إسماً للقاعدة البحرية بمنطقة جرجوب بمحافظة مطروح المطلة على البحر المتوسط لم يأتى هكذا مصادفة بل هو رسالة هامة أننا نحترم تواريخ كفاحنا وان هذا الكفاح مستمر ومتجدد على الدوام تماشياً مع خطورة وأهمية المرحلة ولما لهذه القاعدة من أهمية استراتيجية كبرى للدولة المصرية و لدولة ليبيا الشقيقة من الناحيتين الأمنية والاقتصادية ، كما تُعتبر أمناً قومياً لمصر وليبيا ورسالة الى الطامعين فى ثروات ليبيا الشقيقة ، تأتى خبرة القيادة المصرية بالواقع الذى تحياه منطقة شرق المتوسط رأت أنه من الضرورى إنشاء تلك القاعدة ،والتى تُعد أكبر قاعدة بحرية فى المنطقة، لحماية مصر وأمنها القومى الذى يمتد لحماية دول الجوار وتقديم الدعم لها ، وذلك لما تدركه مصر من حجم المخاطر فى هذا الإتجاه فكان قرار الإنشاء كرسالة إلى كل من يهمه الأمر.
إن افتتاح هذه القاعدة البحرية الهامة على هذه المساحة الشاسعة فى هذا التوقيت الفارق ستوفر دعماً لوجيستياً للقوات المصرية لمواجهة التحديات والتهديدات بالمنطقة و حماية للمصالح الاقتصادية المصرية، وتأمين الملاحة العالمية فى منطقة شرق المتوسط .
يأتى ذلك تزامناً مع ما جاء على لسان وزير الخارجية بتحويل قضية ملف سد النهضة من وزارة الخارجية لوزارة الدفاع والمخابرات العامة ، وخصوصاً بعدما قامت دولتى المصب مصر والسودان بالتوجه لمجلس الأمن كآخر الحلول السياسيه على الرغم من علمنا بما جاء أمس فى حديث صحفى على لسان الرئيس الحالى لمجلس الأمن ( فرنسى ) بقولهم بأنه ليس لديهم ما يقدمونه فى قضية سد النهضة سوى دعوة الأطراف للحوار ونعلم الصلف الإثيوبى المستفز الذى قد يدفعنا الى الحفاظ على حقوقنا المائية مهما كلفنا ذلك على الرغم أن قيادة مصر تتجنب الدخول فى صدام مسلح ، ولكن وكما جاء فى الكلمة الإفتتاحية القوية لاحتفالية افتتاح قاعدة 3 يوليو على لسان مقدم حفل الإفتتاح العميد ياسر وهبة قائلاً إن قدر مصر كان ولا يزال مرهونًا دائمًا بقدر أمتها، وتعى مصر جيدًا أن أمنها القومى جزء لا يتجزأ من الأمن القومى العربى وسعى مصر الدائم لامتلاك القوة يأتى من رغبتها فى تحقيق السلام ، فلسنا دُعاة حروب أو صراعات أو نزاعات، لكننا فى الوقت ذاته، إذا فُرض علينا القتال دفاعًا عن حقوقنا ومكتسبات شعبنا فنحن أهله ودروس التاريخ تؤكد للقاصى والدانى، أن مصر وإن طال صبرها إلا أنها لا يمكن أبداً أن تفرط فى حق من حقوقها.
واستدل بقول شاعر النيل حافظ ابراهيم متحدثاً على لسان مصر العظيمة { أنا إن قدر الإله مماتى لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى، ما رمانى رامًا وراح سليماً، من قديم عناية الله جندى، كم بغت دولةً علىّ وجارت ثم زالت، وتلك عقبى التعدى، أمن العدل أنهم يردون الماء صفواً وأن يُكدر وردى ، لا والله لن يُكدر وردى }.
وقد جاءت كلمات الوثيقة التاريخية لإفتتاح قاعدة ٣ يوليو البحرية و التى وقعها السيد الرئيس كلمات قوية حاسمة { بسم الله الرحمن الرحيم وباسم شعب مصر العظيم وانطلاقا من مسئوليتنا تجاه تعزيز القوة الشاملة للدولة، وتعظيم القدرات المصرية فى كافة المجالات والقطاعات، وفى مقدمتها القوات المسلحة ودورها فى حماية مقدرات الدولة واستكمالا لمسيرة تعزيز ركائز الأمن القومى المصرى على كافة الإتجاهات الإستراتيجية ومتوكلا على الله سبحانه وتعالى. نعلن نحن عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية إفتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية بمنطقة جرجوب، لتمثل إضافة جديدة على الاتجاه الإستراتيجي الغربي فى نطاق الأسطول الشمالى وتختص بتأمين مقدرات الدولة الاقتصادية وتأمين خطوط المواصلات البحرية والمحافظة على الأمن البحر باستخدام المجموعات القتالية من الوحدات السطحية والغواصات والمجهود الجوى}.
وهنا يجيئ دور شعب مصر البطل الذى طالما نجده خلف القيادة بثقة تامه فى أن قيادتنا التى لم تفرط فى ذرة من ثرى مصر الطاهر من قبل ، لم ولن تفرط فى نقطة مياه من حقوقنا المائية ، لابد من الإصطفاف خلف القيادة والدعم الكامل لما تتخذه من قرارات فى هذا الشأن مع العلم بأن الحياد فى هذه الظروف يُعد خيانة للوطن وإهداراً لمقدراته ، بل يجب علينا الإنحياز بكامل ارادتنا لما تراه مصر ممثلة فى قيادتها الرشيدة التى تسعى بكل الجهد فى الحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب المصرى ، علينا أن ننبذ الخلاف وان نعمل على تغليب المصلحة العليا للوطن على أية مصالح خاصة.