عز.. نجم الهجمات المرتدة

عز.. نجم الهجمات المرتدةمحمد رفعت

الرأى5-7-2021 | 16:14

يبدو أن "دراما الجواسيس" ستظل هى تميمة النجاح وبوابة الوصول إلى النجومية وقلوب الناس، التى يحفر من خلالها نجوم التمثيل الكبار أسماءهم بحروف من نور فى سجل تاريخ الأعمال الدرامية الأكثر نجاحًا، رغم التذبذب الواضح فى مستوى تلك الأعمال من عام لآخر.

وبعد أن حجز الفنان عادل إمام مكانه فى لوحة الشرف بمسلسل "دموع فى عيون وقحة"، جاء النجم الراحل محمود عبد العزيز ليقدم أروع أدوار الجاسوسية فى رائعة "رأفت الهجان"، ثم يأتى النجم الوسيم أحمد عز هذا العام لينافس بقوة من خلال أحدث أعمال دراما الجاسوسية وهو المسلسل الناجح "هجمة مرتدة"، الذى استحوذ على إعجاب الملايين عند عرضه فى رمضان الماضي.

والحكاية بدأت فى السبعينيات من خلال حلقات تليفزيونية فيلمية بعنوان «جاسوس على الطريق» من بطولة «زيزى البدراوى» و«يوسف شعبان» و«إبراهيم خان»، وكان عملاً جيدًاوقبل أبطاله بشجاعة تجسيد وإتقان دور الجاسوس الخائن للوطن فى حين رفضت نجمة مخضرمة مثل سعاد حسنى دور «عبلة» فى فيلم «الصعود إلى الهاوية»، فلما قبلته «مديحة كامل» أصبح سببًا فى شهرتها وانتقالها إلى خانة نجمات الصف الأول..

لكن القفزة الكبرى بلا شك كانت مع مسلسل «دموع فى عيون وقحة» بطولة «عادل إمام» و«معالى زايد» و«محمود الجندى» وإخراج «يحيى العلمى» وسيناريو وحوار «صالح مرسى»، كان أفضل ما قدمه المسلسل عرض شخصية «جمعة الشوان» أو «أحمد الهوان» بكل طبيعتها البشرية بدون إضفاء لحالات ملائكية، ومع موسيقى «عمار الشريعى» أصبح العمل راسخًا فى أذهان مشاهديه.

أما مسلسل «رأفت الهجان»، فقد حقق شهرة أكبر وفتح شهية الجميع لتقديم دراما الجواسيس سواء فى السينما أو فى التليفزيون الذى قدم عملاً مهمًا لم يأخذ حظه من المشاهدة هو «السقوط فى بئر سبع» وهو آخر أعمال الراحل «نور الدمرداش» كمخرج، وقام باستكمال مونتاجه زميله الراحل «أحمد توفيق»، وهو أيضًا مأخوذ عن ملفات المخابرات العامة ولعب فيه «سعيد صالح» و«إسعاد يونس» دورين فى منتهى الصعوبة لأب وأم يمارسان التجسس باحتراف.

كما توالت الأعمال التليفزيونية متفاوتة المستوى سواء بين نجوم الجيل القديم «نور الشريف» مثلاً وحلقات «الثعلب» مع «إيمان»، أو فى الأجيال الجديدة «مصطفى شعبان» وحلقات «العميل 1001»، و «منة شلبى» وحلقات «سامية فهمى»، و"عابد كرمان" وأخيرًا "هجمة مرتدة".

سر جاذبية دراما الجاسوسية هى أنها مثالية فى تقديم التشويق والإثارة مع عرض وجهات النظر السياسية والوطنية واستغلال تنوع أماكن التصوير فى تقديم مشاهد ثرية بصريًا، وهى أيضًا فرصة رائعة للممثل لكى يقدم شخصية ثرية خاصة إذا كانت تعيش تحولات متنوعة، وتعيش حالة حيرة وقلق وخوف وكلها أطياف من المشاعر والأحاسيس تبرز القدرات والإمكانات، مع ضرورة دراسة المؤلف لعالم الجاسوسية وآليات العمل به وتفصيلاته الدقيقة.

أضف تعليق