الهند تنافس الصين فى إفريقيا

الهند تنافس الصين فى إفريقياحسين خيري

الرأى5-7-2021 | 16:16

خبر طازج.. الهند تسعى بخطى ثابتة لتصبح الشريك الأكبر فى قارة إفريقيا، وهذا ليس حديثا للفضفضة، وإنما طبقا لمقال كتبه "هارش بانت" مدير بمؤسسة أوبزرفر للأبحاث، والسؤال الحائر ماذا ستفعل الولايات المتحدة؟ قد نجد له إجابة لاحقا.

وفى نفس الوقت الركود يصيب نفوذ أمريكا العالمي، وكذلك النفوذ الأوروبي يتضاءل، ومن جهة أخرى تصبح الصين القوة الرائدة فى أغلب مناطق إفريقيا وفى جنوب شرق آسيا، وهذا الكلام نشره موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، ويوضح مدى توسع النفوذ الصيني، وتصاعد نموها الاقتصادي فى القارة.

وقد يقول قائل إن تمدد النفوذ الصيني ليس بجديد، ولكن كان العامل المؤثر فى زيادة هذا التمدد، والذي يجهله الكثير، هو انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقيات التجارة الإقليمية، ويعد سببا فى ترجيح كفة الصين، ولا يعني ذلك أن أمريكا فقدت قوتها، فمازالت لها النفوذ الأقوى فى 50 دولة حول العالم، بينما الصين تمتلك نفوذا قويا فى 34 دولة، ولهذا لم يذكر التقرير كلمة سقوط وقال ركود.

وبالعودة إلى الهند، يشهد المراقبون استمرار الزيارات رفيعة المستوى، وتواصل الهند فى إمداد الدول الإفريقية بالأدوية والمعدات الطبية خلال فترة جائحة كورونا، ومن الدلائل المؤكدة لتوغل الهند فى القارة السمراء موافقة إدارة جو بايدن بعد تعنت على تعاون جنوب إفريقيا و الهند فى إيجاد حل دائم لجائحة كورونا، وقدمت الهند فى الفترة السابقة 24 مليون لقاح كوفيد إلى 42 بلد إفريقي.

ومن المؤشرات الأخرى الكاشفة عن قوة الشراكة الهندية الإفريقية انعقاد ثلاث قمم لمنتديات اقتصادية فى أعوام 2008 و2011 و2015، ومن المقرر تعقد الهند مؤتمرها الرابع قريبا هذا العام.

والمؤتمر الرابع يعقده اتحاد الصناعة الهندي مع بنك التصدير والاستيراد الهندي، ويهدف إلى دعم البلدان الإفريقية المشاركة بإمكانيات فنية فى مجالات الصحة والزراعة وفى الصناعة الرقمية، وتقدم كل ذلك بشفافية وبشكل مستدام.

وتختلف إجراءات الاقتراض الهندي عن الصين وصندوق النقد الدولي، ف الهند تقرض بدون شروط، وقدمت الهند حتى الآن 11 مليار دولار للقارة، بالإضافة إلى مساعدات تقدر بمئات الملايين وآلاف المنح الدراسية.

وتسجل مؤسسة أوبزرفر أرقاما صادمة للقارئ عن قوة العلاقة بين الهند وإفريقيا، فقد تنامت التجارة الهندية بصورة سريعة حتى تجاوزت حاليا
الـ 66 مليار دولار، وبذلك تكون الهند من أكبر المستثمرين فى القارة.

والوضع الآن يظهر التنافس الكبير بين الصين و الهند على تواجدهما فى إفريقيا، فالأولى ترمي بثقلها فى تطوير الصناعة واستخراج الموارد الطبيعية، وتركز الهند على تنمية الموارد البشرية الإفريقية.

ويميز الهند عن الصين الروابط اللغوية والثقافية مع العديد من بلدان إفريقيا، فكثير من الأفارقة يتحدثون لغة الماندرين الهندية بالإضافة إلي الإنجليزية، وأثناء الاستعمار الإنجليزي على الهند رحل آلاف الهنود إلى إفريقيا، ويقدر عدد الهنود حاليا بنحو 3 ملايين هندي.

وما سبق يثبت حقيقة أن إفريقيا ستظل الكنز الضخم لنمو اقتصاد أي قوة عالمية، ولذا يسعى ماكرون لعودة النفوذ الفرنسي فى الدول التي كانت تحتلها فرنسا، أما الولايات المتحدة مازالت ترقص على السلم فى إفريقيا، كانت الإدارة السابقة تصف دول أفريقيا بألفاظ سيئة، ويعتزم بايدن الآن تصحيح الأوضاع ومواجهة النفوذ الصيني والروسي فى إفريقيا.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2