استقبلت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، مساء أمس الثلاثاء، وزير الصحة بدولة السودان الدكتور عمر النجيب، بديوان عام الوزارة، لبحث سبل التعاون المشترك فى إطار عمق وترابط العلاقات بين مصر و السودان ومد جسور التعاون بين البلدين الشقيقين، بحضور كل من الدكتور محمد حسانى مساعد وزيرة الصحة والسكان لمبادرات الصحة العامة، والدكتور علاء عيد رئيس قطاع الطب الوقائى، والدكتور محسن طه رئيس قطاع الطب العلاجى، والدكتور حسام حسنى مستشار الوزيرة للتميز الإكلينيكى وأمين عام الزمالة المصرية ورئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، والدكتور محمد جاد مستشار الوزيرة للعلاقات الصحية الخارجية، ومن الجانب السوانى كل من سفير دولة السودان بالقاهرة السفير محمد إلياس، ومدير عام الإدارة العامة للصحة العالمية بوزارة الصحة السودانية الدكتورة أمل الفاتح، ومدير الإدارة العامة للطوارىء ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة السودانية الدكتور محمد حافظ، والملحق الطبى بالسفارة السودانية الدكتور رشيد حمزة.
وأكدت وزيرة الصحة والسكان حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على تقديم كل سبل الدعم الصحى للأشقاء السودانيين، بما يساهم فى دعم المنظومة الصحية بالدولة الشقيقة، انطلاقًا من المسؤولية المشتركة بين البلدين ودور مصر الريادى فى القارة الإفريقية.
وأوضح الدكتور خالد مجاهد مساعد وزيرة الصحة والسكان للإعلام والتوعية والمتحدث الرسمى للوزارة، أن الاجتماع تناول مناقشة ملفات التعاون المشتركة بين الجانبين لدعم القطاع الصحى ب السودان فى مجالات مكافحة الأمراض المعدية والوبائية، والتعليم الطبى المهنى، بالإضافة إلى توطين صناعة الدواء بالدولة الشقيقة، وتبادل الخبرات بين البلدين فى مواجهة فيروس كورونا وتوفير اللقاحات.
وأضاف مجاهد أن الوزيران ناقشا العمل بمبادرة "رئيس الجمهورية لعلاج مليون إفريقى من فيروس سى" بالسودان، إذ أكدت الوزيرة أن الوفد المصرى أنهى خلال الفترة الماضية تجهيز 5 مراكز ب السودان للعمل بالمبادرة، وتدريب الأطباء السودانيين على بروتوكولات التشخيص والعلاج، مشرة إلى توفير أجهزة الـ "pcr" والكواشف الطبية، بالإضافة إلى توفير جرعات أدوية تكفى لعلاج 250 ألف مواطن سودانى.
وأشار إلى أن الوزيرة وجهت بنقل خبرات وزارة الصحة فى التغلب على كافة التحديات المتعلقة بتوفير الأكسجين الطبى للمعنيين فى وزارة الصحة السودانية، تلبيةً لرغبة الجانب السودانى خلال الاجتماع بالاستفادة من الخبرات المصرية فى هذا الشأن، مضيفًا أن الوزيرة استعرضت آلية العمل بمنظومة إدارة إمداد الأكسجين الطبى بالوزارة ومتابعة معدلات الاستهلاك والمخزون بالمستشفيات من خلال منظومة إلكترونية، بالإضافة إلى آليات توفير مخزون استراتيجى كاف من الأكسجين الطبى بجميع المحافظات.
وتابع أنه تم الاتفاق أيضًا على تحديث بروتوكول التعاون الموقع بين البلدين عام 1970 فيما يخص مكافحة "بعوضة الجامبيا" فى السودان وتفعيل العمل به خلال شهر أغسطس المقبل، وأوضحت أن حملات مكافحة "بعوضة" الجامبيا يقوم بتنفذها فريق من الطب الوقائى بوزارة الصحة المصرية من خلال رحلتين: الأولى للتقصى والترصد للحشرات الضارة على مسافة 850 كم وتبدأ من الحدود بين البلدين حتى منطقة وادى حلفا بالسودان، والثانية لعلاج المصابين بالأمراض النتاجة عن هذه البعوضة، مما يساهم فى الحماية الصحية لمواطنى الدولتين.
وأشار مجاهد إلى أن الاجتماع تناول التعاون بين البلدين فى مجال الأدوية، موضحًا أن الوزيرة أكدت حرصها على دعم توطين صناعة الدواء ب السودان خصوصًا الأدوية الحيوية، من خلال التعاون مع شركات الأدوية ب السودان وتشجيع كبرى شركات الدواء الوطنية فى مصر على زيادة ضخ الاستثمارات بالدولة الشقيقة، كما أكد الوزيران أهمية تبادل الخبرات بين البلدين فى مجال البحث العلمى للأمراض الوبائية.
وأضاف مجاهد أنه تم مناقشة اعتماد المستشفيات فى دولة السودان ضمن برنامج الزمالة المصرية والذى يتم بالتعاون مع كبرى المؤسسات التعليمية والجامعات العالمية، ما يساهم فى الارتقاء بالخدمات الطبية المقدمة للمرضى بالسودان، كما لفتت الوزيرة إلى توفير منح مقدمة من وزارة الصحة للأطباء السودانيين للحصول على شهادة الزمالة داخل المستشفيات المصرية ونقل خبراتهم إلى زملائهم من الأطباء داخل بلادهم، إذ أشاد الجانب السودانى خلال الاجتماع ببرنامج الزمالة المصرية وضرورة الاستفادة منه لملائمتة تلبية احتياجات القطاع الصحى بمختلف التخصصات الطبية فى السودان.
وذكر مجاهد أن الوزيرة أكدت استعداد مصر لاستقبال وفود أخرى من مصابى الثورة السودانية لاستكمال علاجهم داخل مستشفيات وزارة الصحة، كما أكدت حرصها على إجراء العديد من الزيارات إلى دولة السودان للوقوف على الاحتياجات الطبية للأشقاء السودانيين والعمل على تلبيتها على الفور.
من جانبه، وجه وزير الصحة السودانى الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى لدعمه الدائم للقطاع الصحى فى السودان خاصة خلال مواجهة فيروس كورونا، مؤكدًا حرص بلاده على الاستفادة من التجربة المصرية فى الارتقاء بالمنظومة الصحية، وكذلك الاستفادة من تجربة مصر الرائدة فى القضاء على فيروس "سى"، موكدًا أن التعاون المثمر بين مصر و السودان بمثابة ترجمة حقيقية لعمق العلاقات بين القيادة السياسية فى البلدين.
وهنأ وزير الصحة السودانى الدكتورة هالة زايد على إنتاج أول دفعة من لقاح فيروس كورونا بمصر، مشيدًا بجهود مصر المبذولة لتوفير اللقاحات مستقبلاً للأشقاء الأفارقة بعد تلبية الاحتياج المحلى، كما ثمن جهود الدكتورة هالة زايد فى التواصل الدائم مع وزارة الصحة السودانية لتلبية احتياجاتها بما يساهم فى استدامة علاقات التعاون بين البلدين الشقيقن فى المجال الصحى.