تربية الأبناء عملية مشتركة بين الأم والأب تتطلب منهما الصبر والحكمة والحوار للوصول إلى تربية صالحة ولا توجد أسرة خالية من المشاكل، وأنه بالحوار والصراحة بعيدا عن أعين الأبناء تتلاشى هذه الخلافات والا يخرج من بين الأزواج بعيدا عن الأبناء حتى لا تؤثر هذه الخلافات على شخصياتهم، وأن يكون الحوار بين الزوجين حوارا هادئا حيث ينبغي أن تتخلى الزوجة أو الزوج عن جزء من المشكلة.
ترى أخصائي العلاقات الأسرية دكتور هاجر مرعي أن الابوين بالاتفاق على أسلوب معين في تربية أولادهما كما أنه عدم ترك الأب الدور للأم وحدها تربي أبناءها والعكس كذلك ينشأ الأولاد تنشئة سليمة في ظل علاقة أبوية يسودها التفاهم والحب فيزيد ذلك من ثقة الأبناء في أنفسهم.
وأكدت مرعي على أن الحوار بهدوء وتفاهم بين الزوجين في طريقة تربية الأبناء وفي حياتهم في جميع جوانبها من أعظم أسباب سعادة ونجاح التربية لافتا إلى أن هناك من يفسد تربية أبنائه دون قصد فحين يسعى الأب إلى اكساب أبنائه صفات الاعتماد على النفس والتحمل من خلال تأديبهم حتى لو كان في ظاهره القسوة نجد الام تقف في وجه الاب وتعارضه على شدته مما يؤدي الى ضياع جهد الاب وبالتالي ينعكس سلبا على سلوك الاولاد، لذا فان الاتفاق والتكامل بين دور الام ودور الاب في تربية ابنائهما يعد امرا في غاية الاهمية حيث لا تتضارب الآراء بين الابوين فيضعف ذلك شخصية احدهما امام الابناء وهذا له تأثير كبير على نفسية الاولاد ويبقى معهم في حياتهم حتى بعد ان يصبحوا آباء وامهات.
وأشارت الى أهمية وجوب تعرف الأبوين على خصائص نفسيات أولادهم والتعامل مع كل منهم بما يتلاءم وشخصيته وفكرة مع المساواة بينهم والمساواة تعني العدل ماديا ومعنويا في المعاملة في الأمور اليومية وعلى سبيل المثال العاطفة حيث يجب ان تمنح للأولاد بشكل متساو مثلها مثل الطعام واللباس والهدايا والألعاب، كما يجب عدم تفضيل الذكر على الانثى في المعاملة مما يؤدي الى زرع الحسد والحقد بينهم بالاضافة الى عمل الاتزان في التربية ولا يميلا الى التدليل الزائد من جهة ولا يكون أسلوبا يعتمد على العنف من جهة اخرى لذلك يجب ان تتفق الأم مع الأب في اسلوب تربية موحدة مع التوضيح أن التدليل الزائد أو العنف ليسا في صالح الأبناء فتربية الأبناء مسؤولية مشتركة بين الوالدين واخيرا ناشدت اخصائي العلاقات الاسرية دكتور هاجر مرعي الاباء والامهات بالحوار ولانه مهم جدا مع الطفل لان ذلك يخلق شخصية واثقة من نفسها ومتوازنة، حيث ان الطفل يرسم صورة ايجابية او سلبية لوالديه من خلال حوارهما، كما يقرأ الطفل تعابير الوجه بشكل دقيق فالطفل ذكي جدا اكثر مما نتصور كما يجب على الابوين الانتباه الى ان الطفل يبدأ بالتذكر منذ الثالثة من عمره لذلك يجب الحرص على ما يراه ويسمعه خاصة من الوالدين، ومن الضروري زرع القيم السلوكية منذ سن مبكرة حتى تنشأ وتصبح جزءا من شخصيتة.