صدر حديثا كتاب "أحاديث القاهرة.. مصر والمصريون بعد ثورتين" للكاتب الصحفي والباحث السياسي السيد الحراني عن دار أكتب للنشر والتوزيع في ٥٠٠ صفحة من الحجم المتوسط.
قال الحراني أن الكتاب يأتي تزامنا مع ذكرى ثورة الشعب المصري على حكم جماعة الإخوان الإرهابية في ٣٠ يونيو ٢٠١٣ ووصفه بأنه مجرد لبنة صغيرة في جدار التأكيد على الهوية الوطنية للدولة المصرية، خلف قيادة واعية مثل الرئيس عبد الفتاح السيسي بكل مجريات الحياة الاجتماعية والسياسية، خاصة أن الكتاب يحمل من الدلائل والبراهين الكثير حول الهوية الحقيقية لأحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ وكيف تم الإعداد لها، وأيضا يجيب على السؤال المحير للإخوان وداعميهم لماذا ثار الشعب المصري مرة ثانية بعد أقل من ثلاثة أعوام.
الكتاب يصنف ضمن أدب السياسة الاجتماعية حيث تبحر من خلاله الكاتب داخل أعماق المجتمع المصري والعربي ليصل إلى شواطئ الاجابات على أسئلة كثيرة تدور في عقول كل الذين شاركوا في الثورتين أو اتخذوا دور المتفرجين من قريب أو بعيد.
من أجل ذلك صرح الحراني " لسور الأزبكية " أنه قابل عشرات الشخصيات الهامة ممن أعدوا لأحداث يناير من داخل مصر أو من خارجها، وأيضا الذين شاركوا في الميادين المصرية خلال الثورتين، ودلف إلى الذين شاهدوا هاتين الثورتين واكتفوا بدور المحللين لكل ما جرى لهما ومنهما من أجل دعم مشروعه المعرفي بوجهات نظر متباينة ومتنوعة حتى لا يقع الكتاب في التحيز لفكر أو تيار أو حزب معين.
لم يكتفي الحراني بالجانب السياسي فقط في كتابه بل تناول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية داخل مصر أثناء وبعد الثورتين 25 يناير و 30 يونيو، وجاء بعشرات الشهود من شخصيات سياسية واقتصادية وقضائية وثقافية وصحفية وإعلامية وفنية.. الخ، للتأكيد على الجوانب التي أثرت وتأثرت داخل المجتمع المصري والعربي بتلك الثورات التي وصفت بأنها "ربيعاً عربي" رغم أن مكتسباتها تشير انها خريفاً عربيا بامتياز.
كما أن الكتاب يتطرق لقضايا شائكة كثيرة ومختلفة على لسان المتخصصين من بينها أزمة جزيرتي تيران وصنافير، والقانون الجديد للجمعيات والمنظمات الأهلية، والإخوان ومواجهة التطرف والإرهاب تشريعيا وميداينا، العلاقات الدولية مع فلسطين، والسعودية، وقطر، وتركيا، وإسرائيل، واليمن، وتونس، والجزائر، وأمريكا، وألمانيا.. الخ في إطار مصالح مصر والمصريون وكيفية الحفاظ عليها مستقبلا.
واستطرد الحراني في تعريفه للكتاب أن الحياة الآن في مصر تحتاج إلى قراءة دقيقة.. والحياة في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج تحتاج أيضا إلى متابعة عن كثب.. نحن جميعًا على أعتاب حروب إن لم نكن نخوضها بالفعل.
وأوضح من خلال كتابه أن أزمة الشعب المصري بعد ثورتين جزء لا يتجزء من أزمة الشعوب العربية بعد ثورات الربيع العربي التي أصبحت المدانة الأولى بعد أن كانت طوق النجاة الوحيد والأمل الأخير لكثيرين حلموا بالتغيير الإيجابي، لذلك أصبحت هوية تلك الثورات بين المطرقة والسندان، بين التقديس والتدنيس.
فأصبحنا نبحث عن هوية الثورات ومن ورائها ومن دفعنا إليها رغم أننا يجب أن نكون معنيين أكثر بمسارها ومكتسباتها مادامت وقعت تلك الثورات وغيرت جزءًا مما كنا نحتاج إلى تغييره، وبين هذا وذاك يضيع الإنسان العربي فنجده يقتل كل يوم في فلسطين والعراق وليبيا واليمن وسوريا وغيرها من البلدان العربية، نجده لاجئًا في ألمانيا وأمريكا وفرنسا ومصر، لذلك فمضمون ما قدمت الأنظمة العربية في مصر وكل البلدان العربية الأخرى من أسلوب ممارستهم ورؤيتهم السياسية والاقتصادية والأمنية ما بعد ثورات الربيع العربي فإنها تصب في خانة الاستعمار والإمبريالية.
والجدير بالذكر أن السيد الحراني، تخرّج في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، كاتب صحفي وباحث سياسي وروائي مصري، عضو لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة، وعضو سابق بلجنة رصد مخالفات وسائل الإعلام بالهيئة الوطنية للإعلام.
عمل بالعديد من الصحف المصرية من بينها «الفجر، البوابة، مصراوي، المصري اليوم، الوطن، الأهرام، أخبار اليوم».
قام بكتابة مذكرات «الدكتور مصطفى محمود»، و«الدكتور سعد الدين إبراهيم»، و«الدكتور رفعت السعيد»، ورجل الأعمال «أحمد الريان» بعد خروجه من السجن، والمفكر «جمال البنا»، و«الفنانة ماجدة الصباحي»، و«الفنانة فاتن حمامة»، و«الفنان نور الشريف».
قدم برنامجًا تليفزيونيًّا باسم «مسافر بين الشك واليقين».
له العديد من المؤلفات، من بينها: رواية «مارد»، «الجماعات الإسلامية من تانى»، «الفيلسوف المشاغب»، «الوثائق المجهولة للإخوان المسلمين»، «ملعون أبو الواقع»، «فلسفة الموت»، و«الإخوان القطبيون».