تعد واحة سيوة من الأماكن التراثية التى تتمتع بطابع خاص سواء فى طبيعتها التى حباها الله بها من بحيرات مالحة بها أكبر مناجم الملح على مستوى العالم ومزارع النخيل التى تنتج أجود أنواع التمور ومناخها الساحر، وجبالها ورمالها التى يأتى لها الباحثين عن الاستشفاء الطبيعى من كل حدب وصوب، ولأهل سيوة طبيعة خاصة ليس كباقى سكان جمهورية مصر العربية، فمازالت العادات والتقاليد متوارثة عبر مئات السنين لم تطمسها مظاهر التكنولوجيا الحديثة، فمع قدوم عيد الأضحى المبارك يستعد أهل الواحة الخضراء الاحتفال به بطريقتهم الخاصة، السطور القادمة تقدم دار المعارف أهم مظاهر الاحتفال بسيوة.
تحتفل واحة سيوة بعيد الأضحى المبارك أو كما يقول عليه أهل واحة سيوة باللغة الأمازيغية (أزوار) أى الكبير، ويبدأ الاحتفال قبل أيام العيد بإحضار كتل الملح من البحيرات غرب مدينة سيوة بشكل احتفالي، حيث كان شباب سيوة قديما يتجهون بعربات الكارو التي تجرها الحمير إلى البحيرات لإحضار الملح، وفور العودة من البحيرات يتركونه ليجف ثم يتم تقطيعه لقطع أصغر ثم تقوم السيدات بطحنة باستخدام الرحى، حيث يترك الملح خزينا طوال العام .
يقول محمد عمران جيرى، مدير إدارة السياحة بمركز ومدينة سيوى، أنه كان في الزمن القديم لا توجد ببيوت سيوة ثلاجات كهربائية، فكان يتم استخدام الملح فى تمليح اللحم وتعليقه في أحبال مصنوعه من ليف النخيل حتى يجف ثم يحفظ في سلال مصنوعة من الخوص والجريد .
وأضاف جيرى، وأيضا من مراسم الاحتفال احضار الحطب من المزارع ، وعقب صلاة العيد يتم ذبح الأضاحي وأغلبها تكون قد تمت تربيتها بمعرفة الأسرة حتى يكون لديها لحم كثير. وعلى الافطار فى أول يوم للعيد، يتناول أهل سيوة وجبة تسمى (ادقاقيش) عبارة عن الكبده والقلب وثاني أيام عيد الأضحى يأكل أهل سيوة لحمة الرأس، ومن مظاهر الاحتفال أيضا احضار الجمار من المزرعة حيث اعتاد أهل سيوة على احضار الجمار أو قلب النخلة من المزارع بشكل احتفالي حيث أنه يساعد على الهضم.