يقع علي الزوجة الأرملة عبء كبير تجاه أبناءها خاصة مع دخول الأعياد، التي يتكرر فيها سؤال الأطفال عن أبيهم «أين بابا يا يا ماما؟» وتجد الام نفسها أمام سؤال الإجابة عليه بصدق في حالات كثيرة «صادمة» خصوصا لو كان الأطفال صغار السن، ما يتوجب معه أن تحرص الأمهات علي تتبع طرق مدروسة في التعامل مع الأطفال الايتام.
تنصح د. هاجر مرعي، أخصائي العلاقات الأسرية، أنه علي الأمهات أن يتبعوا طرق خاصة في التعامل مع الطفل اليتيم، فإنه يجب معاملة الطفل معاملة طيبة وحسنة كأى طفل طبيعى بشكل جيد، ونترك الطفل يعبر عن مشاعره دون قيود أو تضييق عليه، بحيث تترك له مساحة معقولة من الحرية في التعبير عما يجيش في صدره دون ضغوط.
وتقول د. هاجر مرعي إنه من الضروري أن تحرص الأم علي ارشاد طفلها اليتيم وأن تبتعد كل البعد عن استخدام العنف مع أطفالها، لأن العنف تترك آثارا سلبية علي نفسية الطفل، خصوصا وأنه يتيم يعيش دون أب، الذي يمثل عنصر الأمان بالنسبة للطفل.
وتضيف أن اتباع طرق تربوية بعيدة كل البعد عن العنف يترتب عليها آثارا إيجابية على تكوين شخصية الطفل وعلى تحصيله الدراسى وعلى نموه بطريقة صحية ونفسية سليمة، مشيرة إلي أن المتخصصين في التربية عليهم دورا كبيرا لتوعية الأمهات بضرورة اتباع طرق التربية الصحيحة مع الأطفال الايتام، وأنه عليهم الجلوس إلي الايتام لتقويتهم نفسيا وتوعيتهم بأن اليتم ليس نقصا أو ضعفا، وكيف أن الله اصطفاهم بأن يكونوا أيتام، لأن رسولنا الكريم كان يتيما، ما يدعمهم نفسيا.
وتؤكد د. هاجر مرعي أنه في أيام الأعياد يجب أن تحرص الأمهات علي أن يوفروا كل ما من شأنه إسعاد هؤلاء الأطفال، والعمل علي تعويض غياب الأب في أيام الأعياد، علي أن تشارك الامهات في هذه المهمة الأسرة كلها، حتي يشعر الابناء بفرحة العيد، لافتة إلي أنه من أهم الأشياء، التى يجب على الأم مراعاتها والحفاظ عليها فى ذلك اليوم، تتمثل في عدم توبيخ الطفل، حتى لو ارتكب خطأ تقوم على الفور بتوجيهه بصدر رحب، وتقدم له النصيحة وترشده وتستقبله بابتسامة فى حالة خوفه من ارتكاب الفعل، سيؤثر ذلك على تغير سلوكياته، ونفسه إلى الصواب والأفضل.
وتشير إلي أنه علي الام أن تحرص علي تنفيذ كل الطقوس التى كان والده يقوم بها وكانت تدخل السرور والبهجة عليه، وإعطاء الابن الأكبر العيدية وتشجيعه على إعطائها لأشقاءه الأصغر واصطحابهم للصلاة وتحفيزه على ذلك، وعرض القصص الإيمانية الهادفة وأمثلة تشجيعية لكل من تعرض لفقد الأب، وكيف اهتم الدين بالطفل اليتيم وحث الناس على حبه والوقوف بجانبه، وذلك من خلال سرد العديد من الآيات القرآنية والقصص النبوية الشريفة، والكلام الحسن من خلال تشجيعه بأنه سيصبح يومًا عمادًا للمنزل، وشراء الهدايا له، والسماح له باللعب واللهو مع أصدقائه الذين يحبهم.