«ناسا» وخطة حماية الارض من التغيرات المناخية

«ناسا» وخطة حماية الارض من التغيرات المناخية ناسا وخطة حماية الارض من التغيرات المناخية

منوعات23-7-2021 | 23:36

تستعيد وكالة "ناسا" مكانتها بالمعنى الحَرفيّ للكلمة، فقد أحجم بايدن عن إشراك الوكالة في فريق العمل رفيع المستوى المعنِيّ بالمناخ، الذي شكَّلَه بعد أسبوع من تقلده منصبه في يناير الماضي، وبعد بعض المكالمات الهاتفية اللاذعة، شقَّت وكالة "ناسا" طريقها إلى فريق العمل، وأصبح لها الآن مَن يمثلها على طاولة الأشخاص من ذوي الثقل السياسي في الإدارة الأمريكية "مثل وزيرَي الخزانة والدفاع" في مناقشات الإدارة لاستراتيجية إدارة المناخ في البلاد.

ومن بين العديد من الوكالات الفيدرالية الأمريكية التي كَلّفها بايدن بالحدّ من تغيُّر المناخ، يبرز دور وكالة "ناسا" بوصفها وكالة رائدة في جهود استكشاف الكوكب الضرورية، إذ يمتد تاريخ الوكالة في رصد كوكب الأرض إلى عام 1960، حينما أطلقت القمر الصناعي "تيروس-1" TIROS-1، لاختبار إمكانية مراقبة الطقس من الفضاء.

وعلى مدى أكثر من ستة عقود، صممت الوكالة، وشيَّدت، وأطلقت مركبات فضائية لرصد تغيُّر كوكب الأرض، وهي تُدير أقمارًا صناعية تقيس ذوبان الصفائح الجليدية وتدفُّق ثاني أكسيد الكربون عبر الغلاف الجوي بالتَّنسيق - في أغلب الأحيان - مع الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، وهي الجهة التي تتحمل المسؤولية الأساسية عن التنبؤ ب الطقس المحلي. كما تتولى الوكالة تسيير طائرات لجمْع بيانات حول التغيرات التي تطرأ على كوكب الأرض، وتموِّل مجموعة واسعة من أبحاث المناخ الأساسية، مثل دراسات النمذجة المناخية. ومن هنا، تصف سان جيرمان دور الوكالة قائلًة: "دورنا الرئيس هو فهم كيفية تغيُّر منظومة كوكب الأرض".

وقد حاول الرئيس الأمريكي السابق لبايدن، دونالد ترامب، الذي أعطت سياساته الأفضلية للاهتمام بالصناعة، واستهان بتغيُّر المناخ، مرارًا وتكرارًا إلغاء بعثات كبرى تابعة لوكالة "ناسا" لخدمة علوم الأرض، إلا أن الكونجرس أنقذها.
وقد كان ذلك جزءًا من نمط أوسع انتشر في إدارة ترامب، سعى إلى تقويض الأبحاث والسياسات المتعلقة بتغيُّر المناخ.

وأَفلَتت وكالة "ناسا" من أسوأ الضربات التي سددتها تلك الهجمات من خلال إخفاء معظم أبحاثها المتعلقة بتغيُّر المناخ وعلوم الأرض عن المسؤولين التابعين للرئيس ترامب، لكنّ تلك الفترة كانت مشحونة بالتوترات السياسية للوكالة

وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجهها وكالة "ناسا" بسبب نقص ميزانيتها، فقد تمكنت من الاستمرار في إجراء أبحاث المناخ على مدى السنوات القليلة الماضية.
وقد دبَّرَت تمويلات بشق الأنفس لبدء العمل على مركبة جديدة تسمى ليبيرا "Libera"، من المزمع أن تُطلق في عام 2027 لقياس الإشعاع الشمسي، بحيث يتسنى للوكالة إعداد سِجِلّ شديد الأهمية لمدة أربعة عقود حول مقدار الحرارة التي يمتصها الغلاف الجوي للأرض، لكنها لم تحرز التقدم الذي كانت تنشده في مراقبة الأهداف المحددة للرصد. وفي ذلك الصدد، تقول سان جيرمان: "على مدار العام الماضي، واجهنا ظروفًا شديدة الصعوبة مع ظهور كوفيد".
وإذا وافق الكونجرس على تقديم دعم كبير لقسم علوم الأرض في وكالة "ناسا"، فقد تتمكن الوكالة أخيرًا من إسراع خطى التقدم الذي تحرزه فيما يتعلق بالأقمار الصناعية المخصصة لمتابعة تغيُّر المناخ. ومن المتوقع صدور قرار التَّمويل خلال الأشهر المقبلة

أضف تعليق