26 يوليو 1952 يوم ارتبط بالعيد القومى لعروس البحر المتوسط الاسكندرية،هذا اليوم هو يوم خروج الملك فاروق من مصر بعد تنازله عن العرش بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 ،وقد غادر فاروق مصر الى ايطاليا على متن اليخت الملكى الشهير المحروسة وذلك من قاعدة رأس التين البحرية ب الاسكندرية ،لذلك تقرر ان يكون هذا اليوم التاريخى هو العيد القومى للاسكندرية .
وغدا تحتفل عروس البحر المتوسط مدينة الاسكندرية بالعيد القومى التاسع والستين بمموعة من الفعاليات تبدأ فى العاشرة صباحا حيث ينطلق موكب الفاعليات من خلال موكب الزهور من بداية الكورنيش بمنطقة المنتزة وتستمر على طول كورنيش الاسكندرية وصولا الى منطقة رأس التين وهى المكان الذى غادر منه الملك فاروق مصر حيث سيتم الوقوف في عدة محطات منها؛ بئر مسعود، ومنطقة فور باي فور.
يتخلل الحفل مواكب زهو، واستعراضات متنوعة، وتوزيع هدايا علي الأطفال، وغيرها من الأنشطة.
ثم يختتم فاعليات اليوم بحفلة في مكتبة الإسكندرية في تمام الساعة 7:30 مساءاً.
ماذا حدث يوم 26 يوليو 1952ليتم اختيار اليوم كعيد قومى للاسكندرية ؟وما الاحداث التى سبقته ؟وماهو اليخت المحروسة ومن الذى بناه وما سبب شهرته ؟وماهى اهم الوثائق التى تخص تلك الفترة الهامة جدا فى تاريخ مصر؟
(دار المعارف) تعرض أهم الوثائق التى سبقت خروج الملك فاروق من مصر وتنازله عن العرش والتى نشرها موقع ذاكرة مصر المعاصرة بمكتبة الاسكندرية واهمها الانذار الذى وجهه اللواء محمد نجيب الى الملك السابق فاروق للتنازل عن العرش ،ووثيقة تنازل الملك فاروق عن العرش وكلها مكتوبة بخط اليد .
كما تعرض دار المعارف لتاريخ اليخت المحروسة الذى شهد هذا التاريخ شديد الاهمية .
انذار من الفريق اول محمد نجيب الى الملك فاروق للتنازل عن العرش:
فى تمام الساعة السادسة والعشرون دقيقة مساء يوم 26 يوليو 1952 غادر الملك فاروق ومعه زوجته ناريمان صادق وابنه الامير احمد فؤاد مصر من قاعدة راس التين البحرية ب الاسكندرية على ظهر اليخت الملكي المحروسة ( وهو نفس اليخت الذي غادر به جده الخديوي إسماعيل عند عزله عن الحكم ) وكان في وداعه اللواء محمد نجيب وأعضاء حركة الضباط الأحرار و الذين كانوا قد قرروا الاكتفاء بعزله و نفيه من مصر وقد أدى الضباط التحية العسكرية وأطلقت المدفعية إحدى وعشرون طلقة لتحية الملك فاروق عند وداعه.
وقد سبق مغادرة الملك فاروق انذار تم توجيهه اليه من الفريق اول محمد نجيب اول رئيس جمهورية مصرى بعد انتهاء العصر الملكى وذلك للتنازل عن العرش،وجاء فيه :
"من الفريق أركان حرب محمد نجيب باسم ضباط الجيش ورجاله إلى جلالة الملك فاروق الأول، إنه نظراً لما لاقته البلاد في العهد الأخير من فوضى شاملة عمت جميع المرافق نتيجة سوء تصرفكم وعبثكم بالدستور وامتهانكم لإرادة الشعب حتى أصبح كل فرد من أفراده لا يطمئن على حياته أو ماله أو كرامته. ولقد ساءت سمعة مصر بين شعوب العالم من تماديكم في هذا المسلك حتى أصبح الخونة والمرتشون يجدون في ظلكم الحماية والأمن والثراء الفاحش والإسراف الماجن على حساب الشعب الجائع الفقير".
أضاف نص الوثيقة: "ولقد تجلت آية ذلك في حرب فلسطين وما تبعها من فضائح الأسلحة الفاسدة وما ترتب عليها من محاكمات تعرضت لتدخلكم السافر مما أفسد الحقائق وزعزع الثقة في العدالة وساعد الخونة على ترسم هذا الخطأ فأثرى من أثرى وفجر من فجر وكيف لا والناس على دين ملوكهم."
واختتم نجيب إنذاره قائلا: "لذلك قد فوضني الجيش الممثل لقوة الشعب أن أطلب من جلالتكم التنازل عن العرش لسمو ولي عهدكم الأمير أحمد فؤاد على أن يتم ذلك في موعد غايته الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم السبت الموافق 26 يوليو 1952 والرابع من ذي القعدة سنة 1371 ومغادرة البلاد قبل الساعة السادسة من مساء اليوم نفسه، والجيش يحمل جلالتكم كل ما يترتب على عدم النزول على رغبة الشعب من نتائج".
فيما ذيلت الوثيقة بكلمات بتاريخ صدورها وتوقيع كاتبها: "الإسكندرية في يوم السبت، 4 من ذي القعدة 1371 هـ، 26 يوليو سنة 1952 ميلادية، فريق أركان حرب محمد نجيب."
وثيقة تنازل الملك فاروق عن العرش :
اما الوثيقة الثانية التى نعرضها فقد جاءت فى صورة امر ملكى مكتوب بخط الملك فاروق يعلن فيه تنازله عن العرش وجاء فيها :
"أمر ملكي رقم 65 لسنة 1952"، "نحن فاروق الأول ملك مصر والسودان، لما كنا نتطلب الخير دائماً لأمتنا ونبتغي سعادتها ورقيها، ولما كنا نرغب رغبة أكيدة في تجنيب البلاد المصاعب التي تواجهها في هذه الظروف الدقيقة ونزولا على إرادة الشعب، قررنا النزول عن العرش لولي عهدنا الأمير أحمد فؤاد وأصدرنا أمرنا بهذا إلى حضرة صاحب المقام الرفيع علي ماهر باشا رئيس مجلس الوزراء للعمل بمقتضاه." وختمها ب " صدر بقصر رأس التين في 4 ذي القعدة سنة 1371 ، 26 يوليه سنة 1952"
