مهنة فى خطر «3» كلنا فى الهم عرب!

الرأى27-7-2021 | 18:09

الذين لهم علاقة بالكتاب المطبوع كانوا دائمًا يرددون "القاهرة تؤلف.. والشام يطبع.. والخليج والمغرب يقرأ"!

ولكن استمرار الحال.. أصبح من المحال، فالمغاربة قادمون.. فى مجالات التأليف والطبع والنشر، وليس المغاربة وحدهم، بل الصوماليون أيضا، ناهيك عن الخليج وخاصة السعودية والإمارات.. حيث توسعت حركة النشر فيهما بشكل كبير.. وخاصة فى الرياض العاصمة السعودية، والشارقة أحد أهم الصروح الثقافية فى الوطن العربى حاليا، وأيضا بدأ العراق يستعيد عافيته فى هذا المجال بعد أن توفر له جيل جديد من المؤلفين الشباب المجيدين، فضلا عن عودة المكتبات العامة لأداء دورها الذى كان، كل ما تقدم كلام جميل ومبشر.. ولكن.. وللأسف الشديد – هو بمثابة "وش القفص" كما يقول الفكهانية، ففى الوقت الذى تصاعدت فيه الآمال بالتوسع فى حركة النشر، حدث تراجع متدرج فى توزيع الكتاب المطبوع!

وما تقدم أيضا.. ليست مجرد انطباعات، وإنما نتيجة واستخلاص بعد قراءة متأنية للكتاب الجامع الذى أعده الصديق د. خالد عزب عن واقع "النشر فى الوطن العربى".

وبأمانة الكتاب شامل كل ما يتعلق بالنشر، بداية من اعتبارها صناعة ثقيلة ومركبة وعميقة.. ومرورًا بعمليات الإدارة والترجمة والمحتوى، والمعارض والتسويق والتوزيع حتى يصل الكتاب إلى القارئ الذى لم يعد ينتظره على أحر من الجمر.. كما كان يحدث ، فقد "سحب" الكتاب الرقمى وكذلك الكتاب الصوتى.. بعضا من البساط الذى كان يستحوذ عليه الكتاب المطبوع من قبل!

ود. خالد خرج بعد البحث والدراسة إلى عدة "حقائق" شبه مؤكدة..، منها أن كل دور النشر العربية تعانى من سلبيات هذه الصناعة (والتى لم تعترف بها الحكومات العربية كصناعة) وخاصة أن أغلب مكوناتها مستوردة من الخارج وخاصة الورق والأحبار والماكينات، وأن أغلب الكتب العربية والتى لديها فرصة توزيع يتم تزويرها فور صدورها.

لا توجد خطط منظمة لتسويق الكتب، حيث لا توجد ميزانيات خاصة بالدعاية والإعلان، وتم الاعتماد مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعى وخاصة اليوتيوب وبعض المواقع الإخبارية أو المتخصصة.

لوحظ أيضا ازدهار نسبى لأدب السيرة الذاتية وسيطرت الرواية وبداية ظهور الكتب الجماعية مع تراجع الكتب الدينية وغياب الشِعر.

ومع كل تقدم.. فالأمر لا يخلو من بعض الإيجابيات، ومنها مثلا أن الكويت لديها برامج نشر قوية توصف بأنها صاحبة أفضل مشاريع لنشر المعرفة حيث سلاسل عالم المعرفة وعالم الفكر وإبداعات، والثقافة العامة وغيرها.

كذلك فى السعودية فى السنوات الأخيرة، حيث انتشار ما سمى بـ "النوادى الأدبية" والتى تقوم بعمليات النشر المكثف فى مجالات مختلفة.

وأيضا هناك حركة ترجمة نشطة فى الوطن العربى (من وإلى العربية) خلال السنوات العشرين الماضية فقد تم ترجمة ما يزيد عن خمسة آلاف كتاب، وقاد ذلك المركز القومى للترجمة (مصر) مشروع كلمة (الإمارات) والمنظمة العربية للترجمة.

ونأمل أن تستمر المشروعات القومية لتحفيز القراء، ومنها البرنامج الإماراتى (تحدى القراءة)، ومكتبة الأسرة فى مصر، ومشروع القراءة للجميع فى الأردن.

ويزف الكتاب لنا بُشرى بأن المغاربة قادمون حيث أعدت المغرب خريطة واضحة للنشر تحظى بدعم سخى من الدولة، هذه الخريطة تضم حاليا 500 مؤلف، و130 ناشر، و72 مطبعة، و9 موزعين، والأهم وجود أكثر من 406 مكتبة عامة.

كذلك الصوماليون الذى يوجد بها حاليا 49 دار نشر وتمكنت عام 2018 من إصدار ألفين كتاب.

تبقى الإشارة إلى أن الكتاب يغطى سنوات 2015 وحتى 2019، ونأمل فى جزء ثان يغطى فترة انتشار وباء الكورونا وما حدث من تداعيات سلبية على تلك المهنة السامية.

أضف تعليق

أصحاب مفاتيح الجنة

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2