تشابه كبير بين ثورتى ٢٣ يوليو و٣٠ يونيو، فكلا الثورتين علامة فارقة فى تاريخ مصر، فالأولى كانت الطريق للوصول للجمهورية الأولي، أما ثورة 30 يونيو أعقبها طفرات وإنجازات فى قطاعات مختلفة، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، استحقت من خلالها الدولة أن تعلن عن ميلاد جمهورية ثانية جديدة، أما التشابه الأهم بين كلا الثورتين أن الجيش و الشعب هما المحور الرئيسى لهما ففى ثورة
٢٣ يوليو قام الجيش بترجمة حركة الشعب المصرى وحماية إرادته، وفى 30 يونيو كان الجيش هو الحامى والمنفذ لإرادة الشعب.
23 يوليو
ثورة 23 يوليو انحاز لها الشعب المصرى بكافة أطيافه تحقيقًا لأهدافها التى من أهمها استقلال القرار السياسى والسيادة الوطنية، وبعدها تمكنت الدولة المصرية من تنفيذ مبادئ الثورة، وكان أبرزها التحول من الملكية إلى الجمهورية، فضلًا عن مظاهر تحقيق العدالة الاجتماعية، ثم بناء جيش قوي.
بعد ثورة يوليو المجيدة التحم الشعب مع الجيش لتحرير مصر من الاستعمار، تلاها مرحلة البناء من بناء المدارس المختلفة فى جميع المراكز والقرى، إلى بناء المستشفيات، ثم بناء السد العالي، ثم إعادة تكوين الهوية المصرية.
30 يونيو
هى ثورة مجيدة قام بها الشعب وحماها الجيش سطرت خلالها جماهير أمتنا بإرادتها الأبية ملحمة خالدة للحفاظ على هوية الوطن وبرهنت بعزيمتها القوية على أن الشعوب حينما تنتفض لا يمكن أن يقف أمامها عائق، وغيرت مجرى أحداث التاريخ المصرى الحديث والمعاصر وكتبت بأحرف من نور ميلاد مسار جديد من مسارات العمل الوطنى المصرى الخالص، لتنطلق مسيرة البناء والتنمية الحقيقية والحديثة على كافة المستويات، ترتكز على دعائم قوية من التلاحم الشعبى والاصطفاف الوطنى لمجابهة التحديات.
الجمهورية الثانية
شهدت مصر عقب ثورة 30 يونيو إنجازات غيّرت وجه الوطن وصولا إلى «الجمهورية الثانية» بعد عام وصفه أبناء الوطن بعام الفتن، الذى سبق هذه الثورة المجيدة على يد الجماعة الإرهابية، وتمت استعادة الأمن وبناء الاقتصاد وإنجاز الكثير من الملفات المهمة على الأصعدة جميعًا.
وشهدت السنوات الـ 7 التى أعقبت ثورة 30 يونيو طفرات وإنجازات فى قطاعات مختلفة، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث واجهت الدولة المصرية أثناء فترة حكم الجماعة الإرهابية تحديات لم تمر بها من قبل، من عنف داخلى وتراجع اقتصادى وإقصاء للمواطنين وتفرد بالحكم وتنفيذ أجندات خاصة بالجماعة، فكان لزامًا على الدولة أن تتخذ العديد من الإجراءات، سواء كانت سياسية أو أمنية أو عسكرية أو اقتصادية من أجل الحفاظ على وحدة الأراضى المصرية وتماسك النسيج الوطنى للشعب لمواجهة تلك التحديات.
ونجحت مصر بقيادة الرئيس السيسي، منذ 30 يونيو 2013 حتى الآن، فى تثبيت أركان الدولة وإعادة بناء مؤسساتها الوطنية، من دستور وسلطة تنفيذية وتشريعية، لتشكل مع السلطة القضائية، بنيانًا مرصوصًا واستقرارًا سياسيًا يترسخ يومًا بعد يوم، كذلك نجحت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي فى إحداث نهضة اقتصادية كبرى وتنفيذ عملية إصلاح شامل مخطط ومدروس.
وبدأ الرئيس السيسي، منذ توليه مقاليد حكم البلاد فى 2014، فى وضع خريطة واضحة لإحداث تنمية عملاقة لمصر فى جميع المجالات، وذلك وفق أسس علمية وخطط مدروسة جيدًا لتحقيق الرخاء والازدهار للشعب المصرى.
العاصمة الإدارية الجديدة
يعد افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة بمثابة إعلان جمهورية جديدة وميلاد دولة حديثة، هذا ما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحسب محللين سياسيين واقتصاديين لم تكن العاصمة الإدارية مجرد مبانٍ وإنما جوهر ومضمون.
وقد أثبتت سياسة الرئيس عبد الفتاح السيسي نجاحها فى إعادة رسم الأبعاد الاقتصادية، والاجتماعية والثقافية للدولة، وتحويلها إلى مدن جديدة يمكنها أن تقود العالم.
وأولت الدولة اهتمامًا خاصًا بإنشاء التجمعات العمرانية الجديدة بهدف تخفيف الازدحام عن المدن القديمة، ومجابهة الزيادة السكانية المُطّردة، كما يتم تنفيذ العديد من مشروعات الإسكان والبنية الأساسية والخدمات بمناطق توسعات التجمعات العمرانية القائمة.
حياة كريمة
لقد كانت مبادرة حياة كريمة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي فى ٢ يناير عام ٢٠١٩ لتحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا على مستوى الدولة أحد أهم أركان الجمهورية الجديدة حيث ساهمت فى الارتقاء بمستوى الخدمات اليومية المقدمة للمواطنين الأكثر احتياجًا وبخاصة فى القرى.
وتهدف المبادرة إلى توفير الحياة الكريمة للفئات الأكثر احتياجًا على مستوى الجمهورية، كما تتضمن شقًّا للرعاية الصحية وتقديم الخدمات الطبية والعمليات الجراحية، وصرف أجهزة تعويضية، فضلا عن تنمية القرى الأكثر احتياجًا وفقًا لخريطة الفقر، وتوفير فرص عمل بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة فى القرى والمناطق الأكثر احتياجًا، وتمثل مبادرة حياة كريمة انطلاقة حقيقية وقوية نحو الجمهورية الجديدة التى أسسها الرئيس عبد الفتاح السيسي قائد النهضة الحديثة فى مصر.