كتب: عمرو فاروق
كشفت مصادر خاصة، أن عمليات الهجوم المتلاحقة داخل شمال سيناء، خلال الساعات الماضية، من الهجوم على (4) مناطق أمنية متزامنة بمنطقة "كرم القواديس" بالشيخ زويد، إلى الهجوم على (3) إرتكازات أمنية في العريش، بهدف السطو على فرع " البنك الأهلي"، يعود لعدة أسباب، أهمها القاء القبض على عدد من عناصر السلفية الجهادية المتمركزة داخل غزة، التى تسللت داخل وسط سيناء خلال الأيام الماضية.
وأشارت المصادر، إلى أن عناصر السلفية الجهادية التي تم القاء القبض عليها وسط سيناء، جاءت بهدف التنسيق مع عناصر من تنظيم "أنصار بيت المقدس"، لشن عدد من الهجمات الإرهابية المسلحة، داخل سيناء، ردا على مساعي المصالحة التي لعب خلالها جهاز المخابرات العامة المصرية، دورا هاما في تهدئة الاوضاع بين حركة "حماس"، وحركة "فتح"، ورأب الصدع الفلسطيني، واتخاذ عدد من الخطوات الهامة التي من شأنها استقرار الأوضاع داخل غزة، وإتاحة التعاون المستمرة بين الأجهزة الأمنية المصرية، وحركة " حماس"، بما فيها التضييق على العناصر التكفيرية المسلحة التي تمد تنظيم "أنصار بيت المقدس" بالسلاح والأموال، وتمثل محطة مهمة في تنقل العناصر التكفيرية بين الحدود المصرية والحدود مع قطاع غزة.
وأضافت المصادر، أن عناصر السلفية الجهادية بغزة، أرادت أن ترد على المصالحة التي قام بها جهاز المخابرات العامة المصرية، لاسيما أن هناك حرب باردة بين حركة " حماس"، وبين تيارات السلفية الجهادية منذ أحداث مسجد "بن تيمية"، برفح، عام 2009 ، واستمرار المواجهات بين الطرفين على مدار السنوات الأخيرة، وقيام عناصر السلفية الجهادية باستهداف عدد من المكاتب التابعة لحركة "حماس"، داخل وخارج غزة.
وأوضحت المصادر، أن عملية إطلاق الصواريخ من داخل سيناء، والتي قام بها عناصر تنظيم "أنصار بيت المقدس" الموالي لتنظيم " داعش"، الهدف منها زعزعة الأوضاع الأمنية، وإحراج الجانب المصري، والتحريض ضد حركة حماس، وإدخالها في الصراع باعتبارها المسؤولة عن الأوضاع داخل غزة، وإرباك المشهد مرة أخرى بين الأطراف الفلسطينية.
وأكدت المصادر، أن تيارات السلفية الجهادية داخل غزة، تعلم تماما أنها أول المتضررين من المصالحة، لاسيما في ظل الاتفاق بين الجانب المصري وبين حركة "حماس" على تسليم مختلف العناصر التي تهدد الاستقرار الأمني داخل سيناء، وداخل الدولة المصرية بشكل عام، وإحكام السيطرة الكاملة على خريطة الأنفاق، وتحجيم توصيل السلاح والأموال، وتنقل العناصر التكفيرية المسلحة من داخل غزة إلى داخل سيناء، ما دفع تنظيم" داعش"، لإصدار بيانا هدد فيه حركة "حماس"، بتنفيذ عمليات إرهابية في قطاع غزة، ردا على تعاونها مع أجهزة الأمن المصرية.
وأفادت المصادر أن الأجهزة الأمنية تصدت بقوة للعمليات المسلحة الأخيرة، نظرا لرصدها ترتيبات بين تيارات السلفية الجهادية بغزة، وبين تنظيم "أنصار بيت المقدس"، في ظل التغييرات التي أجراها تنظيم " داعش"، مع الكيانات التابعة له، في المناطق المتمركز بها، واعتبار هذه المناطق مجرد فروع إقليمية غير خاضعة بشكل كبير للمركز في سوريا والعراق، واعتماد عقيدة التنظيم كمرجعية ثابته في قتال الأنظمة العربية.
وأوضحت المصادر أن عملية السطو المسلح التي قامت بها العناصر التكفيرية، على" البنك الأهلي "بشمال سيناء، ليس الهدف منها الحصول على المال، كما يشيع البعض، لكنها جاءت بهدف ت تعكس رسالة أن الخطوات القادمة ستكون في اتجاه المؤسسات المالية والكيانات الاقتصادية، والضرب المباشر تجاه المؤسسات التابعة لكيان الدولة الحكومي، لاسيما أن "البنك الأهلي"، هو أقدم وأكبر بنك حكومي في مصر، حيث تأسس في 25 يونيو من عام 1898.