كتب: عمرو فاروق
كشفت مصادر جهادية سابقة، أن عملية الإطاحة بأيمن الظواهري، زعيم تنظيم "القاعدة" الحالي، لصالح حمزة بن لادن، ابن مؤسس تنظيم "القاعدة"، أسامة بن دلان، من المرجح أن تمر بالكثير من العثرات في ظل عودة طرح اسم "سيف العدل"، المسؤول العسكري لـ"القاعدة"، لخلافة الظواهري، خلال المرحلة المقبلة.
حيث أشارت المصادر إلى أن هناك الكثير من المعلومات التي تؤكد اطلاق صراح "سيف العدل"، المقيد تحت الإقامة الجبرية بإيران، بضغوط من المخابرات الأمريكية، التي وجهت اتهامات لـ"سيف العدل" بتدريب المُسلحين، الذين قتلوا 18 مُجندا أمريكيّا، فى مقديشو عام 1993، والتخطيط لـ "غزوة مانهاتن"، في 11 سبتمبر 2001.
وفي 19 سبتمبر 2015، كشفت تقارير استخباراتية امريكية، أن طهران، إبرمت صفقة سرية مع تنظيم "القاعدة"، أقدم النظام الإيراني بموجبها على إطلاق سراح 5 من أبرز قياديي التنظيم، الذين كانوا محتجزين لديه، مقابل تحرير دبلوماسي إيراني كان مختطفاً في اليمن.
وحسب التقرير الاستخباراتي، فإن عملية "تبادل الأسرى" نفذت في مارس 015 ، بالتنسيق مع فرع تنظيم "القاعدة" في اليمن، وهو الجماعة التي كانت تحتجز الدبلوماسي الإيراني نور أحمد نكبخت، الذي كان اختطف من العاصمة اليمنية صنعاء في يوليو2013.
وأسفرت الصفقة عن إطلاق 5 من إبرز قيادات "القاعدة" بينهم سيف العدل، عضو مجلس شورى التنظيم، والمسؤول العسكري، وأشرف على عمليات "القاعدة" بعد مقتل زعيمها السابق أسامة بن لادن، ما يعني أن سيف العدل، حرا طليق، وربما يظهر خلال المرحلة المقبلة في قيادة تنظيم "القاعدة"، قاضيا على طموح حمزة بن لادبن في خلافة الظواهري.
سيف العدل، اسمه الحقيقي، محمد صلاح الدين زيدان، وُلد في المنوفية عام 1960 أو 1963، والتحق بكلية التجارة في جامعة شبين الكوم، في منتصف الثمانينات، ثم التحق بالقوات الخاصة بالجيش المصري، تزامنا مع ارتباطه بتنظيمات الجهاد المصري وقتها.
في السادس من مايو 1987، أُلقى القبض عليه في القضية المعروفة إعلاميا بـ "إعادة احياء تنظيم الجهاد"، والتورط في محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري حسن أبو باشا، قبل أن يُطلق سراحه لعدم كفاية الادلة، ليهرب إلى السعودية، ومنها إلى السودان، ثم إلى افغانستان عام 1989، ليقرر الانضمام إلى تنظيم "القاعدة".
رغم أن "سيف العدل" لم يكم من المؤسسين الاوائل لتنظيم "القاعدة"، لكنه لعب دورا أساسيا في بناء القُدرات العسكرية والتأهيلية لتنظيم"القاعدة"، بفضل خبراته العسكرية التي تكونت نخلال مرحلة التحاقه بالجيش المصري.
وضع سيف العدل، الكثير من الأسس والخبرات والتجارب للموسوعة الجهادية العسكرية، التي تعلم منها عناصر تنظيم "القاعدة"، وغيرهم من عناصر التنظيمات الجهادية المسلحة، مثل المداهمات الامنية، وطرق وتنفيذ عمليات الخطف والاغتيالات، والرصد والمتابعات، وطرق جمع المعلومات العسكرية والاستخباراتية، وكيفية استهداف العناصر المراد اغتيالها، وغيرها من القُدرات التأهيلية التي عززت من قوة تنظيم" القاعدة".
في منتصف التسعينات، ترأس سيف العدل، اللجنة "الأمنية" لتنظيم"القاعدة"، وقبل ذلك، في عام 1993، سافر إلى الصومال لإقامة مُعسكرات تدريبية للمُسلحين، لاستهداف قوات حفظ السلام هناك وبالأخص الأمريكيين منهم، وحينها وجهت الولايات المتحدة الامريكية، اتهامات لسيف العدل، بتدريب المُسلحين، الذين قتلوا 18 مُجندا أمريكيّا، في مقديشو عام 1993.
وقد عرضت الولايات المتحدة الامريكية، مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله وتم وضع اسمه على قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي (آف بي آي) لأبرز الإرهابيين المطلوبين.
كان سيف العدل سببا رئيسيا في تنسيق العلاقات بين بن لادن والزرقاوي، إذ إنّه في عام 1999 التقى بالزرقاوي، بعد وصول الأخير لقندهار ، وأسفر اللقاء عن إقناع العدل لبن لادن بالاستثمار في تنظيم "التوحيد والجهاد" التابع للزرقاوي، ومن خلال توفير رأس المال المبدئي أصبح الزرقاوي قادرا على إنشاء مُعسكر "حيرات" على الحدود الأفغانيةالإيرانية.
وأشار خالد شيخ محمد، المخطط الرئيسي لهجمات سبتمبر 2001، للحكومة الأمريكية، أن بن لادن ومحمد عاطف، قد وافقا على خطط هجمات سبتمبر ، وأُبلغ سيف العدل بذلك في شهر أبريل 2001.
وفي يوم 13 يونيو 2002، أرسل سيف العدل، خطابا شديد اللهجة إلى خالد شيخ محمد، مُنتقدا ما آلت إليه الهجمات من نتائج، جاء فيه: "لنتوقف عن الاندفاع في العمل، ولنأخذ بعض الوقت للنظر في جميع الكوارث القاتلة، والمتلاحقة التي أصابتنا خلال مدة لا تزيد على ستة أشهر"، وفي الخطاب وصف سيف العدل بن لادن بـ"الزعيم غير الفعال، والذي لا يقبل المُعارضة"، مُوضحا أنّه "عندما يُعارضه أحد فإنّه يذهب لاتخاذ رأي شخص آخر يدعم وجهة نظره، ليتشبث برأيه، ويتجاهل تماما المُحيطين به".
تزوج سيف العدل، من ابنة الجهادي المصري، الشيخ مصطفى حامد الشهير بـ"أبو الوليد المصري"، والذي تعتبره التنظيمات الجهادية المسلحة، "شيخ المجاهدين العرب في أفغانستان"، التي وصلها في عام 1979، ويخضع للإقامة الجبرية في إيران.
ويشير المسؤول العسكري لتنظيم "القاعدة" في أحد أبحاثه تحت عنوان، "الأمن والاستخبارات"، إلى أنّه "عندما يستمر عدو لإلحاق خسائر فادحة في منظمة جهادية، فمن الضروري لحركة الشباب الامتناع عن العمل وإعادة تنظيم صفوفهم".
عقب وصول سيف العدل، إلى إيران، أعاد اتصالاته مع القيادة العليا لـ"القاعدة" في منطقة أفغانستان وباكستان وأرسل عناصر إلى أفغانستان لتنفيذ عمليات، ومن ثم يشار إلى أنه لعب دورا في تفجيرات الرياض في مايو 2003، مما دفع السعودية والولايات المتحدة للضغط على طهران لسجنه، وبالفعل وضع تحت الإقامة الجبرية في إيران.
الكثير من التقارير الصحفية وقعت في خلط متعمد بين شخصية سيف العدل، المسؤول العسكري لتنظيم "القاعدة"، وبين شخصية محمد إبراهيم مكاوي المكنى بأبي المنذر، الذي كان ضابطا في سلاح الصاعقة المصري في ثمانينات القرن الماضي، وقد سافر من مصر إلى أفغانستان عام 1987 ، وكان قد تم اعتقاله قبل ذلك، وكان منتميا لخلية جهادية في مصر يتزعمها القياديان عصام القمري، الرائد بسلاح المدرعات المصري، وعبدالعزيز الجمل، وهو متزوج من حفيدة مؤسس الجماعة الإسلامية في باكستان ومقيم بباكستان، وقد عاد مكاوي طواعية إلى مصر بعد عام من ثورة 25 يناير.