بالأمس بين ماكنت أتصفح الفيس بوك لفت نظرى أحدى الصور فى صفحة غير معروفة وربما كانت الصورة لاعلاقة لها بنوعية الصور المعروضة لكنها الأكثر لفتا للنظر، صورة تنقل وجه أم يتهلل وهى تصفق لصغيرها وهو يقوم بوصلة رقص بمنتهى الحماس، بينما الناس لاينتبهون له ويديرون وجوههم ولا أحد يتابعه سواها.
كان وجه الطفل قطعة مصغرة من وجه أمه، الأثنان يملكان إشراقة وبهجة ولمعة تنطلق من العيون، غالبا تحوز صور البسطاء أعجاب الكثيرين وتأتى تعليقات المتابعين من قبيل أن السعادة لا تشترط المال أو الثراء أو الفخامة، نوع من العزاء لأنفسنا وتخدير لضمائرنا، تحصد صورهم أكبر عدد من علامات الأعجاب والتداول ونتساءل عن صاحب اللقطة المؤثرة، ولكننا لا نتساءل عن الأبطال داخل الكادر، أصحاب الصورة الحقيقيين، أهل الواقع وملح الأرض، من هم ؟ وما سر سعادتهم البادية ؟ كل مايهم زاوية الصورة وإبهار اللقطة.
الصورة كانت فى أحد الموالد كما ذكر صاحبها وكانت الأم تتابع طفلها بشغف وهو يرقص وتصفق له والولد قدماه لا تطولان الأرض فى سعادة طاغية ، وحازت الصورة نجاحا مبهرا بعد أن أضفت إليها تعليق "أمك هى جمهورك الوحيد " بعد أن وضعت الصورة على صفحتى فوجئت بعد ساعة أن علامات الاعجاب تتضاعف وقام عدد كبير بمشاركتها حتى وصلت إلى صاحبها الحقيقى وانتشر اسمه فى خلال ساعات ، وتواصلت معه القنوات التليفزيونية تحييه على الصورة وكنت أتمنى أن يتم الوصول إلى أبطالها الفعليين، وإلى تغطية الحدث نفسه، و نقل صور عن الموالد المصرية والتعريف بها لأنها نوع من السياحة الشعبية التى نغفل عنها، ولا نهتم بها على مافيها من زخم وفلكلور شعبى يمكن أن نحسن أستغلاله وتنظيمه بمزيد من الاهتمام.
كيف تصنع وسائل التواصل الشهرة وتلقى الضوء على كثير من القضايا؟
هذا جزء من الافتراض الذى تحول إلى واقع، وأغلب مواقع الأخبار تتابع مواقع التواصل وتقوم بدراسة التوجهات من خلالها وتدرس اهتمامات الناس حتى لو كان الأمر مجرد صورة وتعليق.
صورة بألف مقال هذا درس أعلامى قديم، لو سألت صاحب الصورة عنه سيقول أن تلك اللقطة سافرت بسرعة البرق وحققت هذا النجاح فلم يكن جمهوره فقط هى أمه بل عدد كبير من الاصدقاء والمتابعين رغم أن قصته تلخصت فى صورة طفل أمه هى جمهوره الوحيد.
والمصور هو محمد رشدى الدور