مصر هبة النيل ، تلك المقولة الشهيرة التى قالها "هيرودوت" ودرسناها جميعا في مدارسنا المصرية، فمن هو هيرودوت ومن أين تعرفنا على تاريخ بلدنا الحبيب ؟.
إن مصادر التاريخ المصري الأساسية هى: الآثار المصرية ذاتها - ما ذكره المؤرخين والرحالة - ما دون عن مصر في الحضارات المعاصرة لها - الكتب السماوية والقرآن الكريم .
وعند الحديث عن الآثار المصرية فيجب أن نتعرف عليها: لقد ترك المصري القديم عباداته وعقائده على جدران المعابد، وترك المشاهد اليومية لحياته على جدران مقابره، وأيضا اللوحات التذكارية والبرديات التى حوت الكثير من القصص والأساطير والعلوم مثل الطب والهندسة والأدب والذي اشتمل على أرقي المعانى الغزلية والمسرحيات التمثيلية والتى سبقت بها مصر العالم.
وذاع صيت أسطورة إيزيس وأوزوريس بين الجميع، وهى من الأساطير المصرية العظيمة، التى حملت في مضمونها الصراع بين الخير والشر، ومن العجيب أن نهاية الأسطورة أبقت البطلين على قيد الحياة، فهم موجودين ما دامت الحياة.
و الآثار المصرية هى أصدق المصادر التاريخية والتى يجب أن نعتمد عليها وإن كان أحيانا يشوب كتاباتها بعض الخيال من وجهة نظري، لكن من أصدق من الراوى المدون لتلك النصوص وما أعظم الفنان الذي قام بنحتها ، فلم يدع المصري القديم كسره فخار خلفه دون أن يدون عليها شيئا قيما.
أما عن المؤرخين والرحالة فقد كان عملهم السفر إلى مصر والتعرف على حضارتها وتاريخها ومن أهم هؤلاء الرحالة والمؤرخين : هيرودوت المؤرخ الإغريقي الذي زار مصر حوالى ٥٢٥ – ٤٠٥ ق م ، ديودور الصقلى والذي زار مصر حوالى ٥٩ – ٥٧ ق م.
لقد تزامن مع الحضارة المصرية عدة حضارات أخرى فقد كانت الأشورية والفينيقية واليونانية والحيثية من الحضارات التى عاصرت الحضارة المصرية وقد ذكرت معاملاتها مع مصر في ما تركت من آثار ونذكر منها على سبيل المثال معاهدة الملك رمسيس الثانى مع ملك الحوثيين والمدونة في كلتا الحضارتين .
وورد في نصوص الكتب السماوية والقرآن الكريم بعض الآيات عن مصر وملوكها والأنبياء الذين نزلوا بها وما أشهر من قصة يوسف عليه السلام مع عزيز مصر و ما أكثر الآيات التى ذكرت موسي عليه السلام وفرعون.