«جيسن» الحد من إرتفاع درجات الحرارة على الأرض

«جيسن» الحد من إرتفاع درجات الحرارة على الأرض جيسن الحد من إرتفاع درجات الحرارة على الارض

مصر5-8-2021 | 08:10

لفهم التفاصيل الدقيقة في التغير المناخي علينا بناء المعرفة العلمية المطلوبة، عبر التخصص في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات؛ كونها المسار الطبيعي لمعالجة قضايا تغير المناخ، وبذلك يستطيع طلاب الجامعات تحويل شغفهم لحماية البيئة إلى مهن ترتبط بصناعات مختلفة.

يقول الخبير البيئي دكتور مجدي علام إن العلامة الفارقة في حياة كوكب الارض هي التوقيع على اتفاقية باريس للتغير المناخي، وهي أول معاهدة دولية ملزمة قانوناً لكل الدول المشاركة، ودخلت حيز التنفيذ في نوفمبر 2016، وتعدّ الاتفاقية بمثابة حجر الأساس في عملية تغير المناخ المتعددة الأطراف، ونستطيع القول الآن بأن التغير المناخي قد أصبح قضية مشتركة لكل شعوب العالم.

لكي ندرك أبعاد المشكلة سننظر إلى القراءات التي تصلنا من «جيسن»، وهي تؤكد «أن مستوى سطح البحر على الأرض في ارتفاع مستمر، نتيجة لارتفاع درجة حرارة الأرض التي تؤدي إلى ذوبان الأنهار والجبال الجليدية». و«جيسن» هو القمر الصناعي الذي أطلقته وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) منذ 30 سنة، والذي يقدم قراءة كل 10 ساعات عن مستوى سطح البحر على الأرض، وتصديقاً لذلك فإن مستوى سطح البحر قد ارتفع في كل أنحاء العالم بمقدار (16 سم - 21 سم) منذ بداية القرن الماضي، حسب ما يشير إليه موقع «ناسا»، وهو ما يهدد حياة الملايين من البشر الذين يعيشون قرب السواحل
واضاف الخبير البيئى بإنه اذا استطاعت الدول الموقعة على اتفاقية باريس الوفاء بتعهداتها فسيُسهم ذلك في الحد من ارتفاع درجة الحرارة على الأرض، ولن تذوب الجبال الجليدية بهذه الوتيرة السريعة التي نشهدها اليوم، ولكن ذلك مشروط بالتزام الدول بتقليل الانبعاثات الكربونية، أو ما يسمى بغازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي للأرض.

بعد خمس سنوات من التوقيع نستطيع القول بأن البداية مشجعة، فقد تنامى الوعي العالمي، وتسارع الحراك العلمي، وزادت الدراسات والبحوث، وأصبحت الجامعات تدرّس تخصصات جديدة في مجالات التغير المناخي، وخلقت فرص عمل واستثمار في مجالات لم تكن متاحة من قبل.
واخيرا يوضح الخبير البيئي ال دكتور مجدي علام في حال نجاح المعاهدة في إرسال إشارات سياسية قوية تشير إلى أن اتخاذ إجراءات مناخية محددة لن يضر بالاقتصاد. بل على العكس، ستؤدي هذه الإجراءات إلى تحقيق العديد من الفوائد المتعلقة بالتوظيف والصحة والتنمية البشرية، من خلال مواءمة النمو الاقتصادي قصير الأجل مع أهداف التنمية المستدامة طويلة الأجل.

ومن الصعب ولكن من الممكن التحول تدريجياً إلى نموذج اقتصادي يضمن النمو دون الإضرار بالبيئة، وهكذا نضمن الاستدامة، وها نحن نرى الآن المزيد من الدول والشركات تضع أهدافاً لتقليل نسبة انبعاث الكربون، وأصبحت اليوم الحلول الخالية من الكربون قادرة على المنافسة عبر القطاعات الاقتصادية التي تمثل قرابة 25٪ من حجم الانبعاثات في الغلاف الجوي للأرض.

أضف تعليق