مع قرار انسحاب الأميركيين نهائيا من أفغانستان، ومعهم ستنسحب قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، عادت طالان لمنصة الحكم الافغانية ،وعلى اثر ذلك يمكن توقع عودة قوية لتنظيم طالبان في أفغانستان، وبالتالي ينسكب تأثيره أيضا على الجماعات الجهادية المشابهة على الصعيد العربى.
وعن التأثير على مصر يرى الخبير في شؤون الحركات الإسلامية ماهر فرغلي، أن سقوط كابول سيؤثر على مصر حال عملت طالبان على إعادة أفغانستان ملاذًا آمن لكل العائدين من مناطق التوتر في سوريا و العراق و ليبيا وغيرها من مناطق الصراع في المنطقة.
ليس معنى ذلك أن وجود القوات الأمريكية في أفغانستان و العراق و سوريا وغيرها كان رادعا قويا للإرهاب في المنطقة، لكنه بلا شك كان داعما للقوات المحلية في تصديها لمخاطر الإرهاب. وأيضا رادعا لداعمي الإرهاب ومموليه ورعاته سياسيا.
ومع زيادة عدد البؤر الساخنة في الشرق الأوسط وإفريقيا، يجد الإرهابيون بيئة مناسبة لزيادة نشاطهم الإجرامي على حساب قدرة السلطات المحلية على ردعهم.
وبانشغال الولايات المتحدة وحلفائها بساحات أخرى لجهدها الدولي، مثل العلاقات مع روسيا والصين، سيجد الإرهابيون الفرصة للعودة إلى سابق عهدهم.
وحتى لا نفاجأ بسرعة بتنظيم داعش جديد في شرق آسيا أو إفريقيا يظهر بين عشية وضحاها وقد سيطر على بلد أو منطقة واستحوذ على موارد تكفيه واستعاد رعاته ومموليه التقليديين علينا من الآن العمل بجهد أكبر لاجتثاث تلك البؤر من جذورها قبل أن تستفحل.
ورغم ما يبدو من احتمالات تصاعد الإرهاب من أفغانستان إلى ساحل العاج، فإن في الوضع لحالي فرصة لدول المنطقة المهتمة بمكافحة الإرهاب كي تقوم بدورها في محاولة استئصال جذوره.
لطالما كان التعويل على الدعم الأميركي والغربي مدعاة لإجراء حسابات كثيرة في التصدي للإرهاب، في الداخل على الصعيد المحلي للدول وإقليميا بشكل عام.
أما الآن، ومع فك الارتباط الأميركي مع المنطقة هناك خيارات أوسع لتنفيذ سياساتنا المحلية لصالح أمننا القومي وفي المقدمة منها الضرب بقوة للقضاء على كل ما يمكن أن يسهم في عودة الإرهاب.
احتضان القاعدة
اعتبرت الحركة ملاذًا آمنًا لعناصر تنظيم القاعدة وتبنت عناصر الحركة الإرهابية وعلي رأسها زعيمها أسامة بن لادن، الذي اعتبر العقل المدبر للهجمات ورفضت تسليمه إلى واشنطن عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، بحجة عدم وجود أدلة تدينه، ما جعلها ذريعة للغزو الأمريكي لأفغانستان
المحلل السياسي الأمريكي مايكل مورجان يقول: "نواجه مشكلة كبيرة مع تطورات الأوضاع في أفغانستان خاصة في ظل التمدد السريع لقوة طالبان وسيطرتها على العاصمة، ما قد ينتج عنه سيناريوهات صعبة".
هذه السيناريوهات، وفق مورجان، تتمثل في "نقل بؤرة الإرهاب إلى أفغانستان وتشكيل بؤرة جديدة، سواء من خلال الإعلان عن تنظيم جديد، أو تحالف معلن بين الحركة والقاعدة"..
أطاح الغزو الأمريكي، ب طالبان من السلطة في أفغانستان، لكن لم يتم اعتقال زعيم الحركة الملا محمد عمر، الذي أخفت الحركة نبأ مقتله لعامين وأعلنته في أغسطس 2015.
باكستان والصين وروسيا
وقال المتحدث باسم "طالبان" سهيل شاهين خلال إحدى جولات الحوار الأفغاني في موسكو ردا على سؤال "عمن هو" أقرب حليف دولي "للحركة:" ليس لدينا حلفاء بكامل معنى الكلمة. لسنا أعضاء في أي حلف أو أي كتلة عسكرية ".
وأضاف أن الحركة تريد وتسعى إلى" تعاون جميع الدول في بناء أفغانستان ".
وفي معرض رده على سؤال آخر نفى شاهين أن تكون" طالبان "تحصل على أي دعم مالي من باكستان أو الصين أو روسيا، مضيفا" لكن لدينا علاقات جيدة معها ".
العراق
كما تبحث الإدارة الأميركية الانسحاب أيضا من العراق، لذا نشهد هجمات شبه يومية لجماعات إرهابية في ذلك البلد العربي الذي مزقته الحروب المتتالية،ولن يكون غريبا أن نصحو يوما قريبا على تنظيم إرهابي جديد في العراق يمثل تحديا للحكومة العراقية التي ما زالت غير قادرة على مواجهة هذا الخطر.
سوريا
أما في سوريا، فيجري الآن إعادة تأهيل الجماعات الإرهابية (ظاهريا طبعا) ليقبل بها الغرب كمعارضة وبالتالي نتوقع تصاعدا للعمليات الإرهابية وربما بروز تنظيم جديد قد يكون أكثر بشاعة من داعش.